القاهرة: دعا الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، رئيس رابطة العالم الإسلامي ورئيس رابطة الجامعات الإسلامية، إلى ضرورة تجديد الخطاب الديني الذي يوازن بحكمة بين ثوابت الشريعة ومتغيرات الواقع ويتوافق مع المستوى العام للفهم والاستيعاب لدى الأمة. ودعا التركي علماء المسلمين إلى عدم الانشغال بالمظاهر دون الجوهر مثل قضية التبرك ببول الرسول (صلعم) وفتوى إرضاع الكبير، وأوضح ان الحوار مع غير المسلمين يتطلب الكثير من الموضوعية والحكمة وعدم التعرض أو الإساءة للآخر. وطالب التركي خلال كلمته في ندوة " إصلاح الخطاب الديني وواقع الفتوى في العالم العربي " التي نظمها أخيراً معهد الأهرام الإقليمي للصحافة في القاهرة بضرورة التمكن من اللغة العربية لأنها وعاء تراثنا الإسلامي، مشيراً إلى ان العلماء من غير العرب حرصوا على تعلم اللغة العربية وإجادتها من أجل خدمة الدين. وحول المفهوم الصحيح للخطاب الديني، بيّن التركي ، بحسب جريدة " الحياة " اللندنية ، أنه الخطاب الذي يكون مضمونه نصاً من كتاب الله تعالى أو سنّة نبيه (صلعم)، فما ثبت في هذين المصدرين لا مجال للمسلم أن يجتهد فيه إلا اجتهاداً يستوضح به معناه ومراده. ولفت إلى ان الحديث عن الخطاب الإسلامي أشمل من الحديث عن الخطاب الديني، مشيراً إلى أن الاجتهادات قد تصيب وقد تخطئ. وأوضح أنه اذا كان النص قاطعاً من الكتاب والسنّة، فلا اجتهاد مع النص وليس هناك عصمة الا للرسول في ما يبلغ عن ربه، أما العلماء فيخطئون ويصيبون ولكن على عامة الناس ان يسألوا أهل الذكر باعتبارهم الأقرب للحق وورثة الأنبياء. وقال انه عند الحديث عن تجديد الخطاب الديني يجب ألا نركز على السلبيات، مشيراً الى أن في الاسلام يجب التركيز على الايجابيات والسلبيات معاً. وأوضح التركي أنه حتى في زمن الصحابة كانت هناك مخالفات، ولكن اذا كان الغالب على المجتمع هو الصلاح، فإن هذا يعني ان هذا المجتمع صالح وجيد. وقال اذا حدثت سقطة او زلّة فإنه ليس من المصلحة الاجتماعية التركيز عليها، مشدداً على أن الاصل في المجتمع المسلم ان يبحث عن الستر. وطالب بترشيد المجتمع والتعاون مع المؤسسات الثقافية، داعياً إلى أن يكون الإعلام اقرب الى المؤسسات الدينية والثقافية وأن يعمل على نشر الفضيلة والتركيز على الجوانب الايجابية في المجتمع. وحول مسألة الفتوى قال انه يجب التركيز على القضايا الشخصية التي يجوز فيها الإفتاء الفردي داعياً إلى إخضاع الفتاوى التي تمس حياة الافراد والشعوب والجماعات والشأن العام للمجامع الفقهية. وقال: " إن دول العالم الإسلامي في الوقت الحاضر ليست قوية سياسياً وتقنياً واقتصادياً وعسكرياً، لدينا قوة الدين والتماسك الاسري، ولكن ليست لدينا القوة المناسبة، وهذا الأمر ينبغي أن يكون محل ملاحظة لمن يتعرضون للإفتاء في مجال العلاقات الدولية الإسلامية مع الآخر" . وطالب العلماء والدعاة بمراعاة مصالح الناس والسعي إلى ايجاد هذا التوازن بين أسس الدين وثوابته وعدم تجاهل هذه المتغيرات التي قد تؤدي إلى كارثة بين المسلمين. وأشار الى أن الحوار مع غير المسلمين يتطلب موضوعية وحكمة وعدم التعرض أو الاساءة للآخر.