كاتبة ترد علي رؤية إقبال بركة "العصرية" للحجاب غلاف الكتاب وإلى اليسار المؤلفة كيلاني محيط - شيرين صبحي دوافع كثيرة ساقت الكاتبة نادية كيلاني للرد علي إقبال بركة في كتابها "الحجاب رؤية عصرية" أبرزها كما تقول قناعتها بأن الحجاب الثابت في النصوص القرآنية حولته أهواء البعض إلي قضية متأرجحة يتناولها هذا وذاك بلا موضوعية ولا إطالة نظر "ليس هذا فقط بل لإحساسي الجازم أن رغبات التفتيش عن النقاط ذات الحساسية في ديننا والخوض فيها بالمشارط لا الأقلام أصبحت تشكل متعة لدي الكثيرين دون الالتفات لما تحدثه السطور من خلط في مفاهيم العامة ممن يثقون في اسم الكاتب وتاريخه المهني". والكتاب الصادر مؤخرا عن دار شمس المصرية للنشر والتوزيع تحت عنوان "الحجاب رؤية إسلامية دائمة" جاء في مجملة كما تقول المؤلفة "رد علي مغالطات حفلت بها سطور الأستاذة إقبال بركة وتصفيق في ذات الوقت للصواب المكتوب علي الصفحات، بل هو وثيقة حيادية حاولت فيها الانصاف –ما استطعت- لا أبتغي من ورائها إلا نصرة الحق والترسيخ للحجاب رمز المرأة المسلمة وعنوانها الواضح". وكتاب الأديبة إقبال بركة الذي طبع عدة مرات، يقع في ثمانية فصول هي: خلفية تاريخية، الحجاب في التاريخ، الحجاب في القرآن الكريم، الحجاب في الحديث النبوي، الرق قبل وبعد الإسلام، الحجاب والهوية الإسلامية، آراء مع الحجاب، آراء ضد الحجاب. وتعتمد مؤلفة الكتاب الذي بين أيدينا، في ردها علي كل ما جاء في الكتاب من آراء والعمل علي تفنيدها ومراجعتها والرد عليها جملة جملة وفقرة فقرة ليكون أقرب للحائرين بين الحجاب والسفور. ومن الكتاب نستعرض بعض ما جاءت به بركة وما حاولت تفنيده كيلاني: تقول بركة في كتابها: (جاء في تفسير القرطبي لآية الجلباب:وكانت المرأة من نساء المؤمنين قبل نزول هذه تبرز أي تخرج من خيمتها، للحاجة فيتعرض لها بعض الفجار فيظن أنها أمة "جارية" فتصيح به فيذهب، فشكون ذلك إلي النبي (صلي الله عليه وسلم) ونزلت الآية بسبب ذلك، "لذلك" والكلام للكاتبة أمر الله رسوله أن يأمرهن بإرخاء الجلابيب عليهن إذا أردن الخروج لقضاء حوائجهن، وكن يتبرزن في الصحراء قبل أن تتخذ الكٌنف "دورات المياة" فيقع الفرق بينهن وبين الإماء، فتعرف الحرائر بسترهن). الكتاب يرد على كتاب لإقبال بركة فتطرح عليها مؤلفة الكتاب سؤالا أخر.. هل كن يغيرن زيهن إذا خرجن لأمر آخر غير أمر قضاء حوائجهن في الصحراء؟!! مثلا عند الذهاب للمسجد أو إلي السوق أو لزيارة بعضهن البعض، أو إذا خرجن مع أزواجهن أو أحد محارمهن لأمر ما.. أم كان هو زي النساء في جميع أحوالهن..؟!! وهل يعقل أن تنسخ الآية بعد ألف وأربعمائة سنة لمجرد أن أنشئت دورات المياه في البيوت دون أن يشير رب العزة إلي أن هذه الآية مدتها ألف وأربعمائة سنة فقط لا غير..؟!! وتقول بركة إن المفسرين أجمعوا علي خصوصية آية الحجاب بنساء النبي (ص)، ثم تؤكد ( النساء المسلمات لسن مطالبات بالاقتداء بنساء النبي، وهو من الخصائص النبوية التي شاء الله سبحانه وتعالي أن يميز بها رسوله وأهل بيته عن سائر