هذا يوم من أيام الله تعالي.. إن بكت فيه كل أقلام الأرض فلن يكون مدادها إلا قطرة في بحر صاحب الذكري العطرة.. وإن سالت دموع المسلمين دهراً فلن تساوي قطرة واحدة دمائه الزكية.. هي دماء النبوة الزكية فدماء رسول الله تسري في جسده طهراً ونقاءً ونسباً فهو القائل صلي الله عليه وسلم »الحسن والحسين مني لكنهم من صلب علي« هو يوم نصوم فيه كما صامه رسول الله صلي الله عليه وسلم حباً في أخيه سيدنا موسي عليه السلام عندما وجد أهل المدينة يصومونه فلما سألهم عن سبب صيام ذلك »قالوا هذا يوم نجي الله فيه موسي من آل فرعون« وصيام عاشوراء يكفر ذنوب سنة ماضية طبقاً لحديث رسول الله الذي رواه »البخاري ومسلم« فقد ورد عن الربيع ابنت معوذ أنها قالت »أرسله النبي صلي الله عليه وسلم غداه عاشوراء إلي قري الأنصار من أصبح مفطراًَ فليتم بقيه يومه ومن أصبح صائم فليصم« وسئل عن صيام عرفة فقال يكفر السنة الماضية والباقية وسئل عن صوم عاشوراء فقال »يكفر السنة الماضية« وقد شاءت إرادة الله أيضاً أن يلقي مولانا الحسين ربه يوم عاشوراء في فجيعة من فجيعات المسلمين عند كربلاء التي أصبحت الأمة من بعدها وإلي اليوم في كرب وبلاء عظيم.. إنها فجيعة تعجز الأقلام عن وصفها عندما عصف يزيد بن معاوية بأل البيت قتلاً وسحلاً وتمثيلاً بقيادة زياد بن أبيه اللقيط بن اللقيط فيزيد جدته هند بنت عتبه التي أكلت كبد أسد الله سيدنا حمزة بن عبدالمطلب عم رسول الله وجده أبي سفيان الذي أحب الفخر ولم يري في سيدنا ممد يوماً أنه رسول الله ولكن رأي فيه »يتيم قريش« الذي أصبح له ملك عظيم وعليه فالعجب يزول عندما يمنع جيش يزيد الماء عن آل البيت ويتقلون أولاد الحسين وأولاد أخيه وياسرون سيدات أل البيت سبايا قال أحد جند يزيد واسمه أبن حصين الأزدي: يا حسين ألا تنظر إلي الماء والله لا تذوق منه قطرة حتي تموت عطشاً وكتب بن زياد بن أبيه إلي عمر بن سعد »أزحف إليهم حتي تقتلهم وتمثل بهم فإنهم لذلك مستحقون فإن قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره فإن عاق ومشاق وقاطع وظلوم إن أنت مضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع وإن أبيت فاعتزل عملنا واترك مشمر بن ذي الجوش والعسكر فإنا قد أمرناه بأمرنا والسلام«. هذا جيش يزيد بن معاوية وتلك أوامره الحسين ظلوم واق ولابد من قطع رقبته »وتدوس« الخيل فوق ظهره أرأيتم »ندالة« أسوأ من ذلك.. وهو ريحانة رسول الله الذي حملة خير الملائكة وسفير الأنبياء سيدنا جبريل علي كتفته وهو من ركب صبياً علي ظهر رسول الله وهو من نزل رسول الله من علي المنبر لزجله وهو يتخطي الصفوف في المسجد طفلاً وهو بن ريحانه رسول الله إن رد علي أحدكم وقال إنها شهوة الحكم والسلطة.. فتقول أي سلطة تساوي قطرة دم وازهاق نفس إنسان مسلما، وحتي كافراً.. فما بالنا بالحسين وآل بيته؟ لكنه الحقد الدفين من بني أمية لبنو هاشم.. رسول الله خيار من خيار.. وقال المولي عز وجل وندى تقلبك في الساجدين« تقلب رسول الله في الأصلاب الطاهرة والحسين وأل البيت من الأصلاب الطاهرة التي تقلبت في الساجدين.. أما أصل يزيد بن أميه فلن تكفي المساحة لكشف أصله لكن دارت رحي المعركة وآل البيت صبياً بعد صبي يقتلون العقيلة الطاهرة السيدة زينب تصرخ وتحمي الطفل الصغير علي الأصغر سيدنا علي زين العابدين تحمية حتي لا يقطع نسل رسول الله بعد استشهاد شقيقه علي الأكبر وباقي أخوته.. السيدة المثيرة تقف شامخة وقوية بعد استشهاد مولانا الحسين وقطع رأسه الشريفة المباركة في وجه يزيد اللعين وتقول لجيشه هل صليتهم الفجر فيقولون نعم وماذا قلتم في صلاتكم.. اللهم صلي علي محمد وعلي آل محمد.. فترد نحن آل محمد.. اتصلون علينا وتقتلوننا.. ماذا قال المؤذن أشهد أن لا إلهإلا الله وأن محمد رسول الله نحن آل محمد رسول الله.. وأضافت المثيرة في قوة لأهل العراق »هل فيكم إلا الصلف والكذب أتبكون أخي بعدما قتلتم سليل خاتم النبوة« ويضيف الإمام علي زين العابدين وهو صبياً صغيراً بجوار عمته الطاهرة »بأي عين تنظرون إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وهو يقول لكم : قاتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي«. انتقل الحسين وأولاده وآل بيت رسول الله إلي الرفيق الأعلي لتهتز السماء لمقتل سيد شباب العلياء وتبكي ملائكة الأرض والسماء وناح الجن علي ابن بنت رسول الله وأحمرت قاروة أم مسلمة زوجة رسول الله في المدينة كانت بها تراب من تربة أرض كربلاء أعطاها سيدنا جبريل لرصول الله قائلاً له هذا »التراب« مثواهم.. فلما رأتها السيد أم مسلمة قد احمرت.. فبكت المدينة وضجت المدينة وكل مدينة بالبكاء.. يا بن رسول لك منا الفداء.. فأنتم آل البيت لنا الدواء.. قتلوك وسحلوك يا عترة نور رسول الله سيدة النساء الطاهرة.. جدتك خديجة أم المؤمنين وأبوك الإمام علي باب مدينة العلم.. يا حبيب المدثر ويا قريب المزمل.. يا ابن سيد المرسلين يا رب المشعر الحرام ويا رب الركن والمقام أبلغ رسول الله وآل بيته الأطهار منا السلام.. ويظل حذاء مولانا الحسين فوق رقاب الطغاه.