إذا كان وجهك لا يعجبك وتريدين استبداله بآخر لفاتنة.. أصبح بإمكانك القيام بذلك.. شريطة أن تجدى هذه الفاتنة التى تمنحك وجهها.. هذا لم يعد ضربا من المحال بعدما استبدل جراحون فرنسيون أجزاء من وجه رجل كان قد أصيب بحروق فى وجهه ويديه، مستخدمين أنسجة من أحد المتبرعين فى عملية جراحية، قال مستشفاهم أمس إنها الأولى من نوعها فى العالم التى يستبدل فيها جلد الوجه واليدين معا. وبدأ الجراحون بزراعة جلد اليدين ثم استبدلوا جلد وجه الرجل، البالغ من العمر 30 عاما، من شفتيه إلى ذروة الرأس ومنحوه فروة رأس جديدة وأنفا جديدا وأذنين جديدتين وجبينا جديدا وجفنين جديدين، كما أعادوا توصيل الأعصاب والأوتار والشرايين والعروق. بحسب رويترز. وقال مستشفى «هنرى موندور» فى باريس، الذى أجريت فيه الجراحة، فى بيان: إن حادثا فى 2004 ألحق بالرجل حروقا «منعته من ممارسة أى حياة اجتماعية». وأضاف المستشفى أن العملية استغرقت 30 ساعة وشارك فيها أكثر من 40 شخصا وأن عملية الزرع أظهرت أيضا نجاح حملة للتشجيع على التبرع بالأعضاء. وقال البيان: «عائلة المتبرع أخطرت بعملية النقل وقبلتها بكرم شديد». وفى يناير الماضى أعلن فريق من الجراحين فى أوهايو بالولاياتالمتحدةالأمريكية عن نجاحهم فى زرع 80٪ من وجه امرأة تدعى «إيزابيل» من خلال نقل أنسجة وعضلات وأوردة وشرايين من متبرع فى حالة وفاة دماغية «إكلينيكية» إلى الجزء الأسفل من وجه المريضة، فى ما يعتبر أول عملية زرع وجه كامل تقريبا فى العالم. وطرحت زراعة وجه شبه كامل فى فرنساوالولاياتالمتحدة تساؤلا مهما حول مدى أخلاقية القيام بهذا العمل من الناحية القانونية وناحية أخلاقيات مهنة الطب.. وهو السؤال الذى اختلف حول الإجابة عنه فى مصر كل من وزارة الصحة ونقابة الأطباء. وفى هذا السياق، قال الدكتور عبدالحميد أباظة، مساعد وزير الصحة لشئون الاتصال السياسى: «إن نقل وجه إنسان وزرعه مكان وجه إنسان آخر عمل غير أخلاقى وغير قانونى لدى معظم البلدان، ومنها مصر.. لأن الأمر ينطوى على تغيير فى ملامح الإنسان.. وهذا عمل غير أخلاقى.. ولذلك ما نجيزه فى مصر هو القيام بعمليات تجميل للوجه فى حال تعرضه لأى تشوهات من خلال نقل أنسجة حياة من جسم صاحب هذا الوجه المشوه نفسه». وأشار الدكتور أباظة إلى أن «مشروع قانون زرع الأعضاء لا يوجد فيه نص يجرم عمليات زراعة الوجه لأن الوجه ليس عضوا كاملا بذاته.. بل هو مجموعة أنسجة.. فمقولة العضو تنطبق على القلب والكلى والكبد أما الوجه فهو عبارة عن أنسجة ولذلك لم يرد فى مشروع القانون نص خاص به». وفى المقابل، يرى الدكتور عبدالفتاح رزق، عضو مجلس نقابة الأطباء، أن القول فى الفصل فى قانونية زراعة الوجه يعود إلى «مدى حاجة المريض إلى عملية الزرع.. فإذا كانت ستخفف ألمه فلا مانع أخلاقى فى الأدبيات الطبية من إجراء عملية الزرع.. أما إذا كان الأمر مرتبطا بالرغبة فى التخفى أو تغيير ملامح الشخصية للهروب من حكم جنائى مثلا فهذا أمر غير أخلاقى». وبخصوص من يرغبون فى تغيير وجوههم؛ بحثا عن ملامح وتقاطيع أفضل قال الدكتور رزق: «المعروف أن أخلاقيات مهنة الطب أجازت عملية التجميل بكل أنواعها لمجرد إحساس الإنسان بضيق نفسى من الوضعية التى عليها شكله أو شكل العضو الذى يجمله، ككبر حجم الأنف أو صغر حجم الثديين عند المرأة..». وتعد عملية زرع الوجه للرجل الفرنسى هى السادسة فى العالم. وقام جراحون فرنسيون فى السابق بعمليات زرع وجه لرجل شوهته طلقة بندقية، وامرأة نهشها كلبها ورجل كان يعانى مرضا جلديا يشوه الوجه. وأجرى أطباء فى الولاياتالمتحدة والصين أيضا عمليات لزرع الوجه.