"اللي خلف ماماتش" مثل ينطبق علي هذا العملاق الذي لايزال مصدر الهام كل جيل جاء بعده..إنه الكاتب والشاعر والساخر والفنان والرسام.. صلاح جاهين الذي تشرب منه أولاده وأحفاده فنه وعشقه لهذا الوطن فغنوا للناس في كل مكان ، سامية جاهين ابنته هي وأحمد حداد حفيده تكلموا معنا عنه وعن الثورة. ما أهم ملامح تتذكريها لأبيك الراحل صلاح جاهين؟ -هو توفي وعمري 6 سنوات لذلك لا اتذكر عنه سوي انه كان دائما مبتهج ويضحك وكان يلعب معي كثيرا كالطفل كما كان أباً حنوناً بشكل كبير ودائما كان يقوم بتدليلي عندما كانت أمي تقوم بتعنيفي بعض الاحيان واكثر ما تذكره عنه هي ضحكته التي لم تفارق وجهه كلما رأيته لذلك كنت اتعجب من كلام البعض انه كان مصاب بالاكتئاب. ولكن دائما ما يقال إن الاكتئاب كان أحد أسباب وفاته؟ -غير صحيح ان صلاح جاهين مريض اكتئاب فالمبدعون عادة يكون لديهم بعض التضخم في مشاعرهم وهو كان مثل كل المصريين يسعد لسعاتهم ويحبط لاحباطاتهم فصلاح جاهين كان مرتبطاً بالناس ونبض الشارع المصري . اذن فأنت غير مقتنعة بدوريه بمسلسلي «العندليب» و«السندريلا»؟ - اكيد غير سعيدة بهاتين التجربتين فبهما كم من المغالطات والمبالغات والشائعات ليس لها علاقة بأبي فهو لم يدخل مصحة نفسية كما جاء بمسلسل سعاد حسني وبالتالي فكل ما جاء عنه في العندليب من وحي خيال المؤلف فما حدث في العملين شيء (اهبل) ومهين له والمشكلة ان لم يتحقق صانعو هذه الاعمال من التحقق مننا فلم يقدم اي عمل فني او وثائقي يليق بصلاح جاهين حتي الان ، فصلاح جاهين شخص سهل وبسيط جدا ومن خلال اشعاره واعماله ومقالاته الثابته ورسوماته الكاريكاتيرية في مجلة «صباح الخير» و«روزاليوسف» يمكن لاي شخص معرفته جيدا ولكن الموضوع يحتاج متابعة وبحثاً جيداً. ماذا عن رباعية "ياطير يا طاير في السما طز فيك" التي قيل عنها إنها كتبت لصلاح جاهين؟ - موضوع عبدالناصر هو رد عليه بنفسه من خلال مقال كتبه بجريدة «الأهالي» في الثمانينات ونفي هذه المقولة قائلا انه لم ولن يخون الثورة ولكنه يري بها اخطاء كما انه كتب قصيدة لعبدالناصر في آخر دواوينه"انغام سبتمبرية" الذي اصدره عام 1986 . ماذا سيكون رد فعله لو كان معنا الآن؟ - لن يختلف عن موقفنا وكان سينادي بأن الثورة مستمرة كما انه بالفعل تنبأ بهذه الثورة وبعث لشباب 25 يناير بكتابات خاصة من خلال قصيدة "ثوار" كما انه نظر لهم بأمل وقال في قصيدة أنغام سبتمبرية: خلي المكنجي يرجع المشهد عايز أشوف نفسي زمان وانا شب داخل في رهط الثورة متنمرد ومش عاجبني لا ملك ولا أب عايز أشوف من تاني واتذكر ليه ضربة من ضرباتي صابت؟ وضربة من ضرباتي خابت وضربة وقفت بالشريط في وضع ثابت؟ قال المكنجي: رجوع مفيش عيش طول مافيك أنفاس تعيش وبص شوف.. ركن الشباب صفوف صفوف ركن الشباب في السينما بيصفر مفيش وقوف ركن الشباب فيه ألف مليون شب ومش عاجبهم لا ملك ولا أب.. انظر إليهم وأنت تتذكر لماذا لم يعد لدينا صلاح جاهين آخر؟ - مصر كانت مختلفة في وقته فكان صلاح جاهين يعمل مع سيد مكاوي واحمد بهاء الدين ولويس جريس-تخيلي دول يطلعوا شغل عامل ازاي!-فقد كان يفتح بيته لكل الاجيال التي جاءت بعده وكان وجوده مؤثراً عليهم ،فمن يقوم بهذا الدور مع الشباب الآن؟! فهذه الروح لم تعد موجودة وهذا نتاج للظلم والكبت الخاص بالنظام القديم كما أنه لا يوجد سوا بيكاسو واحد وفؤاد حداد واحد وصلاح جاهين واحد ايضا. احمد حداد: جدي كان معنا في الميدان "رغم انه توفي وانا عمري سنة ونصف السنة الا انني اتذكر دائما طريقته في الرسم " جملة جاءت في ذهن احمد حداد عندما سألناه عما يتذكره عن جده الراحل صلاح جاهين ثم اكمل قائلا: ثلاثة اثروا في تكويني رغم اني لم اعاصرهم وتركوا 3 صور لا انساها حتي الآن ، سعاد حسني عندما كانت تحملني علي احد جانبيها مثل حمل الفلاحات لاطفالهم وفؤاد حداد عندما كان يسمع خطواتي وانا احبو فيخرج من المكتب ويفتح لي الباب وصورة صلاح جاهين وهو يرسم امامي