"أجريوم" الكندية تثير أزمة بين أهالي دمياط رأس البر : شهد مصنع "أجريوم للبتروكيماويات" المقرر إنشاؤه في الحيز العمراني لمدينة رأس البر ، احتجاجات كثيرة بين المواطنين وتحذيرات واسعة من إنشائه خوفاً على جزيرة رأس البر من صناعات ملوثة أو غير ملوثة، لأن صحة المواطن هي القضية التي لا يمكن التهاون فيها، بينما يؤكد مسئولو الشركة أنها لن تسبب ضررا للبيئة ووصف هذه المخاوف بالباطلة لأنها ليست مستندة إلي أسس علمية. لافتات..رسائل..توقيعات..فاكسات ضد "أجر يوم" وضع الرافضون لمصنع "أجريوم للبتروكيماويات" لافتات احتجاج علي المحال التجارية والمنشآت الخاصة والمنازل، وانتشرت التحذيرات من إنشائه عبر رسائل "SMS" علي الهواتف المحمولة بين المواطنين. خوفا من التلوث والبتروكيماويات وذكرت مصادر إعلامية أن لجنة حزب التجمع في دمياط أعلنت عن بدء حملة لجمع توقيعات ضد تنفيذ المشروع . وبدأ تجهيز عدد من الأطفال، تقرر أن يحملوا شارات سوداء عند بوابة "رأس البر" يوم شم النسيم الموافق 28 أبريل الجاري تحت شعار "تعاطفاً مع رأس البر". وأعلن ناصر العمري منسق اللجنة الشعبية لمناهضة المصنع ، عن إطلاق "البيان رقم2" ضد المشروع، مؤكداً أن اللجنة انتهت من تشكيل الوفد، الذي سيتوجه إلي رئاسة الجمهورية لنقل رفض شعب المحافظة إقامة المشروع، لافتا إلي أن الوفد سيتوجه إلي الرئاسة خلال ساعات. وقال العمري : " إنه تم الاتفاق علي خطوات أخري للإعلان عن الرفض في مقدمتها قيام آلاف المواطنين بإرسال فاكسات بالرفض إلي الرئيس مبارك ومطالبته بالتدخل وإصدار قرار بوقف العمل في المشروع". وأكد العمري أن هذه الخطوات أدت إلي ارتباك العمل في سنترالات المحافظة بسبب تزاحم المواطنين علي إرسال الفاكسات والتليغرافات، لافتا إلي أن الشعب الدمياطي لن يتراجع عن قراره حتي لو تم اللجوء إلي المحاكم الدولية. خوفأ من التلوث محمد حسنى مبارك الرئيس المصرى وخرج الدكتور فتحي البرادعي محافظ دمياط ، عن صمته الذي بدأ عقب حضوره اجتماعا عقده الرئيس مبارك وحضره وزراء الإسكان والبترول والبيئة لمناقشة الأزمة مؤخراً . وطالب البرادعي خلال لقائه أعضاء الغرفة التجارية، بضرورة ضبط النفس، وتماسك جميع قوي ومؤسسات المجتمع بشكل واع ومتحضر، وعدم فقدان الأمل أو تعجل النتائج، مشيراً إلي تفهم الحكومة مخاوف المواطنين. وانتقد البرادعي أي تحرك فردي خارج عن الإطار العام، خصوصاً أن المجتمع يطالب بحقه الشرعي في الحفاظ علي جزيرة رأس البر دون صناعات ملوثة أو غير ملوثة، لأن صحة المواطن هي القضية التي لا يمكن التهاون فيها، أياً كانت الأسباب، وقال: إن المؤشرات تتجه في الاتجاه الصحيح، وفي صالح المجتمع الدمياطي. الأهالي ضحية لصراع"حكومي حكومي" ومن جانبه، حذر الدكتور جمال الزيني عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطني، من وقوع أهالي دمياط ضحية لصراع حكومي حكومي، مؤكداً أن الصحة خط أحمر لا يمكن المزايدة عليه أو المتاجرة به، وأنه من غير المقبول وجود صناعات ملوثة للبيئة تهدد صحة المواطن. وطالب الزيني الأجهزة التنفيذية بضرورة التحرك وسرعة اتخاذ موقف سريع وحازم ضد أي صناعات تضر البيئة، احتراماً لرغبة المواطن في