أجاز د. يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إقامة كنيسة للمواطنين والمقيمين د. يوسف القرضاوي المسيحيين وغيرهم في الدول الإسلامية بشرط أن تكون لهم حاجة حقيقية في ذلك، وبأذن ولي الأمر الشرعي لهم. وقال الدكتور القرضاوي في رده على سؤال لأحد زوار موقعه "إن إقامة الكنيسة لغير المسلمين من أهل الذمَّة، أو بعبارة أخرى: للمواطنين من المسيحيين وغيرهم، ممَّن يعتبرهم الفقهاء من (أهل دار الإسلام): لا حرج فيه إذا كان لهم حاجة حقيقية إليها، بأن تكاثر عددهم، وافتقروا إلى مكان للتعبُّد، وأذن لهم ولي الأمر الشرعي بذلك. وهو من لوازم إقرارهم على دينهم". وتابع أن مثل ذلك غير المسلمين من غير المواطنين الذين دخلوا دار الإسلام بأمان، أي بتأشيرات دخول وإقامة، للعمل في بلاد المسلمين، وتكاثرت أعدادهم، واستمرَّ وجودهم، بحيث أصبحوا في حاجة إلى كنائس يعبدون ربهم فيها، فأجاز لهم ولي الأمر ذلك في حدود الحاجة، معاملة بالمثل، أي كما يسمحون هم للمسلمين في ديارهم بإنشاء المساجد لإقامة الصلوات". ورأى الشيخ القرضاوي أن السماح للنصارى بإقامة كنيسة في قطر يدخل في هذا الباب، وهو من حقِّ ولي أمر، بناء على فقه السياسية الشرعية التي تقوم على رعاية مقاصد الشرع، ومصالح الخلق، وتوازن بين المصالح بعضها وبعض، والمفاسد بعضها وبعض، والمصالح والمفاسد إذا تعارضتا، ويجب على وليِّ الأمر الرجوع إلى فتوى العلماء الراسخين، حتى لا يقع فيما لا يحبُّه الله ولا يرضاه.
بين الجواز والتحريم وحول المشاركة في مناقصة لبناء إحدى دور العبادة لغير المسلمين كمعبد للهندوس أو كنيسة للنصارى، قال القرضاوي أن هناك اختلافا في أقوال الفقهاء، حيث قال الأول وهم (المالكية، والحنابلة، وجمهور الشافعية ، وأبي يوسف ومحمد خلافا لأبي حنيفة) بتحريم بناء الكنائس والعمل على تشييدها وإقامتها.
وأورد في أدلة رأي الجمهور قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة2]، وفي تصميم الكنائس وبنائها وتشييدها إعانةٌ لهم على كفرهم، وتعظيمٌ لشعائرهم الباطلة. كما أنه عقد إجارة على منفعة محرَّمة، والمنفعة المحرَّمة مطلوب إزالتها، والإجارة عليها تنافيها، سواء شرط ذلك في العقد أم لا، فلا تجوز الإجارة على المنافع المحرَّمة، ثم قال أنّ الشرائع كلُّها متَّفقة على تحريم الكفر، ويلزم من تحريم الكفر تحريم إنشاء المكان المتخذ له, وأشار إلى أن الرأي الثاني وهو الجواز وقد ذهب إلى جواز تعاقد المسلم على بناء الكنيسة أو إجارة الدار لتتخذ كنيسة الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى، خلافا لصاحبيه أبي يوسف ومحمد رحمهما الله تعالى. أزمة في قطر كانت دولة قطر قد شهدت جدلا واسعا بين مؤيد معارض في شهر مارس الماضي على خلفية افتتاح أول كنيسة كاثوليكية في قطر والأكبر في الشرق الأوسط وهي كنيسة "السيدة العذراء"، إضافة إلى السماح ببناء أربع كنائس للطوائف المسيحية الأخرى. وأعربت العديد من الأصوات في قطر عن "اشمئزازها" من ارتفاع صرح مسيحي في بلد مسلم، مثل الكاتب "لحدان بن عيسى المهندي" الذي رأى أنه لا ينبغي أن يرتفع الصليب في سماء قطر ولا ينبغي أن يسمع قرع النواقيس في الدوحة. هذا، بينما دافع آخرون عن حق حوالي مائة ألف مسيحي في قطر بالحصول على دور عبادة، ومنهم الدكتور عبد الحميد الأنصاري، العميد السابق لكلية الشريعة وأصول الدين في قطر، والذي رأى أن إقامة دور عبادة لمختلف الأديان حق أساسي من حقوق الإنسان كفله الإسلام قرآنا وسنة.