برعاية عمرو خالد والأممالمتحدة وشرطة دبي انطلاق حملة "حماية" لمحاربة الإدمان
محيط شريف عبد المنعم
الداعية الاسلامي عمرو خالد أطلقت القيادة العامة لشرطة دبي والمكتب الاقليمي للأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومؤسسة رايت ستارت العالمية حملة "حماية" لتشجيع علاج خمسة الاف مدمن للمخدرات على مستوى الوطن العربي، وذلك في مؤتمر صحفي عقد في دبي وحضره الفريق ضاحى خلفان القائد العام لشرطة دبى، ومحمد عبدالعزيز ممثل مكتب الأممالمتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات فى الشرق الأوسط، والداعية المصري عمرو خالد رئيس مجلس أمناء مؤسسة رايت العالمية.
وخلال المؤتمر الصحفي أوضح الفريق "ضاحى خلفان" أن المنطقة العربية مرت بالكثير من الأزمات والحروب التي خلفت وراءها الكثير من المآسى التى وجهت النشء نحو تعاطى المخدرات، إلى جانب الانفتاح الذى تشهده المنطقة مما جعل عدد مدمنى المخدرات فى العالم العربى يبلغ نحو 10 ملايين مدمن، مؤكدا خطورة المشكلة وأهمية تضافر جميع الجهود لمواجهتها والتوعية بأخطارها .
وأشار إلى تأثير الفضائيات الكثيرة الهابطة وسلبياتها فى أخلاقيات النشء، ولهذا فإننا في حاجة إلى خطاب ديني معاصر ومؤثر يسهم فى توعية وتوجيه الشباب وحمايتهم من المخدرات .
من جهته تقدم محمد عبد العزيز ممثل مكتب الأممالمتحدة بالشكر لشرطة دبي والتي اعتبرها مثالا يحتذى به في التفوق المؤسسي والأداء المتميز عن طريق تنفيذ سياسات شاملة ومتطورة تستجيب لمتطلبات ومستجدات عالم اليوم، مؤكدا على خطورة ظاهرة الإدمان والتطورات النوعية والكمية التى شهدتها بدخول أنواع جديدة من المخدرات فى السوق العربى مما شكل خطورة شديدة على الشباب .
ظاهرة خطيرة
وقال المسؤال الأممي أن الإدمان أحد أخطر المشاكل الاجتماعية إلى جانب أبعادها الصحية والاقتصادية والأمنية والدينية والقانونية والتربوية والنفسية والثقافية، وعلى هذا يجب أن تضافر مختلف الجهود لمواجهة هذه الظاهرة، مشيرا إلى دور الاتصال الجماهيري خاصة الاتصال المرئي الذي حول عالمنا إلى قرية صغيرة مما يستدعى تفعيله لمواجهة ظاهرة تعاطي المخدرات والقضاء على الأسباب النفسية والاجتماعية المؤدية إليها .
وكشف عن أن هناك 212 مليون متعاط للمخدرات يمثلون حوالي 5 بالمائة من إجمالي سكان العالم في المرحلة العمرية من 15 الى 64 سنة، وأن حملة "حماية" تأتي في الوقت الذي تتكاتف فيه جهود الأجهزة الأمنية فى الدول العربية لتحجيم الزراعات المخدرة وضبط أكبر كميات منها وتقليص حجم المعروض منها وتتبع ثروات كبار مهربي وتجار المخدرات ودعم عمليات مواجهة نشاط عصابات التهريب وخطوطه الرئيسية .
التوعية المطلوبة
من جانبه طالب الداعية المصري عمرو خالد بتضافر كافة الجهود خاصة المجتمع المدني والشعوب من أجل التوعية بأضرار المخدرات ومكافحتها، مشيرا إلى تأثير الإعلام بوجه عام والخطاب الديني بشكل خاص في هذا المجال.
وفي تصريحات خاصة لشبكة الأخبار العربية "محيط" قال "خالد" أن الحملة تهدف إلى إشراك المجتمع في جهود التوعية لإبعاد الأجيال الجديدة عن تعاطي وإدمان المخدارت وذلك بالتركيز علي أمرين أساسيين، أولا: إقناع وتوعية الأصحاء ليبقوا أصحاء، وثانيا: توجيه المدمنين لبدء برنامج العلاج .
