تكثف قوات الإنقاذ جهودها لليحث عن جثة اختفى صاحبها في ظروف غامضة بالتزامن مع وقت انهيار "عمارة شبرا" حيث كان بالقرب من موقع الحادث وقت حدوثه عصر الجمعة 29 أغسطس 2008، وقد رجحت التحريات احتمال سقوط العقار فوق الشخص الذي أبلغت أسرته عن اختفائه. وفور سقوط العقار المكون من 6 طوابق سادت حالة من الفزع بين سكان المنازل المجاورة التي شهدت اهتزازا خطيرا على وقع انهيار العقار المجاور، وقد أنقذت العناية الإلهية عريسا وصديقه من الموت المحقق حيث كانا في طريقهما لتزيين سيارة الزفاف على بعد أمتار من العقار، وقد تعطلت السيارة لأكثر من ساعة أمام المنزل تماما، وقبل انهياره بثوان معدودة قررا جرها إلى إحدى الورش وفور تحركهما سقطت العمارة العتيقة. وقد أكدت مصادر حكومية عدم وجود ضحايا في الحادث، الذي يأتي ضمن سلسلة من "الكوارث" التي تكررت مؤخراً نتيجة تعطيل تنفيذ قرارات الإزالة في كثير من أحياء مصر. وقال مصدر أمني مسئول بوزارة الداخلية قوله:"إن العقار كان قد صدر له قرار منذ فترة "بهدم" تنكيس طابقين، بعد أن ظهرت عليه بعض التصدعات، إلا أنه يبدو أن إدارة الحي تقاعست عن تنفيذ ذلك القرار". وقال المسئول الأمني " إن سكان العقار سمعوا أصوات "فرقعة" في المبنى، الذي يقع بشارع "الترعة البولاقية"، وهو أحد أكثر المناطق ازدحاماً في القاهرة، فقاموا بإخلاء منازلهم على الفور، قبل قليل من انهيار المبنى". إلى ذلك، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن نائب مدير الإدارة العامة للدفاع المدني والإطفاء بالقاهرة، اللواء زكريا طلبة، أنه تم إخلاء العقارات المجاورة للعقار المنهار، لحين تشكيل لجنة هندسية للوقوف على حالاتها، ومدى سلامتها على سُكانها. وأشارت وكالة الأنباء الرسمية إلى أنه تبين أن العقار مكون من ستة طوابق، ويوجد في كل طابق شقتين، كما أكدت عدم وجود أي ضحايا جراء انهيار العقار، نقلاً عن مسئول الدفاع المدني. وأصبحت حوادث انهيار المباني السكنية، من الأمور الشائعة مؤخراً في مصر، إما بسبب تقادم هذه المباني، أو بسبب التلاعب في تراخيص البناء. وعادة ما تؤدي مثل هذه الحوادث إلى سقوط خسائر بشرية، نتيجة عدم جدية السلطات في إخلاء سكان العقارات الآيلة للسقوط. ففي أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لقي أكثر من عشرين شخصاً مصرعهم، نتيجة انهيار عمارة سكنية في حي "لوران" بمدينة الإسكندرية الساحلية، اتضح أن سلطات المحافظة أمرت بهدم العمارة أو تجديدها، قبل أكثر من ربع قرن.