حالة من القبح العام تواجه الأبصار في شوارع العاصمة القاهرة ، بداية من اختفاء الطابع المعماري المميز ومرورا بلوحات الإعلانات والملصقات وعمليات ترقيع الميادين بصورة عشوائية وانتهاء بالحالة المتردية بسبب إهمال النظافة أسفل الكباري وفي الشوارع . وفي محاولة لإيجاد حل لهذه الأزمة ، التقت شبكة الأخبار العربية "محيط" بأساتذة في كلية فنون جميلة لمعرفة مدى خطورة الوضع وما يمكن فعله فتابعونا في التحقيق التالي : في البداية يقول د. عبد المجيد الفقي الأستاذ بكلية الفنون الجميلة أن شوارع وميادين القاهرة في أسوأ حالاتها ، والقبح أصبح واضحا جدا ويتمثل في صور عديدة من إعلانات وملصقات تدمر جمال الوجه الحضاري لقاهرة المعز ، بالإضافة إلى اختفاء الطابع المعماري وازدياد العشوائيات . تشويه الجدران عادة سيئة مشيرا إلى أن المسئول عن ذلك ليس فقط الأفراد ولكن أيضا الإدارات المحلية أيضا وذلك لسكوتها عن تجاوزات الأفراد , وأضاف أن الطابع المعماري لم يعد موجودا رغم أننا أصحاب حضارة معمارية عريقة , والحل الوحيد لإعادة القاهرة لما كانت عليه هو تكاتف جميع الأطراف من إدارة وأفراد وفنانين تشكيليين كبار حتى يمكن التوصل لحلول جمالية تنقذ ما يمكن إنقاذه . ويؤكد د. ممدوح عمار أن حالة الطراز المعماري في غاية السوء ، بل وصل بنا الأمر إلى أننا اعتدنا على القبح وأصبح شيئا أساسيا في حياتنا , والمشكلة ليست تجميل أو معالجة القبح بل المشكلة مشكلة مجتمع كمنظومة متكاملة يجب إصلاحها أولا حتى نستطيع معالجة القبح المنتشر فإذا قمنا بإصلاح أخلاقيات المجتمع فإننا في النهاية نستطيع تجميله وإزالة القبح . دكتور مصطفى الفقي ويرى د. مصطفى الفقي أن العيب في غياب الوعي وانعدام المعايير الجمالية وهذا ما أوصلنا لما نحن فيه , ويرى انه لابد من تشكيل جهاز خاص يتبع وزارة البيئة ويكون أعضائه فنانين تشكيليين وهذا هو السبيل الوحيد لإدراك ما يمكن إدراكه ، وهذه مسئولية الدولة وليس الأفراد . فالدولة هي الكيان الذي يستطيع تنظيم ذلك أما المحاولات الفردية غالبا ستبوء بالفشل , وأحب أن أضيف أن الإدارات المحلية هي التي تسببت في اختفاء الطابع المعماري بتساهلها في إعطاء تراخيص البناء دون مراجعة التصميمات ومعرفة مدى ملاءمتها للطراز المعماري السائد أم لا وهذا ما أدى بدوره إلى فوضى , واعتقد أن المشكلة في غاية التعقيد وليس لها حل . دكتور محمد العلاوي وتحدث د. محمد العلاوي عن هذه المشكلة فوصف الوضع بالفوضى وقال انه عندما كان في روسيا رأى وحدة في الطابع المعماري وهذا بالطبع غير موجود عندنا , مؤكدا أن المسئول ليس فقط الحكومة كما كان متصور بل الأشخاص أيضا مسئولة عن تلك الفوضى فالشعب المصري في حاجة إلى تربية جمالية ولكن بعد حل مشكلاته المادية فمن الصعب أن نطلب من مواطن يجري وراء لقمة عيشه ويكاد يوفرها أن يقوم بتجميل أو حتى التفكير في تجميل المكان . أما د. احمد عبد العزيز رئيس قسم النحت بكلية الفنون الجميلة فيقول أن المشكلة الحقيقية انه يتم تجاهلنا تماما وعدم الاعتراف بقدراتنا رغم أننا المتخصصون في هذه النقطة والأغرب أن المجالس الرسمية في وزارة الثقافة تقول أننا "مابنفهمش حاجة" ، وأنا لن أرد على هذا ولكن المطلوب انه عندما يكون هناك نية للتجميل يجب الاستعانة بأساتذة فنون جميلة لأنهم ذوي الخبرة بدلا من اتهامهم أنهم لا يفهموا شيء . دكتور أحمد عبد العزيز وأضاف أن من يطلقون على أنفسهم نقاد وعظماء وأننا لا نفهم شيء هم من أوصلونا لهذه الحالة المزرية , وأكد أن أي محاولة للتجميل ستفشل لأن المحافظ ووزارة الثقافة لا يتعاملوا إلا مع المقربين "الحبايب" فقط وليس المتخصصين لأننا ثقيلي الظل عليهم .