واشنطن: توصلت دراسة حديثة جرت في السنغال إلى إن البعوض قادر على مقاومة أغطية النوم المعالجة بالأدوية المضادة للبعوض المنتشرة على نطاق واسع في القارة الأفريقية للحد من انتشار مرض الملاريا. وأشارت الدراسة إلى أن هذه الأغطية قد قللت من مناعة الأطفال الأكبر سناً والبالغين لمرض الملاريا، لكن خبراء آخرين يرون أن هذه الدراسة محدودة ولا يمكن الاعتماد عليها لاستخلاص نتائج عن مدى نجاعة هذه الاغطية. وتعتبر الأغطية المعالجة بالأدوية المضادة للبعوض أحدث وأرخص وسيلة للحد من انتشار مرض الملاريا الذي يودي بحياة مئات الآلاف سنوياً. وقد قامت منظمة الصحة العالمية مؤخراً بتوزيع ملايين الأغطية في مختلف انحاء العالم وخاصةً في القارة الأفريقية، حيث ترى المنظمة أن الأغطية قادرة على تخفيض نسب انتشار الملاريا إلى النصف إذا تم استخدامها بطريقة مثالية. ففي السنغال لوحدها قامت المنظمة بتوزيع ستة ملايين غطاء خلال السنوات الخمس الماضية، وتمت الدراسة على قرية صغيرة في السنغال تم توزيع الأغطية على سكانها منذ 2008. وبعد ثلاثة أسابيع من توزيع الأغطية لوحظ أن معدلات الإصابة بالمرض بدأت بالتراجع وفي النهاية تراجعت نسب الإصابة بثلاثة عشر ضعفاً مقارنة بالفترة السابقة لاستخدام الأغطية، طبقاً لما ورد بموقع ال"بي بي سي". كما لاحظ الخبراء أن سلالة البعوض المسئولة عن نقل مرض الملاريا إلى الإنسان المقاومة وراثياً لنوع من الأدوية التي تعالج بها الأغطية قد ارتفعت من 8% إلى 48 خلال الفترة من 2007 إلى 2010. كما ارتفعت نسبة البعوض المقاوم للدواء الذي تنصح به منظمة الصحة العالمية لمعالجة أغطية النوم إلى 37% بحلول 2010. ولاحظ الخبراء خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من الدراسة أن نسب الإصابة عادت إلى الارتفاع وكانت نسب الإصابة بين الأطفال الأكبر سناً والبالغين هى الأعلى بل زادت نسب الإصابة عن معدلاتها قبل نشر الأغطية. ويعتقد الخبراء أن الأغطية قد أدت إلى الحد من مناعة جسد مستخدميها لمرض الملاريا، لأن التعرض للبعوض يقوي مناعة الجسم، كما أن تزايد نسب البعوض المقاوم لهذه الأغطية قد أديا إلى ارتفاع معدلات الإصابة مؤخراً.