القاهرة:توفي متظاهر متأثرا بجراح اصيب بها بعد ظهر الجمعة في اشتباكات بين انصار ومعارضي الرئيس محمد مرسي في مدينة الاسكندرية (شمال)، بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية. ونقلت الوكالة عن مصدر طبي ان "مواطنا توفي متأثرا باصابته بطلق خرطوش (من بندقية صيد) عقب نقله للمستشفى الجامعي بالاسكندرية". كما تعرض مقران تابعان لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين الجمعة للحرق في مدينتي اجا في دلتا النيل وفي الاسكندرية شمال البلاد في الوقت الذي يتظاهر فيه مؤيدو الرئيس مرسي بالقاهرة ومعارضوه عبر البلاد، حسبما قال مسؤولون امنيون وقناة فضائية. وانطلقت بعد ظهر الجمعة في القاهرة وعدة محافظات مصرية تظاهرات معارضة للرئيس المصري الاسلامي محمد مرسي تطالب ب"رحيله" فيما تجمع انصاره في ميدان كبير بشرق القاهرة حيث ينظمون اعتصاما مفتوحا تحت شعار "الشرعية خط احمر". وفي الاسكندرية (شمال) ثاني اكبر المدن المصرية، اصيب 19 شخصا في اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المصري، بحسب وزارة الصحة. وبدأت الاشتباكات بعد ان تعرضت مسيرة معارضة للرئيس مرسي عقب ظهر الجمعة الى طلقات خرطوش (من بنادق صيد)، بحسب مشاهد بثتها على الهواء مباشرة قناة الحياة المصرية الخاصة. وفيما كانت القناة تنقل على الهواء مباشرة مشاهد لمسيرة في منطقة سيدي جابر بالاسكندرية سمع دوى طلقات وشوهد متظاهرون يهرولون هربا من هذه الطلقات. واتهم متظاهرون نقلت القناة شهاداتهم على الهواء اعضاء من جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس المصري باطلاق هذه الاعيرة. وتجمع قرابة 10 الاف متظاهر من مؤيدي الرئيس المصري في ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر بعد الظهر بعد ان اعلنت جماعة الاخوان المسلمين وعدة احزاب سلفية متحالفة معها انها ستنظم تظاهرات واعتصاما مفتوحا تأييدا للرئيس مرسي ابتداء من الجمعة، بحسب مصوري وكالة فرانس برس. وبدأ المتظاهرون الاسلاميون في نصب خيام في ميدان رابعة العدوية تمهيدا للاعتصام فيه. وفي الوقت نفسه توافد الاف المتظاهرين المعارضين للرئيس المصري الجمعة على ميدان التحرير في القاهرة حيث تجمعوا وهم يلوحون باعلام مصر ويهتفون "ارحل" لينضموا الى مئات امضوا ليلتهم في الميدان الذي كان بؤرة الثورة التي اطاحت حسني مبارك في العام 2011. وشهدت العاصمة المصرية كذلك عقب صلاة الجمعة عدة مسيرات مناهضة للرئيس المصري انطلقت من ثلاثة ميادين رئيسية في احياء المهندسين (غرب) وشبرا (شمال) والسيدة زينب (وسط). كما انطلقت مسيرات للمعارضة في عدة محافظات اخرى من بينها المنصورة وبورسعيد. وتأتي هذه التظاهرات قبل 48 ساعة من موعد الثلاثين من حزيران/يونيو الذي حددته حملة تمرد لتظاهرات امام قصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة وفي العديد من المحافظات المصرية للمطالبة بسحب الثقة من الرئيس مرسي بمناسبة مرور عام على توليه السلطة وبتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة. وكانت حملة "تمرد" بدأت مطلع مايو الماضي في جميع توقيعات تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة وانتشرت دعوتها في غضون شهرين بشكل كبير. وقال المتحدث باسم حملة تمرد محمود بدر في تصريحات لقنوات تلفزيون محلية مساء الخميس ان الحملة جمعت قرابة 16 مليون توقيع. والتفت المعارضة المصرية الممثلة في جبهة الانقاذ الوطني حول حملة "تمرد" ودعت الى المصريين الى المشاركة في تظاهرين 30 يونيو. ويندد خصوم مرسي بسعي حركة الاخوان المسلمين التي ينبثق منها الرئيس، الى السيطرة على كل مفاصل الحكم في البلاد وفرض عقيدتها الاسلامية على المجتمع. كما يواجه مرسي اتهامات بالاخفاق في اخراج البلاد من الازمة الاقتصادية الخطيرة التي تمر بها. وتؤكد حملة "تمرد" انها جمعت 16 مليون توقيع لاشخاص يطالبون بتنحي مرسي. ويقول انصار الرئيس المصري في المقابل انه يملك شرعية أخذها من صناديق الاقتراع في انتخابات ديموقراطية، ويتهمون المعارضة بالقيام ب"ثورة مضادة" بهدف الاطاحة بمرسي في الشارع ومنعه من تغيير بعض المسؤولين المتهمين بانهم من بقايا مرحلة الرئيس السابق حسني مبارك. وجاءت دعوة حملة "تمرد" فيما تتفاقم الازمة الاقتصادية التي تعاني منها مصر منذ اسقاط مبارك اثر ثورة 25 يناير. وادت هذه الازمة الى ارتفاع في اسعار السلع الاساسية وتكرار انقطاع الكهرباء وشح الوقود. وقتل اربعة اشخاص في اشتباكات في مدينتي المنصورةوالزقازيق بدلتا النيل بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المصري منذ الاربعاء. وقال مصدر طبي في مستشفى المنصورة الدولي الجمعة لفرانس برس ان "عدد القتلى في اشتباكات المنصورة ارتفع الى ثلاثة بعدما توفي شخصان متأثرين باصابتهما بطلقات الخرطوش". كما قتل شخص اخر مساء الخميس في اشتباكات اندلعت بين في الزقازيق بمحافظة الشرقية في دلتا النيل. وقال حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، على صفحته على فيسبوك ان "القتلى الاربعة ينتمون للاخوان المسلمين". كما اصيب خلال ال 48 ساعة الاخيرة 467 شخصا في اشتباكات اندلعت بين الطرفين في مدن الشرقيةوالمنصورة والمنوفية والغربية في دلتا النيل، حسبما اعلنت وزارة الصحة المصرية. وحمل حمل حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين الجمعة اثنين من قادة جبهة الانقاذ الوطني المعارضة هما محمد البرادعي وحمدين صباحي "شخصياّ" مسؤولية اعمال العنف التي تشهدها مصر، بعد اندلاع اشتباكات بين انصار الرئيس المصري محمد مرسي المنتمي للاخوان ومعارضيه في عدة مدن مصرية. وقال الحزب في بيان على صفحته على فيسبوك انه "يحمل المسؤولية الكاملة" لاعمال العنف "لكل من حرض علي العنف من قادة جبهة الإنقاذ وحركة تمرد، كما يتحملها شخصياً كلاً من الدكتور محمد البرادعي والأستاذ حمدين صباحي". واتهم الحزب البرادعي وصباحي ب "بقبول التحالف مع قادة الحزب الوطني المنحل الملطخة أيديهم بدماء الشهداء" الذين سقطوا ابان الثورة على حسني مبارك في العام 2011. واكد الحزب ان "دماء شبابه الطاهرة التي تسيل في سبيل الله والوطن ومن أجل الحفاظ على الشرعية ستكون لعنة علي كل الظالمين والمعتدين"، مشددا انه لن يفرط "في حق شهداء الوطن وشهداء الشرعية".