في ندوة الصهاينة.. وتهويد الآثار المصرية اليهود ينبشون آثار شمال سيناء والضبعة محيط – أحمد عطية فاروق حسنى وزير الثقافة المصرى أكدت ندوة نظمتها نقابة الصحفيين تحت عنوان "التاريخ اليهودي في مصر وتزوير الصهاينة للآثار المصرية ".. أن محاولات التطبيع بين الكيان الصهيوني ووزارة الثقافة تتم بشكل غير معلن، عن طريق علماء آثار يهود يأتون إلى مصر ضمن بعثات أجنبية، ويحملون جنسيات مختلفة بهدف التنقيب عن الآثار المصرية، وخاصة في مناطق شمال سيناء وتل الضبعة بالشرقية التي تزعم إسرائيل أن بها آثارا يهودية. شارك في الندوة عدد من الأثريين الذين أشاروا إلى أن إسرائيل تلهث وراء أي شبهة تثبت أنه كان لهم وجود في مصر، كما أنها تقوم بتسخير وتجنيد علماء وخبراء الآثار لخدمة قضايا التوراتية، عبر تزييف العديد من الحقائق والوقائع التاريخية لخدمة مخططها الاستعماري، محذرين في نفس الوقت من تزايد التغلغل الصهيوني في الأوساط الثقافية المصرية. يؤكد الدكتور عبدالرحمن العايدي أستاذ الآثار وعضو اللجنة الدائمة للآثار المصرية في كلمته التي ألقاها أن التطبيع الثقافي بين وزارة الثقافة المصرية وإسرائيل يتم بشكل غير معلن، وذلك من خلال علماء آثار يهود يحملون جنسيات مختلفة، وخاصة الجنسيات الألمانية والأمريكية والفرنسية، والتي تزور مصر ضمن البعثات العلمية التي لا يخضع عملها إلا للأهواء والمصالح الشخصية، ضاربا المثل بوجود بعثة أمريكية في منطقة شمال سيناء الأثرية تقوم بأعمال البحث والتنقيب، وتنتمي إلى جامعة ترنتي الأمريكية وهى جامعة متخصصة في شئون علم اللاهوت وتمولها تل أبيب، وتحاول هذه البعثة الكشف عن أي آثار إسرائيلية في شبه جزيرة سيناء، لإثبات أن اليهود لهم حضارة وتاريخ في مصر. وأوضح العايدي أن هناك بعثة أخرى يشرف عليها عالم آثار يهودي ألماني الجنسية يدعى " بوش " وعالم يهودي نمساوي في منطقة تل الضبعة بالشرقية، والتي يعتبرها بعض علماء اليهود عاصمة الهكسوس أثناء فترة حكمهم لمصر، مشيرا إلى أن عددا من العلماء اليهود يزعمون في بعض الكتب المترجمة أن قلعة صلاح الدين الأيوبي في سيناء هى أثر يهودي، في محاولة منهم لتزييف التاريخ وخلق صورة مغلوطة عن أن سيناء يهودية وملك لاسرائيل . مغالطات يهودية ونبه الدكتور العايدي إلى أن العديد من علماء الآثار الذين لهم ميول صهيونية يقعون في خطأ فادح، وهوالترويج بأن الهكسوس هم اليهود، وذلك استنادا إلى مغالطات المؤرخ اليهودي فلافيوس جوزيف، الذي يدعي أن الهكسوس هم اليهود الذين حكموا مصر عن طريق الغزو المسلح، بفضل استخدامهم للعربة الحربية والحصان الذي لم يعرفه المصريون في ذلك الوقت، رغم أن الهكسوس ليسوا جنسا بشريا معينا أو أصحاب ديانة محددة، فهم مجموعة من الأجناس والقبائل الرعوية من غرب وجنوب آسيا جاءوا لاحتلال مصر، التي كانت وما تزال مطمعا لقوى الاستعمار، كما أن الحصان عرفه المصريون في سنة 1700 قبل الميلاد، وعرفوا أيضا العجلة الحربية قبل مجئ الهكسوس واستخدموها في غزواتهم وحروبهم العسكرية. وأضاف العايدي أن أول ذكر لبني إسرائيل في الآثار المصرية جاء على لوحة الأمير مرنبتاح ( 1213- 1203)، وكان مدون عليها نصره على بني إسرائيل، ودلت سياق كلمات اللوحة على أنه حاربهم خارج مصر في أرض فلسطين، وأنها كانت مجموعة من القبائل وليست دولة. براكين الغضب أما نورالدين عبدالصمد كبير مفتشي الآثار فيؤكد أنه حتى الآن لم يتم العثور على أي أثر