بين النغمات الموسيقية الرقيقة، والأصوات الغنائية المتألقة، يعرض الفنان عبد اللطيف محمد حسين لوحاته على جدران قاعة الحكمة في ساقية عبد المنعم الصاوي، تلك القاعة والمسرح في آن واحد التي تشهد حفلات غنائية مميزة لجميع أجيال فناني الغناء. افتتح المعرض الفنان خضير البورسعيدي رئيس جماعة الخطاطين في مصر، وقد حضر الافتتاح الكثير من فناني الخط العربي، الذين اشادوا بالمعرض بما قدم من جديد لهذا الفن الرفيع. تخرج عبد اللطيف من كلية العلوم قسم رياضيات في عام 1975، فهو لم يدرس الفن أكاديميا في كليات الفنون، على الرغم من أن الفن هوايته منذ كان طالبا في المرحلة الثانوية، حيث كان يرسم لوحات للآيات القرآنية، وينفذها باسلوبه الخاص. في كلية العلوم حصل على الجائزة الثانية على مستوى الجامعات، وذلك حينما شارك في مسابقة للفن التشكيلي بين الطلاب زملائه، ثم فاز بالجائزة الأولى في السنة النهائية له بالكلية عن لوحته في مجال تصميم الخط العربي، وهذا ما شجعه أن يقيم معرضا خاصا بعد ذلك بعامين، وكان هذا المعرض عن كلمة الله لفظ الجلالة، الذي تناوله الفنان في أوضاع هندسية وشفافيات وتداخلات لونية، بالإضافة إلى تجسيمه للخط نفسه. حينما سافر إعارة إلى الكويت في عام 1985، شارك في مجموعة من المعارض التشكيلية، مما شجعه أن يقيم معرضا فرديا هناك في نهاية إقامته، افتتحه له وقتها السفير المصري لدى الكويت، وقد تناول أيضا في هذا المعرض لفظ الجلالة الله، فهو يصمم الخط بشكل جمالي يستوفي جميع قيمه الفنية والتشكيلية. ولمدة ثلاثة عشر عاما انضم الفنان عبد اللطيف إلى جمعية الإمارات للفنون التشكيلية وكان عضوا بها وذلك في عام 1991، شارك وقتها في جميع معارض الجمعية، التي حصد من خلالها العديد من الجوائز على مستوى الدولة هناك، والتي احتفظ بهذه اللوحات الفائزة ليعرضها في معرضه الحالي، من بينهم لوحة بسم الله الرحمن الرحيم، التي اختارها لتنشر على مطبوعه دعوة هذا المعرض. استمر الفنان خلال هذه السنوات في تطوير اسلوبه الفني في تصميم الخط العربي، شأنه كشأن جميع الفنانين الحقيقيين؛ ولذلك فقد كان جديده في هذا المعرض الذي كان تحت عنوان آيات في الخامة التي استخدمها في لوحاته، حيث استبدل الألوان بالكرتون الملون، واستخدم القطر في تقطيعة، لخلق تصميمات جمالية للخط العربي بشكل جديد، كما استغل الكرتون في عمل مستويات متعددة للخطوط، تزيد من جماليات الآيات القرآنية وتساعد على تجسيمها، فبحسب قول الفنان أنه هو الفنان الأول الذي استخدم خامة الكرتون في عمل تصميمات للآيات القرآنية، حيث استخدمها الفنانون من قبل ولكن بأهداف ومجالات أخرى للفن التشكيلي. في بعض لوحاته صمم خطوط الآيات القرآنية بحيث تكون على شكل جامع أو هلال أو النجمة والزخارف الإسلامية، بحيث تظهر تلك الخطوط وكأنها تشكل جسد هذه الأشكال، صاغها بإتقان شديد، وقدم نحو أكثر من 45 لوحة لم يستخدم فيها اللون، معتمدا على الكرتون الملون، وكان أبرز تلك الألوان التي اختارها للوحاته، هي درجات الأزرق والبني والزيتي. تواجد بالمعرض لوحات من معارض الفنان السابقة، ولكنه اعاد إخراجها من جديد ليكون ذلك الإخراج أيضا من الكرتون كباقي لوحات المعرض، حتى يتعايشا في سياق واحد.