كلف الدكتور ايمن فريد أبوحديد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، وفداً رفيع المستوى من وزارة الزراعة بحضور الاجتماع الذي ينظمه بنك التنمية الأفريقيAfDB، والذى عقد بجمهورية السودان العربية الشقيقة، حيث ضم نائب رئيس مركز البحوث الزراعة ومدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية، ورئيس العلاقات الخارجية الزراعية. يأتى ذلك في إطار جهود وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي لتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز التعاون بين جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان الشقيق، حيث يتم مناقشة الأجندة المزمع تنفيذها في أفريقيا فضلاً عن بحث سبل التعاون مع دولة السودان الشقيق. شارك في الاجتماع عدداً من المتخصصين من وزارتي الزراعة والري السودانية بالإضافة الي الجهات المانحة مثل الصندوق العام للسلع والكوميسا وهيئة المعونة الأمريكية، وتم مناقشة عدداً من الموضوعات التي تهم البلدين نحو تحقيق الأمن الغذائي لخدمة احتياجات شعوبهما، في ظل الزيادة السكانية. كما ناقش الاجتماع أيضاً الخطط المقترحة للقضاء علي سوء التغذية ومحاربة الفقر وخلق فرص عمل جديدة لمحاربة البطالة التي تؤثر علي عمليات التنمية بشكل عام وتشجيعاً للشباب والمرأة الريفية لإتاحة برامج ومشروعات صغيرة ومتوسطة تعمل علي زيادة الدخل وتحسين سبل المعيشة وتم التأكيد علي أهمية التكامل بين البلدين حيث وضح خلال العرض السوداني التفاوت الرهيب في مساحات الأراضي المتاحة للرعي أو الزراعة فقد أفادت إحصائيات الجانب السوداني بأن هناك 14 مليون هكتار متاحة للرعي بينما يتوافر 21 مليون هكتار غابات فضلا عن توافر المياه واوضحت الإحصائيات النقص الشديد في المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح الذي يتم استيراد جزء كبير منه من الخارج، فضلاً عن وجود فجوة كبيرة فى انتاج الزيوت فى السوادن بالرغم من عدم وجود عجز فى انتاج المحاصيل الزيتية، حيث اقترح الجانب المصري عمل تكامل مصري سوداني لنقل الخبرة المصرية وسد هذه الفجوة في الزيوت بإدخال اصناف المحاصيل الزيتية المتميزة عالية الانتاجية من محصولي عباد الشمس وفول الصويا وانشاء وحدات لاستخلاص الزيوت منها. كما اشار الجانب المصري الى أهمية استغلال الموارد المتاحة في السودان والخبرات العلمية المصرية حيث أشاد الجانب السوداني بكفاءة وخبرات الجانب المصري من حيث التقدم العلمي والإنتاجيات العالية للمحاصيل الاستراتيجية، حيث طالب بضرورة الدعم والتعاون. كما طرح إنشاء شبكة إقليمية لمراكز البحوث الزراعية الأفريقية – حسب الاجندة التى تم مناقشتها مع ابوحديد قبل الزيارة- علي أن يكون مقرها مصر لتبادل المعلومات ونشر البيانات الزراعية بين الدول الافريقية لخدمة قضايا الأمن الغذائي في أفريقيا ، ذلك فضلاً عن إنشاء برنامج قومي لخدمة قواعد البيانات الخاصة بالتغيرات المناخية والنظم البيئية. وتم التاكيد أيضاً على أهمية التوسع في إنتاج تقاوي الحاصلات الزراعية المتميزة لتغطية احتياجات مصر والدول الأفريقية وعلي رأسها دول حوض النيل كما تم تناول خارطة الطريق الزراعية المصرية حتي 2030. وتم الإشارة خلال كلمة مصر فى اللقاء الي الاجتماع التمهيدى الذى من المقرر عقده مع سفراء الدول الأفريقية في مصر خلال الأسبوع القادم لبحث سبل التعاون والدعم الزراعي كأحد توصيات ونتائج القمة الثالثة بالكويت المنعقدة التى عقدت الشهر الجارى وذلك تمهيداً لاجتماع وزراء الزراعة الأفارقة في مصر خلال اول يناير 2014 والذي تقوم بالأعداد له وزارة الزراعة المصرية مع الجهات المعنية. فيما ابدي المتخصصون من الجانب السوداني رغبتهم في تحقيق التعاون في عدد من المجالات منها، تطوير نظم الري ونقل التكنولوجيا الحديثة في الزراعات المروية والتي تبلغ مساحتها 2 مليون هكتار في السودان ، بالاضافة الى تطوير التصنيع الزراعي لخدمة قضايا الأمن الغذائي والتي ستوفر فرص عماله جديدة في المناطق الريفية للإقلال من هجرة سكان الريف إلى المدينة. وأكدوا أيضاً على اهمية خلق فرص للتدريب لرفع وبناء القدرات لمختلف قطاعات الزراعة بهدف نقل التقنيات الحديثة للمساهمة في الأمن الغذائي، وتطوير قطاع الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة وتحسين القيمة المضافة والاهتمام بالتصنيع في مجال الألبان وتطوير انتاج اللحوم الحمراء. حيث تم التركيز علي التعاون في تطوير قطاع الزراعة المحمية في السودان نتيجة لما يلمسه الجانب السوداني من تطور ملحوظ في هذا القطاع.