وأشار إلى أن الحملة تهدف إلى توجيه 5 آلاف مدمن عربي لبدء برنامج العلاج وهو مستهدف صعب وليس بالسهل لكنه قابل للتحقيق، خاصة وأنه سياتي بعد تهيئة الأجواء بين الشباب من خلال مليون استكير و5000 Event، والمقصود هنا هو بدأ برنامج العلاج وليس العلاج نفسه لأنه من المعروف أن العلاج يستغرق فترة من 4 إلي 6 أشهر، وقال إننا نستهدف تحريك إرادة المدمن نفسه ونجعله يتصل بحملة حماية من خلال الCall Center أو الإيميل السري اللذين تم تخصيصهما للحملة ليطلب توصيله بالمراكز المعالجة للأدمان ليبدأ برنامج العلاج .
وأشار إلى أنه تم تصوير فيلم قصير مدته 3 دقائق يهدف إلي توجيه المدمنين لبدء برنامج العلاج وسيقدم الفيلم مجانا للفضائيات المختلفة، كما تم عمل أغنية (راب) تكلم المدمنين بلغتهم لبدء برنامج العلاج، وتم الاتفاق أيضا مع 25 مركز لعلاج الأدمان لتوفير الأسرة والعلاج ل 5000 مدمن وخصم يصل إلي 50 % لمن هو قادر على تحمل نفقات العلاج، وهذا بالإضافة إلي 15 % من إجمالي الحالات يتم علاجهم بالمجان، على أن يتم استقبال هذا العدد على مرحلتين، مرحلة في بداية الحملة لعلاج نصف العدد المطلوب ومرحلة أخرى بعد أربع أشهر لبدء علاج النصف الآخر .
شعار الحملة وأوضح أنه تم أيضا توفير خط ساخن وإيميل سري لتلقي طلبات المدمنين لبدء برنامج العلاج، وتم تدريب 120 شاب من فريق حماة المستقبل من دول عربية مختلفة ليكونوا قادرين على الوصول للمدمنين في أماكنهم وإقناعهم ببدء برنامج العلاج، حيث المستهدف من كل منهم أن يوصل عشر مدمنين مستعدين لبدء العلاج .
أضاف أنه تم الاتفاق أيضا مع خمسة آلاف شاب من فرق "حماة المستقبل" المدربين من قبل الأممالمتحدة وشرطة دبي ورايت ستارت ليشاركوا كمتطوعين في تنفيذ وسائل الحملة، وتم إعداد دورة متخصصة لتدريب أهالي المدمنين وأصدقائهم عن كيفية التعامل مع ابنهم المدمن حتى يصلوا إلي اقناعه ببدء برنامج العلاج وتوصيله لحملة حماية .
فعاليات عديدة
أضاف أنه سيتم وضع مليون استكير بعنوان "لا للمخدرات" في أماكن تجمعات الشباب مثل النوادي والجامعات والمدراس الثانوي وغيرها من الأماكن العامة الشبابية، وبعد ذلك سيتم إقامة خمسة آلاف Event في العالم العربي يقوم بها الشباب بتوعية بعضهم البعض مثل (حفل غنائي – خطبة جمعة – ندوة مدرسية – برنامج فضائي -ماراثون جري – فقرة في الإذاعة المدرسية – ندوة دينية – مقال صحفي- ندوة مع شخصية مشهورة ... إلي غير ذلك) .
وأشار إلى أن مدة الحملة خمسة أسابيع تبدأ من 9 مارس 2008 وتنتهي في 11 إبريل 2008، ويهدف الأسبوع الأول إلى وضع مليون استكير بعنوان "لا للمخدرات"، والأسبوع الثاني إقامة خمسة آلاف Event في العالم العربي مع متابعة نشاط الأسبوع الأول، والأسبوع الثالث توجيه 5 آلاف مدمن عربي لبدء برنامج العلاج مع متابعة كل ما سبق، والأسبوع الرابع متابعة بدء علاج ال 5000 مدمن مع التركيز على أهمية علاج المسجونين، والأسبوع الخامس متابعة نهائية للحملة وحفل الختام الذي سيقام في القاهرة وستنتهي الحملة بحفل ختامي بالقاهرة لإعلان النتائج النهائية وتكريم المتميزين في الأداء وإعلان الخطط المستقبلية الدائمة لمواجهة المشكلة والتي ستقدم إلى الجهات المتخصصة والمعنية بمواجهة المخدرات في العالم العربي .