معرض تشكيلي يؤكد الارتباط الوثيق بين الشعر والفن التشكيلي, فمن المعروف أن الشعر ملهم جيد للفنان, وخصوصا حينما تكون القصائد لصلاح جاهين أحد أعظم شعراء العامية في مصر. محيط رهام محمود من أشعار صلاح جاهين انطلقت ريشة الفنان المصري أشرف رشدي, لتبدع نحو أربعة وعشرون لوحة بالألوان الباستيل, تم عرضها بقاعة الأرض بساقية الصاوي تحت عنوان "رسماية طباشير", وقد افتتح المعرض الشاعر بهاء جاهين. تميز الفنان رشدي بأسلوب خاص في رسم أشخاصه, حيث ظهرت نحيفة, مختلفة النسب وكأنها هياكل عظمية ذات رأس جمجمية كبيرة, تحمل ملامح تعبيرية قوية, حيث كانت كل لوحة تعبر عن قصيدة للشاعر الكبير صلاح جاهين, والتي علقت بجانب اللوحة المعروضة لكي تشعر المتلقي وكأنه يرى الشعر مجسدا. استخدم الفنان الألوان القاتمة في أعماله, كما اتسمت شخوصه بالحزن والكآبة فقد صور توأم الخير والشر وهو ينمو داخل بطن الأم متأثرا بقصيدة: أنا قلت كلمة وكان لها معنيين كما بطن واحده وتوأمين زين وشين لو دنيا شر .............. التوأم الخير يموت لو دنيا خير ....... الشر ح يعيش منين ؟ كما صور الفنان الحبيب يشكو لحبيبته لوعة الفراق وقد يفصلهما بحار, وعبر عن الإنسان المهموم الحزين الذي يجلس بخلف الباب؛ منتظرا شيئا ينير له طريقه ويفتح له الأبواب, بينما يأتي رجلا يضع يده فوق رأسه ويركب مركبه الورق الذي يلوح به منذ زمن طويل دون تغيير. وقد تأثر الفنان كثيرا بقصيدة "رسماية طباشير" التي اختارها عنوانا لمعرضه, كناية عن ألوانه الطباشيرية "الباستيل" التي يستخدمها, وكانت القصيدة تقول: الضحك قال يا سم ع التكشير أمشير وطوبة وانا ربيعى بشير مطرح ما باظهر بانتصر ع العدم انشالله أكون رسماية بالطباشير وقد التقينا الفنان بالمعرض وكان ل "شبكة الأخبار هذا الحوار: محيط: لماذا وقع اختيارك على صلاح جاهين لتستوحى قصائده؟ رشدي: سبب الاختيار أنه بالنسبة لي قيمة كبيرة جدا, فأنا تعرفت عليه من كتاباته, ومن سمعي لغناء على الحجار وسيد مكاوي, فقد وصلت لي معاني الكلمات بشكل أكبر, وهذا هو ما أوحى لي بفكرة المعرض, وهو أن, كما قدمت القصيدة عن طريق الغناء, لماذا لا تقدم عن طريق الرسم, ففكرت بأن أنفعل بها وأرسمها, وقد انتابتني هذه الفكرة منذ فترة طويلة, ولم أنفذها إلا هذا العام, وأنا أعتبر معرضي هذا نوعا من الإعجاب والامتنان الشديد لصلاح جاهين. محيط: لماذا اخترت هذه القصائد "الحزينة" تحديدا للتعبير عنها؟ رشدي: الرباعيات هي مائه رباعية, هم أكثر الرباعيات قربا لقلبي, فأنا فلسفتي في الرباعية أنني أراها من وجهه نظري الخاصة جدا, فكنت أضيف على القصيدة رؤيتي وفكرتي, والبعد الرابع. محيط: بدا رسومك للأشخاص مختلفا؟ رشدي: هذا أسلوبي بالرسم, وهو أن أبالغ في نسب الجسد, وأن أهتم بتفاصيل اليد والأرجل. محيط: ألوانك قاتمة جدا لماذا؟ رشدي لأن معظم القصائد حزينة, فأنا اخترت ألواني من البيئة. محيط: من تحب أيضا من الشعراء؟ رشدي: أحب شعراء العامية كأحمد فؤاد نجم, وفؤاد حداد, وبهاء جاهين, ولكن أكثر من أثرني هو صلاح جاهين. محيط: هل ننتظر أعمالا في معرض جديد تستوحيه من قصائد شاعر آخر؟. رشدي: أنا لا أعتقد أنني سأتأثر بشاعر آخر, فالإنسان لا يجد أي شيء يمر به إلا ويجد قصيدة من قصائد جاهين تحكي عنها. محيط: ماذا كان رد فعل الحاضرين في يوم افتتاح المعرض؟ رشدي: اسعدني جدا استحسان الكثير من المشاهدين الذين تقبلوا أعمالي, وكذلك عرضي بساقية الصاوي وكم حضور الزائرين, وقد سعدت جدا بحضور الشاعر بهاء جاهين للمعرض واهتمامه به وخصوصا أنه من أقارب صلاح جاهين, وذلك منذ قابلته من أربعة أشهر, ودعوته لافتتاح المعرض حيث أعجب بالفكرة.