امستردام: توصل باحثون هولنديون إلى أن استنشاق كميات ضئيلة للغاية من غاز أول أكسيد الكربون السام يمكن أن تريح المرضى الذين يعانون من الربو ومرض انسداد الشعب الهوائية المزمن ، لكن متخصصا آخر قال إنه يشك بقوة في سلامة هذا العلاج. والمعروف أن غاز أول أكسيد الكربون، وهو غاز عديم الرائحة وغير مرئي، يمثل خطرا على صحة الإنسان عند التعرض لكميات عالية منه لأن الخلايا الدموية الحمراء تمتصه وتخزنه بدل الأوكسجين ، وينتج عن ذلك انتقال كميات غير كافية من الأوكسجين في جسم الإنسان. ويفرز الجسم هذا الغاز بشكل طبيعي كنتيجة ثانوية لتفاعلات كيماوية، لكن باحثين في المركز الطبي الجامعي في كرونينجن يقولون إن لغاز أول أكسيد الكربون خصائص مدهشة ومفيدة. ووفقا لما ذكره موقع " بي بي سي " ، فإن الأمراض الخطيرة مثل مرض انسداد الشعب الهوائية المزمن، والذي غالبا ما يكون عبارة عن التهاب رئوي مزمن وانتفاخ ناجم عن سنوات من التدخين، تتجلى في التهاب خطير للأنسجة الرئوية، ويبدو أن أول أوكسيد الكربون قادر على تخفيف هذا التفاعل والذي يُفترض أن يفضي إلى تحسين الأعراض. وأعطى فريق الباحثين الهولنديين كمية ضئيلة جدا من أول أوكسيد الكربون ل 18 مريضا وذلك لمدة ساعتين ولأربعة أيام متوالية ، ثم قاموا بقياس مستوى نوع معين من الخلايا المناعية المرتبطة بالالتهاب الحاصل في مخاط رئة المرضى ووجدوا أن المرضى الذين خضعوا لهذا الاختبار الطبي انخفض مستوى مخاطهم، في المتوسط، إلى الثلث ، بالإضافة إلي أن الرئتين أصبحتا أكثر مقاومة لآثار مادة كيميائية مزعجة عُرض الجسم لها. ويخطط الباحثون لإجراء تجارب أوسع نطاقا، كما تتطلع شركات الأدوية لاستكشاف طرق تتيح تصنيع أدوية تعمل على إطلاق غاز أول أوكسيد الكربون ببطء في الجسم دون الحاجة إلى استنشاقه.