ما زالت قضية معارض الاثار بالخارج تثير جدلا كبيرا في الشارع الثقافي لما تتعرض له من "مهازل" تعرض اثارنا التي لا تقدر بمال للعبث والتلف والسرقة والتبديل وغيرذلك مما يضر لاشك بثرواتنا القومية التي لا يمكن تعويضها في حال تعرضها للتلف أو غير ذلك .. ومازالت هذه الثروات التي تخرج بأعداد كبيرة وتتضمن قطعا فريدة تثير تساؤلات العلماء والمتخصصين بل والمواطن البسيط أيضا الذي لا يشعر بعائد ملموس جراء خروج اثاربلاده للخارج بل لم يعد يشعر بالامان علي الاثارالتي تخرج وتتعرض للعبث حتي بعد قيامه الثورة التي من المفترض أن تكون قد أحدثت تطهيرا بالاثارإلا أن الكل أكد أنها لم تصل حتي الان الي أبواب الوزارة .. فما زالت العبارة التي خرجت علي لسان د. عصام شرف رئيس وزراء الثورة "عفا الله عما سلف" التي وضعها شرطا لتولي د. عبد الفتاح البنا وزارة الاثارتخرق اذان السامعين وتثيرالريبة والشك في القائمين علي أمر الاثار مما يؤكد أن هناك الكثير مما لم يتم الكشف عنه حتي الان ويدل علي فظاعة وكارثية ما يخشي المسئولون عن كشفه أمام الرأي العام ربما لأنه بالطبع سيطال رموزا عديدة للنظام السابق كل الشواهد تؤكد أن بعض الجهات تتولي أمر حمايتهم الان !! يكشف د. عبد الرحمن العايدي رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر الوسطي في تصريحات خاصة ل "المسائية" عن المؤامرة الكبري التي حدثت بالاثار منذ أن تولي زاهي حواس أمانة المجلس الأعلي للاثار في أبريل عام2002م حيث شهدت فترة توليه الاثار إصرار علي خروج اثار مصر الأصلية والفريدة في معارض للخارج وخاصة للولايات المتحدةالأمريكية وبإنفراد الجمعية الجغرافية التي يتقاضيمنها حواس راتبا تحت مسمي أنه المكتشف المقيم في مصر. ومن أهم القطع الأثرية التي خرجت بعدما تم تجميعا من ربوع مصر من المتحف الروماني ومكتبة الإسكندرية والآثار الغارقة " وآثار كليوباترا خارج مصر" ولا توجد قطعة واحدة حاليا بمصر، هي الانمعروضة في معرض بشيكاغو .. مائة تسعة وسبعون قطعة أثرية هى كل ما وصلنا من عصر كليوباترا وتتضمن قطعا فريدة ونادرة وهى كل ما تملكه مصر من عصر هذه الملكة الشهيرة قد تم تسفيرها خارج البلاد وذلك بعدما تم تجميعها من عدة متاحف ومواقع فقد استدعي 20 قطعة من أبوصير- برج العرب و 6 قطع من المتحف المصرى و9 قطع من مكتبة الاسكندرية و 19 قطعة من المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية و20 قطعة من المتحف القومى بالإسكندرية بالإضافة إلي 68 قطعة من الآثار الغارقة .. هذه القطع ال 179 خرجت من مصر - لتخليها من أي قطعة واحده لكليوباترا - وتوجهت إلي معرض بمتحف "سينسناتى" بولاية أوهايو بالولاياتالمتحدةالأمريكية بدأ 5 سبتمبر الماضي لمدة 6 أشهر وقام بتنظيم هذا المعرض "طبعا" الجمعية الجغرافية الأمريكية وجمعية الفنون والمعارض الدولية وهما جمعيات خاصة "غير حكومية"، وهى التى استأثرت بالمعارض المصرية بالخارج نظرا للعلاقات التى تربطها بوزير الاثار السابق د. زاهي حواس. !! المعرض الذي أقيم تحت اسم "كليوباترا: البحث عن آخر ملكات مصر" ضم مجوهرات الملكة النادرة والتى تضم قلادة ذهبية نادرة وقرط وأساور ذهبية وعملات ذهبية من عصرها