يؤكد وجود آثار لليهود في مصر، كما أنه لا يوجد ما يؤكد وجود الهيكل المزعوم تحت المسجد الأقصى، ذلك لأن اليهود ليس لهم حضارة على الإطلاق، فمن المألوف أن نقول الآثار المصرية القديمة، والآثار الاسلامية والقبطية، ولكن من غير المستساغ أن نقول الآثار أو الفنون اليهودية، مشيرا إلى أن العديد من المؤرخين اليهود وحسب ما جاء في سفر الخروج، يزعمون أنه عند خروجهم من مصر تفجرت براكين وعواصف شديدة غضبا وحزنا عليهم، رغم أن العديد من علماء الطبيعة أكدوا أن هذه البراكين حدثت قبل خروجهم من مصر بحوالي مائة سنة. تزييف تاريخي ومن جانبه أكد محمد حامد كبير مفتشي منطقة آثار المطرية أن إسرائيل تلهث وراء كل شبهة يمكن أن تؤكد من خلالها الوجود اليهودي في مصر وبالتالي وجود آثار لها، وذلك في إطار مساعيها لتزييف وتزوير التاريخ لخدمة أهدافها الاستعمارية المعروفة، مضيفا أنهم يستندون إلى ما جاء على لوحة الملك برنتباح من أنه ذكر بني إسرائيل وأنه هزمهم، وهى اللوحة التي اكتشفها أحد العلماء البريطانيين في عام 1896ويدعى فليندرز بيري، وروج من خلالها الى وجود دولة اسرائيل المزعومة، بالرغم من أن اللوحة أكدت أنهم مجموعة من القبائل في أرض كنعان، مضيفا أن كل البرديات والحفريات المصرية القديمة لم تشر إلى أي وجود إسرائيلي في مصر. داوود عربية
عبدالرحيم ريحان وأوضح عبد الرحيم ريحان مدير منطقة آثار دهب بجنوب سيناء أن إسرائيل تجند علماء وخبراء الآثار دائما لخدمة القضايا التوراتية، للزعم بوجود هيكل سليمان تحت ساحة المسجد الاقصى لهدمه، رغم أنه لا يوجد دليل تاريخي أو أثري واحد يشير إلى وجود لمثل هذا الهيكل الذي لا وجود له تاريخيا أو أثريا أو دينيا . ولفت إلى أن اليهود قاموا بتزييف العديد من الحقائق التاريخية، مستشهدا بنجمة داوود الزرقاء التي اعتبروها أثرا يهوديا، رغم أنها نجمة عربية في الأساس ومنقوشة على العديد من الآثار العربية والإسلامية، وكذلك ادعاءهم بأن طريق الحج المسيحي في سيناء هو طريق للحج اليهودي، مشيرا إلى أن المشكلة في الردود على هذه المزاعم تأتي على المستوى العربي فقط، وليس على المستوى الغربي والدولي، ولذلك فهي في الغالب ردود محدودة وليس لها تأثير في الغرب . كابوس الفجالة أما د.عواطف عبدالرحمن أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة فقد طالبت بدراسة وبحث ما فعلته الحركة الصهونية في مصر منذ مؤتمر بازل الأول الذي عقد بسويسرا في عام 1897 وحتى قيام دولة إسرائيل في عام 1948، ضاربة المثل بالزيارة التي قام بها الصحفي اليهودي تيودور هرتزل لمصر عام 1904، عندما أقام له اليهود المصريون احتفالا في منطقة الفجالة، قال فيه أن الحلم اليهودي بإقامة وطن قومي في أرض فلسطين لن يتحقق د. عواطف عبد الرحمن إلا من هنا من مصر، وإذا انتهى هذا الحلم سينتهي من هنا أيضا . ولفتت إلى مقولة رئيسة الوزراء الاسرائيلية الراحلة جولدا مائير عقب اتفاقيات كامب ديفيد.. أن ما لم تحققه إسرائيل بالحرب سيتحقق بالسلام، وأن هذه التصريحات في غاية الخطورة، ومن المهم دراسة التغلغل الصهيوني في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية . وأخيرا ينبه علي القماش الكاتب الصحفي المتخصص في شئون الآثار إلى أنه في الوقت الذي تتصاعد فيه مساعي إسرائيل الرامية للتطبيع الثقافي مع مصر وخاصة فيما يتعلق بالآثار، تقوم جهات إسرائيلية برسم الملكة نفرتاري على عبوات منتجات اسرائيلية .