* في الوقت الذي يتوقع فيه العالم اختفاء المدارس التقليدية عام 2020وإحلال الكمبيوتر محلها واستخدام الرسوم المتحركة في تعليم الأطفال ، على أن تحل الألعاب الذكية محل الكتاب المدرسي فتسجل وتحلل سلوك الطفل ، إضافة ً إلى البرامج ذات الثلاث أبعاد التي تحاكى الواقع صوتاً وصورةً ويصبح الهدف هو توظيف التكنولوجيا في تحقيق أغراض واسعة بعيدة المدى ، أهمها التكامل بين الثقافات والتواصل بين الشعوب ، إذا بالمصريين يقومون بالسبق والريادة ويعلنون للعالم عن اختفاء المدارس المصرية قبل الأوان بزمان ولم يبق منها سوى أشباح وهياكل خرسانية وأسوار ، بعد أن هجرها المعلمون آخذين معهم تلاميذهم بموافقة ومباركة أولياء الأمور المغلوبين على أمرهم ، وتحت أعين وزارة التربية والتعليم ، ذاهبين إلى التعليم الموازى حيث مواخير ومراكز الدروس الخصوصية ( الحل المصري العصري البديل لما كان يسمى بالمدرسة ) ، بادئين بطلبة الشهادات العامة ( ابتدائية وإعدادية ) ، وبالثانوية العامة على وجه الخصوص ، ولكن ذلك كله قد تم بدون إحلال الرسوم المتحركة والحصص التخيلية والأقمار الدائرية كوسيلة جديدة متوقعة ومبهرة للتعليم الحديث ، واعتمد المعلم الخصوصي على طريقة التعليم البنكي وحفظ المعلومات والتنبؤ بأسئلة الامتحانات التي يجيدها أصحاب الروشتات الجاهزة والمعلومات المعلبة والتي تأتى بنتائج باهرة حيث يتفوق التلميذ على معلمه في حصد الدرجات العالية فيرفع المعلم تسعيرته الجبرية على حساب جيوب فقراء مصر خصماً من دخولهم الضعيفة التي لا تكفى الغذاء والكساء والصحة وتكون النتيجة تخريج جيل مغلق العقل غير قادر على الإبداع والابتكار وغير لائق علمياً وطبياً . * ويرجع فشل وانهيار التعليم في مصر إلى غياب الدور الرقابي الحكومي والمجتمعي والى جمود وتخلف النظام التعليمي وعدم الأخذ بمستجدات ومستحدثات عصر العلم في ظل عدم وضوح رؤية إستراتيجية متكاملة وفى غيبة النظام المؤسسي ودون صياغة شاملة للهيكل التعليمي التربوي الذي يعتمد على نظام مالي يهدف إلى الاستفادة المثلى من الموارد المالية المتاحة بهدف دعم وتشجيع النمو الاقتصادي المستدام وتعزيز الديمقراطية والحرية على ارض مصر الثورة في عصر ينتصر للمعرفة والتنافسية العالمية وذلك بخلق إنسان مصري يصلح لأداء هذا الدور بما لديه من ملكة الحوار والنقاش والتحليل والانتقاء والخلق والإبداع ، وبمواصلة التعلم والتدريب نكون قد أعددنا خريجاً مؤهلاً وماهراً تتسابق عليه السوق العالمية قبل المصرية والعربية . * وتبقى قضية الدروس الخصوصية والقضاء عليها هي المدخل الحقيقي والرئيسي لإحداث ثورة في التعليم العام قبل الجامعي (بخلاف التعليم الفني الذي هو قضية أخرى ) ، حيث يكمن الحل في كيفية العودة للمعلم والتلميذ إلى مكان التعليم والتربية الحقيقي ، الانسانى والآمن ، حيث الفصول الدراسية وداخل أسوار المدرسة ، ومن اجل تحقيق ذلك اقترح ما يلي : 1- تجريم الدروس الخصوصية لجميع المعلمين العاملين بوزارة التربية والتعليم في جميع المراحل . 2- تفعيل فصول التقوية للمحتاجين وعند اللزوم وبموافقة مجالس أمناء المدارس بأجر معقول يقبله المعلم وولى الأمر لتقديم خدمة تعليمية محترمة داخل الحرم المدرسي . 3- تقنين الدروس الخصوصية للمعلمين من خارج الوزارة بعد انتهاء اليوم الدراسي مع إيجاد آلية للسيطرة عليها من حيث أن يكون المعلم نقابياً وتربوياً على أن يحصل على تصريح ورخصة من نقابة المعلمين بمزاولة المهنة في مكان محدد مع فرض ضريبة دخل مناسبة علي هذه الدروس.