وتمثال للملكة على هيئة أبو الهول وغيرها من قطع أثرية نادرة وتقريبا كل القطع التى اكتشفت من عصرها.. انتقل بعدها ليعرض فى متحف "ميلوكى" بولاية "ويسكونسن" الأمريكية حتى 22 أبريل 2012 لينتقل بعدها الى ولاية أخرى.. عرض قطعتان من ورق البردي بخط يد الملك كليوباترا آخر الفراعنة المصريين .. الوثيقة تحمل نقشا باليونانية يقول "حقق ذلك" تشير إلى إعفاء مؤقت من الضرائب لأحد أصدقاء زوجها مارك أنطونيوس، وهذه القطعة واحدة من بين 150 قطعة أثرية في معرض تعرض فيه آخر مكتشفات البحث المكثف. ولقد عثر على بعض هذه القطع الآثرية خلال استكشافات بالقرب من ابو صير على بحيرة مريوط، وبعض آثار الملكة عثر عليها تحت مياه البحر المتوسط من مدينتي "هيراكليون وكانوب" التاريخية بالقرب من ابو قير الحالية حيث دمرتالزلازل وموجات المد البحري قصر كليوباترا قبل ألفي سنة. هذا بالاضافة الي تمثالين من الجرانيت الأحمر يبلغ ارتفاع كل منهما 4.8 متر لملك وملكة من العصر البطلمي الذي تنتمي إليه كليوباترا ما يضم المعرض قلادات وأساور وأقراطا من الذهب ورأس تمثال لابن كليوباترا ويوليوس قيصر وطلقات مقاليع ربما استخدمتها الجيوش الرومانية التي أنهت حكم كليوباترا الذي بدأ عام 69 قبل الميلاد واستمر قرابة 40 عاما. إلي جانب ذلك تمثال رائع ونادر لايزيس على هيئة الملكة كليوباترا، وتمثال لملك من أسرة كليوباترا طوله 16 قدم ووزنه خمسة ونصف طن وتمثال لملكة من أواخر القرن الثالث وبداية القرن الرابع قبل الميلاد. ولذلك يشير د. العايدي أن هناك مؤامرة كبري وممنهجة تستهدف تفريغ مصر من ثرواتها التي لا يمكن تعويضها ويؤكد تعرضها لمخاطر السرقة والتلف والتزوير .. كما أشرنا في العددالماضي عن تقليد نسخ طبق الأصل عن اثار توت عنخ امون في معارض بالخارج منذ عام 2002م ويؤكد علي مخاوف المسئولين من عودتها التي لاشك ستكشف المستور ؟!! ولذلك تم تقديم عشرات البلاغات للنائب العام ورفع العديد من القضايا بمجلس الدولة لعودة المعارض التي تحوي نوادر اثارنا الموجودة بالخارج وخاصة أنه سبق أن صدر حكما عام 1994م منمجلس الدولة وحكم القضاء الاداري وحكم الادارية العليا يقضي بعودة المعرض وكان انذاك في اليابان وكانت هناك قطع منه قد تعرضت للكسر !! متضمنا حيثيات أهمها أن سفر الاثارالمصرية خارج البلاد مخالف للدستور .. وعلي سبيل المثال أيضا نجد معرض "البحث عن الخلود .. كنوز مصر القديمة" الذي وقع الإتفاق عليه د. زاهي حواس ومدير عام المتحف القومي للفنون بواشنطن بالولاياتالمتحدةالأمريكية ويتضمن 143 قطعة أثرية تضم اثار فريدة تعود للعصر البوبسطي الأسرة "21-22" التي تم الكشف عنها في مدينة "كانيس" أو صان الحجر وهي تعتبر من الاثار الفريدةوأكثرها تفردا القناع الذهبي الخالص للملك بسوسنيس الأول وهو من الذهب الخالص وهناك تساؤل أين ذهب هذا القناع طالما أنه غير معروض بمكانه بفترينته بالمتحف المصري ؟! هذا المعرض الذي خرج من مصر إلي الولاياتالمتحدة في 30 يونيو 2002م وحتي 4 مارس 2007م وطبقا لمستند محرر بمعرفة وفاء صديق مديرة المتحف المصري سابقا يفيد عرض 79 قطعةمن هذا المعرض باليابان وهذا المستند موجه للأثرية المرافقة للمعرض باليابان يخطرها