رُشحت الفنانة نادية التطاوي للعرض في جاليري أمستردام ويتني بمنطقة شالسي بنيويورك، لتمثل الجانب المصري فيه إلى جانب فنانين عالميين من دول مختلفة. وتعد هذه المشاركة هي الأولى للفنانة في هذا الجاليري، ولكنها المرة الثانية التي تعرض فيها بعض أعمالها بنيويورك، حيث شاركت العام الماضي في العرض بجاليري أجورا ضمن مجموعة أخرى من الفنانين العالميين. تقول الفنانة سعدت بالعرض في هذه المنطقة شالسي التي تضم الفن الراقي، فالجاليري هناك به مؤسسات فنية حقيقية، لها مستوى عالمي في اختيار أعمال الفنانين من دول العالم، وهم من رشحوني للعرض، وبعثوا لي برسالة كي أعرض عندهم، وفعلا عرضت ضمن مجموعة على مستوى عالمي، وكان الإقبال كبيرا بالمعرض، وإشادة تجعلني أخجل، وشهادات تقدير، وافتتاح ضم أشخاصا من جميع انحاء العالم. تضيف: في أمريكا يقدرون الفن بغض النظر عن جنسية الفنان الذي أبدعه؛ فالمستوى الأفضل هو ما يهتمون به، ولم أشعر في هذا المعرض بأي غربة؛ لأن الفن بطبيعته لغة عالمية يستطيع أي شخص من أي بلد التواصل معه، كما أن ابني رافقني في هذه الرحلة، بوجود مجموعة من المعارف؛ فلذلك شعرت أيضا بالألفة. ضم المعرض أعمال ستة فنانين من دول مختلفة، شارك كا منهم بعدة لوحات في المساحة المخصصه له بالمعرض باتجاهه واسلوبه الخاص، وقد اختيرت الأعمال من قبل لجنة عالمية متخصصة لا تتحيز إلا للفن الجاد، صنفت أعمال الفنانة بأنها أعمال تجريدية معاصرة، حيث قدمت أربعة أعمال جديدة لم تعرضها من قبل، تناولت فيها موضوع الموسيقي، والتي قد تناولته من قبل في آخر معارضها بالقاهرة العام الماضي آلة النغم، ولكنها قدمته برؤية جديدة أكثر تجريدا، وقد استخدمت الألوان زيتية، وفضلت بأن تكون خلفيات لوحاتها باللون الأزرق السماوي الذي لفت الأنظار. قررت الفنانة العمل في هذا الاتجاه بعد أن أشاد النقاد والفنانين بلوحة المايستروا، التي كانت أولى هذه اللوحات في هذا الاتجاه، حيث اهتمت بالتعبير عن المضمون الداخلي للشخصية، بغض النظر عن إظهار الملامح أو التفاصيل الدقيقة، ففي هذه اللوحة جعلت المشاهد يشعر برجفة وارتعاش المايسترو حين يلوح بعصاه ليوجه عازفي فرقته الموسيقية في إلهام شديد، وكأن تلك النغمات تنبع من وجدانه، وهو يعلو ويرتفع بإحساسه الذي يمطو ليضارع السحاب، فهو يحرك جسده ويتمايل رافعا يده التي تمسك بالعصى، يلوح بها ويلوح في شموخ وكبرياء، لتقشعر مشاعر المتلقيين تأثرا بفنه الجميل. أما باقي العازفين التي عبرت عنهم الفنانة في لوحاتها الأخرى، فيلعبون على آلاتهم بدأب شديد، وكأنهم يمتصوا ويكتسبوا شحناتهم من توهج احساس المايسترو الذي ينتقل إليهم عبر اللوحة المجاورة، ولكن كل منهم في عالمه الخاص، يعزف ويهفو باستمتاع، تاركو وجدانهم لتلك الآلات التي نكاد نسمع نغم أوتارها. ظهرت الأعمال وكأنها من عائلة واحدة، ربطت الفنانة فيما بينهم باللون الأزرق السماوي، الذي غطى خلفيات لوحاتها، ليدخل المتذوق في عالم من الموسيقى والنغم، وهذه اللوحات بالحجم المتوسط، حازت على اعجاب الكثيرين من فناني ونقاد نيويورك الذين اشادوا بها، مما دفع الفنانة بالتحضير لمعرض شخصي في هذا الموضوع والاتجاه، سيقام في قاعة الفنون التشكيلية بدار الأوبرا المصرية لاحقا، كما دعيت أيضا للمشاركة في العام المقبل بمعرض في جاليري أجورا. أما عن العرض فقد كان على مستوى عال كما ذكرت الفنانة، فالجاليري كان مجهزا للعرض بكل المقاييس باحدث الاساليب التكنولوجية، فمساحات العرض ممتازة، والإضاءة منضبطة ومتقنة، مما أظهر الأعمال بشكل متناسق يجذب الجمهور والضيافات العالمية من شتى بقاع الأرض.