أطباء ينجحون في زراعة أول وجه يغمز ويبتسم محيط مروة رزق أصبحت عمليات زراعة الوجه شائعة فى الأوساط الطبية الأوربية، فلم تعد الجراحات تقتصر على تعديل أنف أو فم، بل امتدت لتشمل تغيير الوجه كله عن طريق زراعة وجه جديد. وقد كان لمثل هذه العمليات آثارها النفسية على المريض الذى سيختلف مظهره بعد العملية، إلا أنها كانت تمثل حلاً مناسباً للمصابين بتشوهات فى وجوههم، وقد قام فريق من الباحثين المتخصصين بزرع وجه جزئي، وذلك من خلال تقنية جديدة قاموا باستخدامها وكانت فعالة بشكل مفاجئ، بالرغم من أن المضاعفات مازالت ماثلة، في وقت يتطلب فيه مزيد من العمل في هذا المجال. وأشار الدكتور لوران لانتيري أحد الأطباء الفرنسيين، إلى أنه قد أجري العام الفائت جراحة معقدة لاستئصال ورم من وجه رجل في التاسعة والعشرين من العمر، وقاموا بزرع الجزء السفلي من الوجه باستخدام أعضاء متبرع، مما منح المريض وجنتين جديدتين وأنف وفم، وبعد ستة أشهر أصبح في إمكان هذا المريض الابتسام والتعبير بوجهه والغمز، أما المريض الصيني الذي فقد نصف وجهه بسبب عضة وحشية من دب، فقد أخضعه أطباء صينيون في شيان لجراحة زرع وجه، مانحين إياه أنفاً جديداً والشفة العليا وخدين من أحد المتبرعين. ففي جراحتي الوجه المذكورتين، رفض جسدا المريضين الأنسجة المزروعة أكثر من مرة، لينجح الأمر لاحقاً، وحالياً يتناول المريض الفرنسي ثلاثة أنواع من العقاقير في اليوم لتفادي عملية الرفض. وبالرغم من العوائق الاجتماعية التي تفرضها المسائل الدينية والثقافية، فإن الأطباء يعتزمون السير في هذا المجال وإن كانت مسألة إيجاد متبرعين صعبة. أول زراعة وجه فى العالم وكان فريق جراحي أمريكي يستعد للقيام بأول عملية لزراعة الوجه في العالم، وقد اختاروا المستفيد من العملية من بين 12 شخصاً، وستتم مراعاة الجنس والعمر ونوعية البشرة في اختياره. وسبق وقام أطباء أمريكيون بهذه العملية ولكن فى إطار العلم، ولذلك تعد هذه هى المرة الأولى التى يزرعون فيها وجهاً لشخص حى. وقام فريق مستشفى كليفلاند باختيار شخص يعاني من تشوه لإعطائه وجهاً جديداً، ويقدر الفريق نسبة نجاح العملية بحوالي 50 %. ووفقاً لهذه العملية، تؤخذ طبقات من الأنسجة الجلدية من وجه شخص ميت، ثم تزرع على وجه المستقبل بعد إزالة جلد وجهه، ويظهر من خلال شاشات الكمبيوتر أن الشخص بعد العملية سيتغير مظهره، لكنه لن يشبه صاحب الوجه الأصلي. ويتوقع أن يكون بإمكان المستفيد من العملية الأكل والشرب وتحريك وجهه وتقاسيمه بكل حرية. إعادة تشكيل وجه لفتاة تمكن جراحون ألمان من إعادة تشكيل وجه فتاة صينية قد دمرته التشويهات، بعد أن سقطت الفتاة شياو ليوين بوجهها على السخان وهى تستحم، مما أدى إلى احتراق جمجمتها وحدوث فجوة بها. ورغم خطورة موقفها والذي أدى إلي اقترابها من الموت، تمكن أطباء صينيون من إنقاذ حياة الفتاه لكنها ظلت بلا أنف وبعين واحدة، كما كانت تعاني من جروح مفتوحة لم تلتئم بصورة ملائمة في وجهها مما جعلها عرضة للتلوث بدرجة خطيرة. وبعد فشل المحاولات الأولية لزراعة جلد في وجهها، عكف جراحون في جامعة ميونيخ الفنية، على إعادة تشكيل وجه الفتاة، وصنع فريق عمل بقيادة ادجار بيمير أنفاً جديداً في وجه شياو مستخدمين نسيجاً من معدتها كما أغلقوا الأجزاء المفتوحة. تجارب لزراعة وجوه جديدة لأصحاء أكدت أبحاث يجريها فريق متخصص بعيادة كليفلاند بأوهايو بمزيد من الجرأة لعمليات تجميل الوجه. واعتمدت الباحثة ماريا سيميونو على اثنى عشر متطوعاً، وهم أصحاء لتجرى بوجوههم عمليات لم يقدم عليها الطب من قبل. وكانت الطبيبة تدرس تقاسيم وجوههم وتفاصيل الأنف والفم وكل عظام خدودهم وتطلب منهم الابتسام والعبوس وأن يفتحوا فمهم ويغلقوه. وتبدو المشكلة التى تعترى هذه التجربة فى المخاوف التى قد يشعر بها المتطوعون إزاء التغيرات التى ستطرأ على ملامحهم الحقيقية، بعد الخضوع لزرع الوجه. ومن ناحية أخرى، فإن هذه العملية تبدو حيوية بشدة لأولئك المرضى الذين فقدوا الحس بالهوية أصلاً، إذ تترك جراحات إصلاح الوجه وترميمه بعد الحوادث العنيفة والحروق آثارا كبيرة وندبات بارزة لا يمكن إزالتها. وكانت عيادة كليفلاند قد حصلت على تصريح من السلطات الصحية كأول مؤسسة طبية لزرع وجه بشري لشخص أصيب بحروق شديدة أو بمرض شوه وجهه. وتسعى مؤسسات طبية حول العالم لتنفيذ عمليات زرع الوجه، وقد تمكنت هذه العيادة من الحصول على إجازة بتنفيذها.
ويشير الأطباء أن إيجاد شخص يرغب في إجراء العملية قد يكون أسهل من إيجاد جثة بشرية بجلد ومواد نسيجية تحته، مناسبة ومقبولة للتبرع بها.
وعلى الرغم من التخطيط المتقن لهذه العملية، عبر بعض الخبراء عن قلقهم من خطورتها، وكذلك مخالفتها للقيم الأخلاقية.