الناس، كرامة له وتعظيما لمقامه، وارتفاعا بآل البيت عن كل شبهة، ومن ثم فالاقتداء بهن غير مطلوب، ويعني تطاولا محظورا إلي مقام النبوة). وترد عليها كيلاني: لا والله... الاقتداء بالنبي وزوجاته في التزام العفة والتستر لا يعد تطاولا بل اتباعا، حيث إنه (صلي الله عليه وسلم) وزوجاته قدوتنا ودليلنا، وتقليدنا لهم محبة وعفة. قال تعالي: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً" صحيح أنهن لسن كأحد من النساء، ولكن هذا في مضاعفة الحسنات والسيئات وفي عدم زواجهن بعد النبي، فهن أمهات المؤمنين، وإلا لصار كل ما جاء في هذه الآية خاص بنساء النبي وليس علينا فعله، مثل قول المعروف وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الله ورسوله؛ فهل هذا يعد تطاولا ايضا؟..!! وبالطبع لا نستطيع أن نقول للنساء لا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، لأن هذا يعد تطاولا علي مقام النبوة!! بل يجب علينا تبرج الجاهلية الأولي، لأن النهي خاص بنساء النبي!! وتقترح مؤلفة الكتاب علي إقبال بركة اتباع منهج خاص بهم بدلا من الاستناد للآراء المختلفة وهو الرجوع للأصل الثابت والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وتجتهد المؤلفة في تفسير الآية التالية: "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون"َ. تقول المؤلفة أن في هذه الآية سبعة أوامر هي: غض البصر ، حفظ الفرج ، الاقتصار علي الزينة الظاهرة ، إسدال الخمار علي الجيوب، تحديد المحارم المطلعون علي زينة النساء ، عدم الضرب بالأرجل للفت الأنظار ، التوبة إلي الله عما سلف. فكيف نأتي لآية واحدة ونحذف من وسط هذه الأوامر أمرا واحدا فقط خاصا بلزوم تغطية شعر المرأة؟!! فكلمة بخمرهن لمن تتكلم العربية دليل علي لزوم الغطاء للرأس أي أن الأصل هو تغطية الشعر، والآية تفرض أن الشعر عليه خمار بالضرورة وفقط تطلب أن تغطي المرأة بهذا الخمار الجيب يعني فتحة الصدر، وهذا هو الدليل علي وجوب تغطية الرأس. وتتساءل كيلاني: إذا كنت لا تجدين الآن إماء وحرائر؛ فهل تخيرت لنا زي الإماء..؟! فهل صرنا جميعا إماء أم نحن الحرائر؟!! الهوية الإسلامية في فصل آخر عن الحجاب والهوية الإسلامية تقول بركة: مسلمات في أوروبا ( لقد انقضي الزمن الذي يفيد فيه التمييز بالزي في منع الإيذاء عن المسلمات، وقد رأينا ربما جلب عليهن المشاكل عندما يدل علي هويتهن؛ ففي لبنان اندلعت حرب أهلية في منتصف السبعينيات كانت النساء المحجبات معرضة للقتل بواسطة قناصي الميليشيات المسيحية "القتل بسبب الهوية" وفي البوسنة ارتكب الصرب جرائم الاغتصاب والتعذيب ضد المسلمات البوسنيات، ومازالت المسلمات اليوم في بداية القرن الحادي والعشرين من الفلسطينيات والشيشانيات والألبانيات والباكستانيات والهنديات وغيرهن يلاقين الأهوال من جنود الجيوش المتصارعة في عالم يموج بالمعارك الدينية). وترد نادية كيلاني عليها قائلة: ها هي ذي قد اعترفت بأن المسلمات يلاقين الأهوال في عالم يموج بالمعارك الدينية، إذن فالدين هو الذي