ملامح هويتنا الثقافية الأصيلة في ساقية الصاوي محيط - رهام محمود في فكرة جديدة لإحياء التراث الحرفي، يقام حاليا 'زقاق الحرفيين' في 'قاعة الظل' التي تطل على رصيف قاعة النهر في ساقية عبد المنعم الصاوي، وذلك طوال شهر رمضان بالتعاون مع جمعية أصالة للحرف اليدوية والفن المصري الأصيل. الحدث هو استئناف لتقليد تقيمه الجمعية كل عام بمقرها في وكالة الغوري، لكنه ينتقل هذا العام إلى ساقية الصاوي ضمن أنشطتها العديدة خلال شهر رمضان. في زقاق الحرفيين نلتقي بالحرفيين وجها لوجه لنتعرف على سر الصنعة والمهارات الأصلية التي كادت تندثر لولا جهود المخلصين، حيث يضم الزقاق معرضا للحرف التقليدية والشعبية من القاهرة والمحافظات المختلفة، كما تقام سبعة ورش عمل للحرفيين في مجالات 'النسيج اليدوي، الخيامية، التطعيم بالصدف، الزجاج بالنفخ، الخزف، المشغولات الجلدية، وورشة المشغولات النحاسية'.
أما المعرض فيشمل منتجات لهذه الحرف إلى جانب مشغولات الأزياء الشعبية والتطريز والمصاغ بالفضة والأحجار الكريمة، وكذلك أعمال المشغولات الجلدية والنحاسية، والمشغولات الخشبية الدقيقة 'الأرابيسك'. يقام الزقاق بشكل يستوحى طابع الخانات القديمة في القاهرة التاريخية، حيث يتواجد الجمهور وسط الحرفيين بشكل أقرب إلى الحياة اليومية، فهو يأخذ شكل محلات مفتوحة تقابلها مقاعد للزائرين حيث يندمجون مع الحرفيين بشكل حميم، وقد اندمج الجمهور مع الحرفيين بل واستفزتهم المشاركة في العمل والتجريب، وبخاصة الزوار الأجانب الذين جلسوا على كرسي الحرفي للتظاهر بالعمل أمام الكاميرا لألتقاط صورة. يقول الفنان والناقد عزالدين نجيب رئيس جمعية 'أصالة': نحن في سباق مع الزمن للحفاظ على ملامح هويتنا الثقافية التي تجرفها رياح العولمة وغبار الإهمال . وتمثل الحرف التقليدية أ حد أهم تلك الملامح المهددة بالأندثار، بالرغم من أغلب الدول التي لا تملك إلا القليل من التراث توليه عناية تفوق الوصف . وتستثمره استثمارا اقتصاديا وثقافيا هائلا. يضيف: وقد سعدت جمعية أصالة لرعاية الفنون التراثية والمعاصرة – على مدى 14 عاما متصلة – للقيام بهذه المسئولية، ورحبت ساقية عبدالمنعم الصاوي باستضافتها مرارا في معارض وورش عمل للحرفيين كان لها أثر طيب... يتابع: واليوم - بمناسبة شهر رمضان الفضيل – تستضيف الساقية من جديد جمعية أصالة لإقامة زقاق الحرفيين الذي يضم معرضا كبيرا لمنتجات الحرف الفنية بأنامل حرفيينا المهرة. وسوف نراهم يوميا في الساقية وهم يعملون أمام الجمهور خلال ليالي الشهر الكريم. كرسالة إلى المجتمع ليتحمل معهم مسؤلية التراث..