فقد كان يرسم بسرعة وبدقة وكنت اري ان له اسلوباً مميزاً جدا فكنت احب ان اقف بجانبه وهو يرسم حتي بدأت اكبر واتأثر بفن صلاح جاهين واول ما لفت انتباهي في مواهبه المتعددة هي رسوماته الكاريكاتيرية العبقرية فقد كان دلئما ينصح ابي -هو ايضا يرسم جيدا- ان يرسم امامي كثيرا وبدأت بالفعل ارسم ثم بدأت علاقتي بشعر صلاج جاهين الذي كان مميزاً بين الجميع بصفته رائد شعر العامية بمصر فحتي بيرم التونسي كان يكتب بطريقة اقرب لزجل ولكن جدودي الاثنين صلاح جاهين وفؤاد حداد برعا في هذا اللون. وعما اخذه من صلاح جاهين قال: لا اجرؤ القول بأني مثله ولكن لدي حب تجربة كل ما يتعلق بلعبة الفن -كما اسميها- فأنا ارسم واكتب وامثل واحب التصوير وهو كان بارعاً في كل ما يتعلق بالفن كما انني اعتبر نفسي من الاطفال الذين كبروا علي اغاني صلاح جاهين وهي ثاني الأشياء التي بدأت استوعبها في اعماله بعد الرسم فكنت كطفل احب «الليلة الكبيرة» واوبريت «اللعبة» و«بوجي وطمطم» و«ابريق الشاي» و«صحصح لما ينجح» و«الفيل النونو الغلباوي» وهي عبقرية تحسب له لانه كان بارع في التواصل مع الأطفال ثم جاءت مرحلة تأثري بأعماله الفنية مثل «هي وهو» و«أميرة حبي انا» وطبعا «خللي بالك من زوزو» ثم توالت قراءتي لفن صلاح جاهين. وعن روح صلاح جاهين التي تلازمه قال احمد: روح صلاح جاهين دائما حاضرة في كل مواقف حياتي فأشعر بها كلما كتبت شيئا جديدا وهي تشبه الطاقة التي تحمسك دائما فدائما ما كنت اشعر بها وانا في الميدان مع بقية الشباب وكنا دائما نشعر بأنه معنا ينظر لنا ضاحكا وهو يقول: "اللي هيبعد من الميدان عمره ما هيبان في الصورة"، فأعماله ينطبق عليها مقولة "اللي ألف ماماتش" . وعن علاقته بابنته ووالدة احمد السيدة امينة جاهين قال: والدتي كانت دائما تحكي لي عن اجتهاده الشديد ومن عاداته التي لم يغيرها يوميا هو اخذ دش بارد صيف وشتاء ثم ينزل ليقابل الناس فهو كان كائن اجتماعي جدا ومحب لكل من حوله وكان يعشق الجلوس علي القهاوي وخاصة مع شلته المعروفة"الحرافيش" وكان كائن ليلي يحب ركوب الفلايك والسفر، وكانت تحكي ايضا عن علاقته الجميمية بأمه التي سمي امي علي اسمها "امينة" فقد كانت مثقفة ومتعلمة وتتكلم اكثر من لغة في وقت التعليم للسيدات لا يقمن به سوي علية القوم ولذلك تأثر بها في الثقافة وكانت تجعله دائما يقرأ ويتناقش معها في كل ما يقرأه اما والده فهو السبب في كتابته لاوبريت الليلة الكبيرة حيث كان يلف معه كل المحافظات. هييه... كفِّك يا بنت الإيه... شعرك محلّي البيريه.. عودك قصيدة شعر.. ويلزمه سواريه.. الشمس لامعة في الحلَق.. قلبي اتسرق من تكشيرات جبهتك في ساعة الجد.. من غمازات الخد.. من تنهيدات هي الحياة.. وأوكسوجين للورد.. هو احنا نعرف بعض؟ مش متأكد.. لكن بايني قابلتك في قصيدة زمان.. عن العيون الساحرة.. أو عن قهاوي القاهرة.. إنتي كمان م القاهرة؟.. بس طعم الملح في كلامك.. تبقي عروسة البحر.. قصدي اسكندرانية.. يتهزي راسك ليه.. غلط؟.. م المنيا؟ من بورسعيد؟... بتضحكي علي إيه؟ ح اعرف لوحدي ياريحة الياسمين.. خليني اقول.. شربين؟ تبقي السويس.. برضه؟.. ولا حتي من بلبيس؟ طيب يجوز تكوني من فقوس.. مانتيش من هناك.. ولا من سوهاج..ما تبل ريقي بإيجابة.. ياجميل عطشان.. شفتك في نيل أسوان؟ والا قابلتك في محطة مابين الثورة والثورة.. الليل منعش يا سمرا.. وهواه بيلاغي كوعك.. هو انتي إيه موضوعك؟.. ازاي جميلة ومبهجة وكلك حياة.. وقورتك راسمة كلمة لا.. وشعرك ريحته صبح جميل.. عارفة الكتاب اللي مدفوس بين نهودك.. صاحبه كتب عنك قصيدة زمان.. يبقي قابلتك في قصيدته دي.. وجيتي تاني وزورتي قصايدي لما كبرت.. يا شقية.. شم النسيم قرب يا معجبانية.. صاحب الكتاب اللي معاكي.. وحشني.. بقالي عمر م قابلتوش.. لكني شفته في الميدان وسمعته.. بيضم كل الأحبة الجداد مع الأحبة القدام علشان يبانوا في الصورة.. صاحب الكتاب يا قمورة.. بيرسمك دلوقتي.. لكن من السماوات.