ثيران وورود في "إشراقات" نادية التطاوي محيط – رهام محمود في معرضها الجديد الذي استضافته مؤخرا قاعة "راغب عياد" بمركز الجزيرة للفنون، قدمت الدكتورة نادية التطاوي ثلاثين لوحة تحت عنوان "إشراقات"، حملت جميعا نفس الشحنة الإنفعالية التي تميزت بها الفنانة . تقول الفنانة ل"محيط" : أعتبر هذا المعرض من أفضل معارضي الخاصة، وهو لا يحمل موضوعا واحدا، وكل لوحة لها شخصيتها. "الثور" الذي شغل حيزا كبيرا من المعرض جاءت فكرته بعد زيارات متعددة لأسبانيا في التسعينات، كما أنني خلال هذه الفترة قمت بزيارة لكينيا، وشاهدت الثيران على طبيعتها، وشعرت أن هذا الحيوان له شخصية تستحق أن نسجلها. تواصل الفنانة: عندي مجموعة من لوحات الورود لم أعرضها من قبل، واخترت منها في هذا المعرض، كما أنني لأول مرة أستخدم اللون الفضي والذهبي، وخدمت أغراض الإضاءة ونحوها. وفضلت استخدام الأسلوب التكعيبي والتعبيري المجرد وهو اتجاه الفن الحديث أن يختار الفنان ما يلائم فكرته من المدارس. وفي أسبانيا رسمت مجموعة من اللوحات عن ألفية جرنادا ستعرض هناك عام 2012، وقمت ببروزة أعمالي، ووجدت أنهم يهتمون بالبراويز بشكل ملفت للنظر، فهي غنية في الشكل ومتنوعة؛ وقد نقلت الفكرة لمعرض الجديد . اتخذت الفنانة "الثور" كتيمة لنحو سبع لوحات والذي يعبر عن العنف الذي يشهده العالم، أحيانا أظهرت تفاصيله بشكل تعبيري وأحيانا جردته بشكل موحٍ جدا ، كما عرضت لوحات عن الموسيقي وهي فكرة أقامتها سابقا بمعرضها "أناشيد" والتي تبرز أحاسيس العازفين، وآلة العود التي أفردت لها لوحة خاصة ويعلو الآلة النغمات التي تصعد لأعلى، مستخدمة الأسلوب التكعيبي المجرد . وتعد لوحة المايسترو بطل هذه الأعمال وتعتبره فنانا أصليا غير متكرر وهي تيمة تعمل عليها منذ سنوات، وقد صرحت الفنانة برسمها لوحات تحمل الأسلوب نفسه لم تعرضها حتى الآن . ضم المعرض لوحة من معرض "الدراويش" السابق لنادية التطاوي، وكان يركز على الحركة؛ حركة راقص التنورة الذي يدور حول نفسه لتندمج الألوان فوق سطح اللوحة وتتخذ حركة دائرية كالدوامة تجذب عين المتلقي وتدور معها. تعرض الدكتورة التطاوي لأول مرة في هذا المعرض لوحة عن الزهور، تناولتها بأسلوب تأثيري ، كما أنها تعرض لوحات عن سيوة، والتي تناولتها بأسلوب مختلف عن باقي الفنانين الذين عبروا عن هذه البلدة الجميلة؛ فالتطاوي لم تتقيد بألوان صحرائها الساخنة، بل استخدمت مجموعة لونية جديدة تندمج مع بعضها بأسلوب مجرد يعكس إحساس الفنانة بهذه الواحة الخضراء. بعض الرسومات تشبه الرسومات القديمة في الكهوف، ذات النمط البسيط والمؤثر، حيث نرى الشكل سواء كان ثورا أو حصانا وغيرهما يرسم على خلفية اللوحة بخط رفيع يبدو بسيطا، وهو أسلوب صعب لأنه يرسم لمرة واحدة ليس بها إصلاح وتظهر بها العفوية والتلقائية.