نيويورك: تعرضت أسعار النحاس خلال التعاملات فى كل من بورصتي نيويوركولندن للتراجع لأدنى مستوياتها منذ نحو الأسبوع متأثرة بالبيانات التي أظهرت تباطؤ وتيرة ارتفاعات أسعار العقارات في السوق الصيني الذي يعد أكبر مستهلك للمعدن على مستوى العالم. وقد تعرض مؤشر "شنغهاى" المجمع للأسهم في البورصة الصينية لأكبر تراجع منذ 6 أسابيع وذلك وسط حالة من القلق إزاء تأثر الطلب في السوق من الإجراءات التي بدأ فرضها لتقييد حركة الائتمان وكبح ارتفاعات أسعار العقارات من خلال التصدى لعمليات المضاربة. وقد شهد أيضًا سعر النحاس ضغوط نحو التراجع في ظل انتعاش سعر الدولار الأمر الذى يحد من الطلب في الأسواق على المعادن التى تتخذ كأحد بدائل الاستثمار. ويأتى تراجع سعر النحاس رغم البيانات التي أظهرت ارتفاع واردات الصين من المعدن وذلك للمرة الأولى منذ 4 أشهر . وأشارت شبكة "بلومبرج" إلى تراجع سعر النحاس لعقود شهر سبتمبر الآجلة ب6.75 سنت أو 2% ليبلغ 3.2865 دولار للرطل في بورصة نيويورك للسلع "كومكس" وفى بورصة لندن الدولية للمعادن تراجع سعر النحاس لعقود تسليم 3 أشهر ب2.3% ليبلغ 7254 دولار للطن المتري. ويستحوذ قطاع الانشاءات على حوالي 25% من إجمالي الطلب على النحاس في أسواق الصين وكانت أسعار العقارات على مستوى 70 مدينة من المدن الكبرى في الصين قد سجلت ارتفاعا خلال يوليو بلغ فى المتوسط 10.3% وهو ما اعتبر أبطأ معدل نمو خلال 6 أشهر. وتفيد الاحصائيات بأن واردات النحاس ومنتجاته الموجهة للسوق الصيني قد ارتفعت ب4.5% خلال يوليو مقارنة بالشهر السابق غير أن الواردات قد تراجعت ب16% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى. وقد تلقت واردات الصين من النحاس دعما من خلال ما يعرف باسم المراجحة والموازنة في التعاملات على المعدن حيث يتولى التجار شراء المعدن فى بورصة لندن على أن يتم بيع العقود في شنغهاي للاستفادة من فارق الأسعار بين السوقين. ويرى أحد المحللين انه على الرغم من بعض الدلائل على وجود عمليات مراجحة فى التعاملات على المعدن إلا أن الطلب الفعلي على النحاس فى الصين ما زال قوى نسبيا خلال فترة شهور الصيف التي تتسم بضعف النشاط. كما أن استمرار قوة الطلب على المعدن ما زالت جيدة رغم المخاوف من حدوث انكماش حاد في الإقبال على شراء النحاس من قبل قطاع الانشاءات.