الاطمئنان علي سلامته، مؤكداً أنه طالب بذلك في عدة بيانات وطلبات إحاطة، قدمها منذ عام. لا ضرر للبيئة.. وتوفير فرص عمل ومن جهته ، نفي المهندس شريف سعد الدين مسئول الإنشاءات في شركة "أجريوم" توقف العمل في المشروع، مشيراً إلي أنه يجري طبقا للجدول الزمني المقرر والخطة الموضوعة التي تستهدف بدء إنتاج اليوريا في النصف الثاني من عام 2010. ورفض سعد الدين الاتهامات الموجهة إلي الشركة بأنها تسبب ضررا للبيئة ووصفها بالباطلة وعدم الاستناد إلي أسس علمية، خاصة أن المصنع يعمل بتكنولوجيا صديقة للبيئة، ووفقا لمعايير صارمة متوافقة مع قوانين البيئة المحلية والعالمية دون أي تأثيرات أو أضرار علي موقع المصنع والمناطق المجاورة له سواء حاليا أو مستقبلا. وأوضح سعد الدين أن المصنع يوفر فرص عمل لأبناء المحافظة، كما يساهم في تنمية المجتمع المحلي في عدة مجالات منها التعليم والنقل والصحة. وأشار سعد الدين إلي عزم الشركة تشكيل مجلس استشاري لتنمية المجتمع، وإنشاء مركز متخصص لتدريب العاملين علي تقنيات تصنيع الأسمدة ونقل الخبرات العالمية إلي مصر، ودعم برامج الإرشاد الزراعي، مؤكداً احترام الشركة لرغبة أبناء المحافظة في الاطمئنان علي سلامتهم وصحتهم. هجوم على "جهات ذات مصالح خاصة" شن المهندس جريج ماكجلون الرئيس التنفيذي لشركة "أجريوم مصر" للصناعات النيتروجينية هجوما علي من سماهم جهات ذات مصالح خاصة تتعمد إشاعة معلومات مغلوطة عن مشروع مصنع البتروكيماويات الذي تقيمه الشركة في دمياط. وقال ماكجلون في تصريح لجريدة "المصري اليوم" : " إن حقيقة الضجة المثارة في دمياط عن شركة "أجريوم" الكندية سببها صراع بين جهتين حكوميتين علي الأرض المقام عليها المشروع". وأوضح ماكجلون أنه من الغريب أن مجلس الوزراء وجميع الوزارات المعنية منحتنا الموافقات اللازمة بعد دراسات مستفيضة، ثم نفاجأ باعتراض جهة تنفيذية تتمثل في محافظة دمياط علي المشروع، بالرغم من أن الأرض لا تتبع أراضي المحافظة. وأضاف جريج قائلاً : " لا نتفهم هذا الرفض، ونحن زرنا المحافظ، وعرضنا جميع الأوراق التي تؤكد صحة موافقة الأجهزة المعنية في الدولة علي تخصيص هذه الأرض للأنشطة الصناعية ". وتابع جريح قائلا:" ربما كان للمحافظ تخطيط آخر لمستقبل هذه المنطقة، لكن وزارة الإسكان وجهاز تخطيط استخدام أراضي الدولة، حسما هذا الموضوع، وليست قضيتنا هي أننا وقعنا بين طرفين يتجاذبان الصراع، وقال إن الرحيل عن المنطقة ليس في حساباتنا ". الرئيس " لابد من تبديد مخاوف الأهالي" جدير بالذكر أن الرئيس حسني مبارك شدد في وقت سابق علي ضرورة تبديد مخاوف أهالي دمياط من شركة البتروكيماويات, التي سيتم إقامتها باستثمارات1,4 مليار دولار. وأكد الرئيس مبارك ضرورة الإبقاء علي الوضع الفريد لرأس البر واستمرارها كجزيرة سياحية، كما طالب الأجهزة المعنية بتقديم شرح واف ومتكامل بشأن مشروع البتروكيماويات, الذي تقيمه شركة جرين الكندية في المنطقة الصناعية بدمياط. كما أكد الرئيس مبارك أيضا ضرورة اتخاذ الإجراءات التي تكفل احتواء أي قلق بشأن احتمالات التأثير علي النشاط السياحي, أو الصرف في البحر, الذي يؤدي إلي التلوث, والتأثير السلبي علي الثروة السمكية.