يحارب، في شخص من سيؤدون شعائره، والمسلمة إذا تركت الخمار فهي لا تزال مسلمة ومعروف هويتها، أم أن الكاتبة تريد من المسلمة أن تترك الخمار مع إعلان براءتها من الإسلام حتي لا تتعرض للإيذاء؟! ضد الحجاب في فصل آخر للكاتبة إقبال بركة بعنوان "آراء ضد الحجاب" تقول: ( وفي مقال بعنوان "شعر المرأة ليس بعورة" أورد المستشار محمد سعيد العشماوي بحثا عن الشعر في الحضارات القديمة قال فيه: إن قدماء المصريين نشأ لديهم اعتقاد بأن شعر الإنسان هو مظهر قوته ورمز الافتخار، ولذلك كان الكهنة يحلقون رؤوسهم والنساء يضعن الباروكة، وقد أخذ موسي عليه السلام بفكر وحضارة المصريين، فأمر أتباعه بتغطية رؤوسهم في الصلاة وتسربت الفكرة إلي أنحاء العالم". وترد كيلاني: ** بالله عليكم هل هذا معقول؟ أيعقل أن نقول وقد أخذ موسي عليه السلام، موسي هذا نبي وهو كليم الله، ويتلقي تعاليمه من السماء، ولا ينطق عن الهوي، نقول وقد أخذ موسي عليه السلام بفكر وحضارة المصريين!! ثم يقول وتسربت الفكرة إلي أنحاء العالم وكأن القرآن لم يذكرها، ثم يصل لرأيه "الساذج" والذي نقلته الكاتبة وهو "فلو أن الأصل أن تضع المرأة غطاء علي رأسها عموما، لما كانت ثمة وصية لأن يطلب منها وضع خمار علي رأسها أثناء الصلاة". وقلنا: حتي لا تظن وهي في بيتها ولا يراها أحد أن تترك الخمار أثناء الصلاة، والحمد لله الذي أنطقهم بضرورة الخمار في الصلاة وإلا لأفتوا بعدم جوازه..!! وتقول مؤلفة الكتاب للذين يعتقدون بأن الحجاب ردة حضارية، انه سواء هي ردة أم صحوة فعدد الملتزمات بزي الله في تزايد، وهذا لأن الناشطات في مجال حقوق المرأة بصوتهن العالي، إنما يصرخن فيما يمس العقيدة، ويضعف صراخهن فيما يعود علي المرأة بمكاسب اجتماعية ونفسية وصحية، بما يساعد أمومتها دون النظر فيما تلبس، المهم أن تعرف المرأة حقوقها وواجباتها. من تجاربها الشخصية وفي فصل أخير من تجارب المؤلفة الشخصية تعرض لبعض المواقف التي تعرضت لها بحكم عملها بالصحافة والتقائها بكثير من العلمانيين الذين لا يؤمنون بالحجاب ولا بدين ويرون من الواجب عليهم تشكيك الناس جميعا في أفكارهم ومعتقداتهم، ومن هذه المواقف: سألتني كاتبة كبيرة وهي تشعل سيجارتها: لماذا تلبسين الحجاب؟ قلت: - لماذا تدخنين السجائر؟ ضحكت، وكانت من الذكاء فلم تدخل في جدل. *** سألتني كاتبة كبيرة أخري: لماذا تلبسين الحجاب؟ فنظرت إلي فخذيها ولما لاحظت نظراتي استطردت قائلة: - أنا لا أسمح لأحد أن يناقشني في لبسي. قلت لها: - وأنا مثلك ** بطاقة تعارف نادية كيلاني كاتبة وقاصة وصحفية مصرية بدار الهلال، عضو اتحاد كتاب مصر، عضو نادي القصة، عضو جمعية الأدباء، والكاتبات المصريات، معتمدة مؤلفة دراما ومتحدثة بالإذاعة المصرية. لها عدة سهرات درامية بعنوان : أمي ولكن - السلطان والراعية- ابنة المليونير - برنامج عاشت الأسامي ثلاثون حلقة. • صدر لها: اتهام، إحراج، حب لم يعرفه البشر، إبليس في أجازة، أيام مع يحيي حقي، الأبراج وغيرها من المؤلفات الأخرى مثل ولها تحت الطبع: أنا ودمي، وعيني عينك.