ما الذي جمع بين رودان ومليكة ليعرضا النحت والتصوير داخل مجال رؤية واحدة محددة بجدران جاليري «هاي هيل» في لندن وقد فصل بينهما أكثر من قرن من الزمان وقارتين وثقافتين مختلفتين للفرنسية والمصرية، كما فصل بينها مجالان في الإبداع بين النحت والتصوير، المشهد من خلال صور المعرض علي بعض مواقع الفن أو المرسلة إلي عن طريق البريد الالكتروني رأيت قدر طاقة سادت قاعات الجاليري كدوامة تمر وتتحاور بين الأعمال علي اختلاف مجالها، ليبدو تميز هذا العرض في إرسال واستقبال طاقة ومجالها أكثر من أي شيء آخر. فلوحات الفنان المصري جمال مليكة علقت علي الجدران والتماثيل البرنزية لأحد أهم مثالي العصر الحديث أو أوحست رودان وزعت إلي جوار الجدران بين اللوحات وتوسطت القاعات، فكان هناك تبادل بين طاقات الخط وحركته ودواماته اللونية بديناميكيتها الشديدة وطاقة الحركة في أعمال رودان أما بحركتها الخارجية في ديناميكية أو بطاقتها الداخلية كالطاقة الذهنية الداخلية لتمثاله «المفكر» أو للحركة الخارجية الشديدة الحيوية في تمثاله «القبلة»، وغيرها من أعمال ثبت طاقتها الداخلية وحركة الشكل مع الطاقة الحرارية الكامنة في خامة البرنز مع أعمال ملكية التي التصقت بجدران الجاليري فكانت تلك الأعمال بديناميكيتها الخطية واللونية بطاقة أو كشبكة استقبال لطاقة التماثيل البرنزية تستقبلها وتتفاعل معها وترسلها وهكذا في إرسال واستقبال مستمر، ولأني لم أحضر العرض فلا أستطيع وصف كيف كان شعور المشاهد وسط هذا التفاعل البصري وطاقته داخل الجاليري. والفنان جمال مليكة تعرفه جيدا الحركة الفنية المصرية ممارسا ومشاركا في أهم فاعلياتها وآخرها معرض «ليه.. لأ» في قصر الفنون لكن يظل عمله «الباركود» الذي فاز به بجائزة بينالي القاهرة الدولي في دورته التاسعة برؤيته الفريدة الصادمة غير منسي لأي من شاهده. ومعرض لندن الحالي افتتح في 6 إبريل حتي الأول من مايو ويتكون من أكثر من ثلاثين عملا تصويريا لمليكة مستخدما فيه الألوان الزرقاء والأوراق المذهبة والمفضضة، وقد قدم الجاليري لمليكة قائلا: «يسعدني أن نقدم الفنان المصري الشهير جمال مليكة في لوحاته التصويرية المصرية والتي تعد مصر واحدة من مصادر الإلهام الرئيسي للفن بتقديم لوحات فريدة من نوعها في أشكال جديدة ورؤي مستقبلية للنحت، وهذا المعرض هو تدشين مهني وفني للفنان ووضعه علي خريطة المشهد الفني الدولي وتعزيز التبادل الثقافي والايديولوجي العميق». ومالك هذا الجاليري هو جاري سنيل الناقد الفني الأمريكي والمسئول عن العلاقات الخارجية بين أوروبا وأمريكا كما يتولي إدارته ميخائيل زاتيسيف الجاليريست الروسي قد حضر الافتتاح كثير من النقاد والفنانين كعادة جاليريهات أوروبا بما تعطي أهمية كبري لاختيارات العروض فحضرت الناقدة الفنية الفرنسية ستيفاني بيروجوت. وجيوزي داربي الممثلة البريطانية ومذيع التليفزيون البريطاني، وشريف رأفت الرئيس السابق للبورصة المصرية، وسيرينا مورتون مقتنية الأعمال المعاصرة ومالكة جاليري متروبوليس مورتو، والبارونة ومقتنية الفن ماري كلاير.