محيط: أكد أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، ومدير مركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامي بالقاهرة الدكتور محمد عبد الحليم عمر أن الزكاة من أبرز أنواع العبادات وأقواها تأثيراً في إقامة التضامن بين المسلمين ودليلاً عليه ، حيث تتجلى في أدائها أوضح صور التكافل وأساليب التضامن، بل ان تحقيق هذا التكافل والتضامن هو الحكمة من تشريعها وجعلها ركناً من أركان الإسلام، كما أنها الأسلوب العملي لتنقية النفس من الشح وتطهيرها من البخل، وتزكية المال وتنميته، والانتصار على شهوة النفس في حب التملك. وأوضح، بحسب جريدة " عكاظ " السعودية ، أنه حين يتحقق ما شرعت الزكاة لأجله يتحقق التضامن في أروع صورة بين المسلمين ويبرز التكامل في أجمل صورة في المجتمع الإسلامي وقال معقباً إن الروح التي تسيطر على الزكاة هي روح العبادة والتقرب إلى الله وحكمتها الأساسية الأولى تزكية النفس من الشح والحرص والأثرة وحب المال وظلم حقوق الفقراء، وتزكية المال وحلول البركة فيه بيد الله سبحانه وتعالى، وقبوله وبفضل مساواة الفقراء الضعفاء وانعطاف قلوبهم ورقتها ودعائهم، وقد ذكر الله عز وجل هذه المصلحة الأساسية ونوّه بها في القرآن الكريم حيث قال تعالى: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها" "وما اوتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون". وقال د. عبد الحليم عمر لقد أكدت السنة العملية والواقع التاريخي في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدين أن تحصيل الزكاة وتوزيعها هو من شؤون الدولة وطبقاً للنصوص القرآنية والمواقف الثابتة في التاريخ الإسلامي، ومنها محاربة أبي بكر الصديق رضي الله عنه من امتنعوا عن إعطائه حق الزكاة، فلا يقبل من أية دولة إسلامية إهمال تحصيل أموال الزكاة ومباشرة صرفها على مستحقيها كما ورد بهذا الشأن في سورة التوبة.