كان من المقرر أن أتناول اليوم الحلقة الثالثة من قضية تحديات أمام الصحافة إلا أن الأحداث الساخنة التى شهدتها البلاد فى صباح أمس الأول «الخميس» بالمحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية والتى أصيب فيها 22 مواطنا دفعتنى الى تأجيل قضية الصحافة الى الغد. فى المحاولة الآثمة القذرة لاغتيال اللواء محمد ابراهيم يطرح سؤالاً مهماً من وراء هذه العملية الارهابية خاصة انه لم يتمكن من إلقاء القبض على الجناة؟! فى البداية.. أستبعد تماماً ما ردده البعض ان تكون دول أجنبية مثل اسرائيل وراء هذه الجريمة فى اطار استمرار اشعال الحرائق والصدام السياسى فى مصر مع الاسلاميين السياسيين.. فهذا تفكير تآمرى لا يتماشى مع معطيات الواقع الذى يموج حالياً بحالة من الغليان والانقسام السياسى وسط تصاعد موجة العنف أقصد هنا ليس الأمر محتاجاً الى تدخل خارجى لسكب البنزين.. فالحرائق مشتعلة على آخرها.. كما ان أى طرف أجنبى أو اسرائيلى يعلم تماماً ان أية خطوة فى هذا الاطار محفوفة بالمخاطر حتى ولو كانت نسبة الخطأ 5٪ فقط لأنه فى حالة اكتشافها سوف «تلبس» كل ما يحدث فى مصر وتبرأ جماعة الاخوان وأشقاءها. إلا أن هناك مدخلين قد يكشفان الجانى أو المجرمين الذى نفذوا العملية الارهابية.. الأول.. ان يكون هؤلاء مجموعة من الذين ينتمون الى «الجهاديين بسيناء» والذين ينتمون الى تنظيم القاعدة بسيناء وانهم أرادوا من هذه العملية الانتقام للقبض على زعيمهم «حبارة» خاصة ان العبوة الناسفة التى استخدمت فى الهجوم كانت كبيرة وقد تم تفجيرها عن بعد.. وهؤلاء يجيدون مثل هذه الأطفال الارهابية القذرة. أما الاحتمال الثانى.. ان ما حدث جاء نتيجة تشكيل أو جماعة خرجت من تحت عباءة الاخوان المسلمين، وقررت استخدام العنف والارهاب كعمل انتقامى لفض اعتصام رابعة والضربات المتلاحقة لأجهزة الأمن بالقبض على قياداتهم. يعزز هذا الاحتمال انه تكرر خلال تاريخ التعامل مع الاخوان مثل خروج الجماعة الاسلامية من تحت مظلتهم، والتى استخدمت العنف والقتل كشعار لها خلال السبعينيات والثمانينات، ويؤيد هذا الاتجاه أيضاً ان السمة الغالية للاخوان وما كشفت عنه الأحداث الأخيرة ان النسبة العالية من «أعضائها» ينتمون الى الشباب الذى يتصف بالحماس لاعتقاداتهم. هذه مجرد احتمالات تدخل فى اطار البحث عن الجانى الحقيقى لمحاولة الاغتيال، إلا أننا ننظر ونترقب نتائج تحقيقات الأمن والنيابة لتكشف لنا عن مجرمى العملية الارهابية القذرة.