لندن: ذكرت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية اليوم أن أول علاج جديد لسرطان الجلد المتقدم أصبح متوفراً في بريطانيا الآن لأول مرة منذ سبعينيات القرن الماضي. وأضافت الصحيفة أن نصف المرضى الذين تناولوا الدواء الجديد المسمى "إيبيليموباب" في تجارب ما زالوا أحياء بعد عام وبلغت نسبتهم ضعف الذين لم يتناولوه، مضيفة أن "إيبيليموباب" يحقن أربع مرات ويعمل بطريقة تعليم الجهاز المناعي للجسم على مقاومة المرض المعروف أيضا باسم "ميلانوما". وأشار الطبيب بول لوريجان كبير المحاضرين في مجال طب الأورام في مؤسسة كريستي الطبية البريطانية، إلى أن ترخيص الدواء يمثل تقدماً حقيقياً في علاج المرضى المصابين بسرطان الجلد المتقدم لأنه أول علاج منذ ثلاثين عاماً في بريطانيا يطيل متوسط العمر المتوقع للمريض وهو ما يعتبر قفزة هامة للأمام. وذكرت الصحيفة أنه خلال الجزء الأخير من التجربة على المرضى الذين خضعوا لعلاج مسبق لسرطان الجلد كان 46% من الذين تناولوا الدواء الجديد ما زالوا أحياء بعد سنة مقارنة ب25% من الذين لم يتناولوه بالإضافة إلى أن 24% من الذين تناولوا الدواء الجديد ما زالوا أحياء بعد سنتين مقارنة ب14 % من أولئك الذين لم يتناولوا الدواء وكان متوسط البقاء على قيد الحياة 1ر10 أشهر مقارنة ب 4ر6 أشهر بين أولئك الذين لم يتناولوه. وأوضحت الصحيفة أنه تم منح الترخيص للعقار الجديد بالموافقة من قبل الوكالة الطبية الأوروبية لكن مسألة فعاليته وسعره ما زالت قيد التقييم من قبل هيئة الترشيد الصحي البريطانية نايس ومن ثم فإنه غير متاح على نطاق واسع في الخدمات الطبية البريطانية. وأشارت الصحيفة إلى أن المرضى يستطيعون التقدم لصندوق عقاقير السرطان التابع للحكومة للحصول على الدواء الذي تسوقه شركة "بريستول مايرز سكويب" تحت اسم "إيرفوي" والذي يتكلف نحو 75 ألف جنيه إسترليني لأربع حقن وريدية. ويعد العلاج الوحيد المتاح منذ السبعينيات نوعاً قديماً من العلاج الكيميائي اسمه "داكاربازين". وتشير التجارب السريرية الأخيرة إلى أن "إيبيليموماب" أكثر فعالية في علاج "الميلانوما" وأعراضه الجانبية أقل أيضاً حيث يتلقى المرضى أربع حقن بمعدل واحدة كل ثلاثة أسابيع. يذكر أن سرطان الجلد يؤثر بدرجة كبيرة على المراهقين والشبان البالغين ومعدلات ارتفاع الإصابة بالمرض سريعة في بريطانيا حيث يتم كل عام تشخيص 11700 شخص بأشد أنواع السرطانات خطورة "الميلانوما" الخبيثة ويموت نحو ألفين خلال أشهر قليلة بعد انتشار الورم في أنحاء الجسم المرحلة المتقدمة.