بأن عدد القطع المعروضة 79 وليس 78 قطعة وذلك بعد أن كشف أحد الأثريين المرافقين للمعرضقبل هذه الأثرية أن هناك قطعة تزيد عما أبلغ به من أن عدد القطع المعروضة هو 78 قطعة وهو يدل علي الفوضي والعشوائية في إرسال القطع ونقلها من معرض بدولة إلي معرض اخر بدولة أخريوهي طريقة اتبعها حواس لإطالة أمد في فترة رحلات المعارض الخارجية ونقل قطع من معرض لاخر ومن دولة لأخري حتي يكون من الصعب تتبع الاثار المصرية بالخارج مستهدفا في ذلكتشتيت المتابعين وتصعيب تتبعهم لتواجد القطع الأثرية بالخارج بما يسهل التلاعب والعبث باثار مصر الفريدة .. وقد أرسل د. العايدي للأمين العام وللوزير مكاتبات يسألهفيها عن مصير هذا المعرض وهل عاد إلي مصر أم لا ؟! ولم يتلق أي رد حتي الان .. ومن حق أي مواطن مصري أن يعرف بكل شفافية أين هي اثار بلاده .. وخاصة كمتخصص ذهبت للمتحف أكثر من مرة لكنني لم أجد القناع الذهبي معروضا في مكانه .. وإذا كان المعرض خرج ب 143 قطعة من مصر ثم تم تقسيمه بسفر 79 قطعة لليابان فأين باقي القطع .. هل عادت من الولاياتالمتحدةالأمريكية وإذا كانت قد عادت من أمريكا فلماذا لم تعرضفي مكانها الطبيعي بالمتحف المصري في الأماكن المخصصة لعرضها بالمتحف وأين القناع الذهبي للملك "بسوسينيس" ؟ ولماذا لم يرد الوزير أو الأمين العام أو أي مسئول بالاثار عنتساؤلات الرأي العام والخبراء والأثريين ؟ ولماذا لم يخرج الوزير عن صمته ليكشف عن مصير معرض "رحلة الخلود – كنوز مصر القديمة" ولماذا الإصرار في الأساس علي خروج قطع أثريةنادرة في معارض خارج مصر .. أما عن قصة الدخل فكيف تدر هذه المعارض دخلا إذا كان هناك حوالي 16 معرض خرجت من مصر ولم تحقق أية مقابل ؟!! فقط كان الهدف منها مجرد علاقات شخصيه .. لذا لابد من مراجعة دخل المعارض التي خرجت من عام 2002م وحتي الان وهل دخلت خزينة الدولة أم أنها كما ينشر في الصحف الأجنبية وضعت في صندوق "توت" لصالح أسرة المخلوع !! وخاصة أن دخل المعارض هو جزء من دخل الاثار التي لها ميزانية مستقلة ولا يتم رصد ميزانية من الدولة لها ومن المفترض أن يتم إنفاق هذا الدخل علي رواتب الموظفين وصيانة وترميمالاثار بالإضافة لمشروعات التطوير.. ثم ان المستند الوحيد الذي تم الكشف عنه كان بمبلغ 500 ألف دولار تم تحويلهم من دخل معرض توت عنخ امون لجمعية سوزان مبارك بمصر الجديدة وهي جمعية خاصة وهو محل بلاغ فلماذايذهب دخل الاثار لجمعية سوزان مبارك ؟! وما خفي كان أعظم فهذا المستند ليس هو الأول ولن يكون الأخير وإنما فقط ما توصلنا إليه لكنه دليل علي أن حواس كان "يتبرع" من دخل الاثارتقربا لأسرة "المخلوع" بالرغم من أنه لم يكن جهة لجمع التبرعات أو منحها لأنه ليس وزارة التضامن الإجتماعي .. والسؤال هو من فوض حواس بالتبرع بالمال العام لقرينة "المخلوع" ؟!! إلاإذا كان تقربا زلفي يستقوي به الأمين العام بتقربه منها ضاربا بعرض الحائط كافة القوانين واللوائح وكان يقوم بالتعاقد بنفسه علي المشروعات الضخمة وعرض الاثار خارج البلاددون الرجوع للحكومة وكان ينفرد بكافة أشكال الإتفاقيات الدولية مع عدد من الدول بنفسه دون الرجوع لإدارة الفتاوي بمجلس الدولة أو الحكومة وممثل في رئاسة الوزراء..