نشرت جريدة الجارديان اللندنية في أكتوبر 2008 خبرا مؤداه أن تشارلز ساتشى أشهر مقتنى الأعمال الفنية المعاصرة, سيفتتح خلال شهر نوفمبر الجاري, ثالث جاليرى للفن يملكه بلندن. والمعروف أن أول جاليرى افتتحه عام 1985 في مبنى كان مصنعا مهجورا للبويات وعرض فيه أعمال مجموعة الفنانين اللذين اشتهروا باسم شباب الفنانين البريطانين " Young British Artists ". تلك المجموعة التي تزعمها الفنان ديميان هيرست. أما ثاني جاليرى أقامه ساتشى فكان في عام 2003 بقاعة تتبع أحد مقاطعات الضفة الغربية بلندن, وظل الجاليرى يمارس نشاطه في القاعة لمدة عامين إلى أن طرد منها (عام 2005) لخلاف مع صاحب العقار وصدور حكم قضائي لصالح المالك. أما الجاليرى الثالث الذي أشار إليه الخبر فقد بدئ الاستعداد له منذ ثلاث سنوات, وسيفتتح نشاطه خلال أكتوبر الجاري بعرض أعمال من الفن الصيني المعاصر, والذي يعتبر شيئا جديدا على الحياة الثقافية بالمملكة المتحدة. ويشغل الجاليرى الجديد مبنى هائل المساحة ( تبلغ سبعين ألف قدم مربع) مكون من ثلاث طوابق, عمره 205 عاما, ويعطي لزائريه الإحساس بأنهم يتجولون في متحف وليس جاليرى للفن, وقد كان المبنى مستخدما في السابق كثكنات عسكريه ومقرا يتبع لدوق يورك, ويقع في حي شيلسي بلندن. والجاليري مقسم إلى 15 قسما, كل منها يعتبر قاعة عرض قائمة بذاتها. ويضم العرض الحالي أعملا لعدد 24 فنانا صينيا معاصرا, وكلها من مجموعة مقتنيات ساتشي التي تضم حسب ما ذكرته الجريدة 2500 عملا فنيا لفنانين من أنحاء العالم. ويخطط الجاليرى الجديد تنظيم عشرة عروض قادمة, بعد انتهاء العرض الحالي, وسيكون العرض التالي للفن بمنطقة الشرق الأوسط. وسيتضمن أعمالا لثلاثة عشر فنانا وفنانة,وهم: ديانا حداد ( 27 عاما) سورية ولدت في سوريا عام 1981, وتعيش بنيويورك. حليم الكريم ( 45 عاما) عراقي ولد في النجف بالعراق عام 1963, ويعيش في أمستردام/هولندة. أحمد السوداني ( 33 عاما) عراقي ولد في بغداد بالعراق عام 1975, يعيش بنيو هافن / كونكتيكت / الولاياتالمتحدةالأمريكية. نادية عياري ( 27 عاما) تونسية ولدت في تونس عام 1981, تعيش نيويورك على بني صدر ( 32 عاما) إيراني ولد في طهران عام 1976, يعيش بنيويورك. رامين حارزاده ( 33 عاما) إيراني ولد في طهران عام 1975, يعش في إيران. روكنى حارزاده (30 عاما) إيراني ولد في طهران عام 1978, يعيش في إيران. جعفر خالدي (44 عاما ) لبناني ولد في لبنان عام 1964, يعيش في دبي/ الإمارات العربية. ليلى خوراميان (34 عاما) إيرانية ولدت في طهران عام 1974, وتعيش في نيويورك. فارساد أبو عوف( 33 عاما ) إيراني ولد في طهران عام 1965, ويعيش في نيويورك. تالا مدانى (27 عاما) إيرانية ولدت في طهران عام 1981, وتعيش في أمستردام/ هولندة أحمد مورشيدلو (35 عاما) إيراني ولد في مشهد عام 1973, ويعيش في إيران. سارة رحبار (32 عاما) إيرانية ولدت في إيران عام 1976, وتعيش في نيويورك. يتضح من كشف الأسماء أن غالبية العارضين إيرانيو الجنسية, وعددهم ثمانية. والباقون اثنان من العراق, وواحد من كل من سوريا, وتونس, ولبنان. ويلاحظ أنهم من فناني الأجيال الشابة, تتراوح أعمارهم حول الثلاثينات من العمر, يعيشون وينشطون خارج بلادهم, وبخاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية, ماعدا اثنان فقط,إيرانيان يعيشان في إيران نفسها. اللافت للنظر أن فناني مصر ليس لهم نصيب بعد في مجموعة ساتشى, الذي يعد من بين أكبر وأنشط المقتنين للفن المعاصر في العالم, ويرجع ذلك لعدم نجاحنا حتى الآن في اجتذاب اهتمامه بعد, بسبب قصور الإعلام عن أنشطتنا الفنية بالخارج, وسيكون من المفيد أن يمد فنانو مصر نشاطهم خارج الحدود, ووضع سياسة تضمن تواجد الأعمال الحداثية المميزة للشباب من فنانينا في المعارض الخارجية, وفى المحافل الفنية الدولية. كما يجب علينا اجتذاب عدد من كبار الفنانين والنقاد العالميين لزيارة مصر والإقامة بها لفترات غير قصيرة من الزمن حتى يمكن أن نستفيد خلالها من خبراتهم وآرائهم, كما وأن مثل تلك الزيارات تنعكس وتؤثر في أعمال أولئك الفنانين الزائرين بشكل مباشر أو غير مباشر, وذلك في حد ذاته إعلام له وزنه عن بلدنا بكافة الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية. وقد يكون من المفيد أيضا بحث فكرة عقد اتفاق مع أحد قاعات العرض المشهورة عالميا سواء في الولاياتالمتحدةالأمريكية أو في كبرى العواصم الأوروبية, لتنظيم عروض للأعمال المصرية المعاصرة, على أن تقوم تلك القاعة بانتقاء الأعمال بمعرفة خبرائها, لضمان الحيدة في الاختيار, وعلى أن تقوم بتسويق تلك الأعمال بالخارج نيابة عنا.