مكة المكرمة: شدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خطابه أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذى انطلقت فاعلياته أمس بمكة ، على مواجهة تحديات الانغلاق والجهل وضيق الأفق ليستوعب العالم مفاهيم وآفاق رسالة الإسلام الخيرة دون عداوة واستعداء. وقال الملك عبدالله :"من جوار بيت الله الحرام بدأنا ومنه - بإذن الله - سننطلق في حوارنا مع الآخر بثقة نستمدها من إيماننا بالله ثم بعلم نأخذه من سماحة ديننا وسنجادل بالتي هي أحسن فما اتفقنا عليه انزلناه مكانه الكريم في نفوسنا وما اختلفنا حوله نحيله إلى قوله سبحانه وتعالى (لكم دينكم ولي دين)". وأضاف خادم الحرمين ،بحسب جريدة الرياض السعودية، :"إنكم تجتمعون اليوم لتقولوا للعالم من حولنا وباعتزاز أكرمنا الله به إننا صوت عدل وقيم إنسانية أخلاقية واننا صوت تعايش وحوار عاقل وعادل، صوت حكمة وموعظة وجدال بالتي هي أحسن..". وبهدف إرساء قيم الحوار بين ابناء المذهبين السنة والشيعة ، انطلقت فاعليات المؤتمر الإسلامي العالمي حول حوار الإسلام والحضارات الأخرى، في مكة بمشاركة أكثر من 500 شخصية إسلامية من أبناء المذهبين ممن يمثلون هيئات الإفتاء والإدرات الدينية . وقد أكد المؤتمر في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، أن حوار الحضارات المبني على الاحترام والفهم المتبادلين والمساواة بين الشعوب أمر ضروري لبناء عالم يسوده التسامح والتعاون والثقة بين الأمم . كما أكد المؤتمر تعميق الحوار وتعزيز الاعتدال والوسطية. وأصدرت رابطة العالم الاسلامي بيان تؤكد فيه أن المحاور تهدف إلى التركيز على أهمية عناية الطرف الإسلامي في الحوار بالمنطلقات الواضحة، التي تساعد على إنجاح الحوار، وإيصال الرسالة كاملة، وما فيها من خير ورحمة للبشرية إلى الآخرين، والتركيز على: أولاً: الانطلاق في الحوار من أن أساس الرسالات الإلهية كلها، الدعوة إلى إخلاص العبادة لله، والسعي لإسعاد البشرية، ما يوجب على أتباعها التعاون على البر والإصلاح، من أجل خير الإنسانية جمعاء. ثانياً: مخاطبة الوجدان الإنساني، وحث المخلوقين على العودة إلى الله سبحانه وتعالى، وإلى جوهر ما دعت إليه رسالات الله التي تنزلت على أنبيائه. ثالثاً: تشجيع الأعمال التي ترسّخ القيم المشتركة بين بني الإنسان، وتحث على حفظ الكرامة الإنسانية والصدق والعدالة، والعمل على ترقيتها وصونها. رابعاً: ترسيخ الأخلاق الفاضلة، ومنع أسباب التفكك الأسري، صوناً للمجتمعات الإنسانية وحماية لها. خامساً : مواجهة الإلحاد في المعتقدات والإباحية والظلم والاضطهاد. سادساً: الحرص على التعايش السلمي والتفاهم الاجتماعي والتعاون المدني بين المسلمين والمسالمين من غير المسلمين، خصوصاً حينما تجمعهم ديار واحدة. ومن أبرز الشخصيات المشاركة في المؤتمر ، اكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص النظام في ايران ، ومفتي جمهورية مصر العربية الدكتور علي جمعة ، الدكتور علي أوزاك رئيس وقف الدراسات الإسلامية في تركيا ، الشيخ قيس الكلبي رئيس مؤسسة الثقافة الإسلامية الأمريكية في ولاية كاليفورنيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية.