مازالت وزارة التعليم الايرلندية تبحث قرارها بشأن ارتداء الطالبات للحجاب داخل المدرسة وذلك عقب ما شهدته مدينة Gorey، الواقعة 100 كم جنوب العاصمة دبلن، حينما قدَم الأبوان ليام و بيفرلي إيجان طلب التحاق لابنتهما ، البالغة من العمر 14 عامًا، في إحدى المدارس المحلية. حيث أخبرهما مدير المدرسة بأن ابنتهما لن يُسمح لها بارتداء الحجاب، باعتباره خرقًا لمتطلبات الزي الرسمي للمدرسة، وبعد توضيح الابوان لمدير المدرسة الأهمية الدينية للحجاب بالنسبة لهم، وافق على السماح للإبنة لكنه اشترط عرض المسألة على الهيئة الإدارية في المدرسة، والتي بدورها طلبت استشارة وزارة التعليم! الأمر الذى دعا الأب ان يقول: 'لا تجد ذلك يحدث مع أيٍّ من شعائر الديانات الأخرى، فقط يفعلون ذلك ضد الحجاب، يجب أن يُحمَى الحجاب بموجب الدستور الأيرلندي، فنحن نؤمن بضرورة إعطاء المرأة الحرية في أن تعبر عن قناعاتها الدينية'. ويتوقع والد الطالبة أن يكون قرار وزارة التعليم المنتظر خلال الأسابيع القادمة هو حظر النقاب، وربما الحجاب أيضًا. ورغم الضجة التى اثيرت حول هذه القصة نجد الحجاب في أيرلندا أفضل حالا من وضعه في بلدان أوروبية أخرى، كمثل بريطانيا التي تتحرك صوب حظره، وفرنسا التي حظرت بالفعل كل الرموز الدينية في المدارس والجامعات. وفي هولندا حيث يشكل المسلمون 5,8% من الشعب يمكن للموظفات الرسميات وضع الحجاب الا اذا كان ذلك 'يتداخل مع الامن أو حسن سير العمل والحياد'، وفي المانيا, حيث يعيش اكثر من 3,2 ملايين مسلم غالبيتهم من الاتراك, يستمر الجدل ايضا منذ عدة سنوات. فقد غيرت بعض المقاطعات القانون فيما تقوم اخرى بدرس مشاريع قوانين لمنع الرموز الدينية في المدرسة بشكل صارم الى حد ما. وقد اثارت هذه الحادثة الكثير من التساؤلات فى البلد التى شهدت توافد المسلمين منذ الخمسينيات من القرن العشرين بواسطة الطلاب المسلمين الذين كانوا يذهبون للدراسة والذين زاد توافدهم حتى شكلوا أقليةً داخل المجتمع الإيرلندي يصل تعدادها الآن إلى حوالي 40 ألف مواطن، وهم من جنسيات مختلفة عربية وغير عربية. وقد أسست أول جمعية إسلامية في إيرلندا عام 1959م على يد هؤلاء الطلاب وأطلق عليها اسم الجمعية الإسلامية في دبلن سميت بعد ذلك (الهيئة الإسلامية في ايرلندا) في ذلك الوقت لم يكن هنالك مسجد في دبلن, فكان الطلاب يؤدون صلاة الجمعة والعيدين في البيوت وفي قاعات مستأجرة. ويوجد الآن عدة مراكز إسلامية في إيرلندا خاصةً في المدن الكبرى مثل دبلن العاصمة وغالاوي وكورك وليمرك وغيرها من المدن، ويعمل المسلمون في إيرلندا في مختلف المجالات مثل الطب والكمبيوتر والتجارة، إضافةً إلى عددٍ كبيرٍ من الدارسين لعلوم الكمبيوتر والطب. وعلاقة المسلمين بالدولة جيدة وتمتاز بالتواصل والحوار. وفي إحصائية رسمية اجريت في إيرلندا تبين أن المسلمين أصبحوا يشكلون الدين الثالث في البلاد بعد الكاثوليك وأتباع كنيسة إيرلندا الإنغليكانية، وذلك حسب مسح طال سكان البلاد خلال العام الماضي. وكشف المكتب المركزي للإحصاء في إيرلندا أن 32539 من المقيمين على أراضيها يدينون بالإسلام، بلغت نسبة الذكور منهم 59،53%، والإناث 40،46%، ما يعني أن ارتفاعاً ملحوظاً قد سجل مقارنة مع معطيات العام 2003، إذ قفز مجموع عدد المسلمين بنسبة 70 في المائة، حسب تقرير نشرته وكالة الأنباء الإيطالية. وحسب أرقام المكتب الإحصائي ومقره 'دبلن'، فإن أكثر من نصف المسلمين في الجمهورية الإيرلندية التي يسكنها قرابة أربعة ملايين و239 ألف نسمة ينحدرون من أصول آسيوية وإفريقية، بينما يشكل حملة الجنسية الإيرلندية منهم قرابة الثلث.. وبالرجوع الى الحجاب نجد انه واجب بإجماع المسلمين، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [سورة الأحزاب: آية 53]، والضمير وإن كان لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم فهو عام لجميع نساء الأمة لقوله: {ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [سورة الأحزاب: آية 53]، فهذا تعليل يشمل الجميع؛ لأن طهارة القلوب مطلوبة لكل الأمة، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ} [سورة الأحزاب: آية 59]، فهذا عام لجميع النساء من أمهات المؤمنين وبنات الرسول صلى الله عليه وسلم وغيرهن من نساء المؤمنين، فالحجاب في الجملة واجب بإجماع المسلمين، والسفور حرام.