فنانون بارزون من جيل الثمانينات يلتقون في قاعة إبداع لتزدهر القاعة بأعمال خمس فنانين متميزين في مجالات النحت والتصوير والخزف والجرافيك. محيط : رهام محمود اجتمع هؤلاء الفنانين في المعرض الذي افتتح تحت مسمى "من الثمانينات", لل"جرافيكي د عبد الوهاب عبد المحسن, والنحات جمال عبد الناصر, والخزاف محمد مندور, والفنانان عصام معروف, ومحمد عبلة", والذي تمتع بحضور كبير من الفنانين والمتلقيين. عرض الفنان عبد الوهاب عبد المحسن مجموعة من الأعمال الجرافيكية "التجريدية" التي تتميز ألوانها بالصراحة والنقاء, في نفس الوقت تتداخل هذه الألوان بنعومة ورقة فائقة لتعطي اللوحة ثراءا لونيا, فهو يستخدم اللون الأحمر, والأصفر, والأزرق بصراحتهما, ليتعايشا مع باقي الألوان في تناغم شديد مع لون الخلفية الناصع البياض, فبالرغم من اختلاف الألوان إلا أن اللوحة تظهر في توافق لوني عالي, تثري أعين المشاهد وتغذي وجدانه. أما الفنان جمال عبد الناصر فقد استخدم العديد من الخامات في تشكيل قطعه النحتية التي ظهرت فيها الطيور والأشخاص برؤية جديدة, ملونة, مجردة, كاملة أحيانا, مختزلة أحيانا أخرى, تتغنى وتتراقص في أماله, أو ساكنة, لم يهتم الفنان بإظهار شخوصه بشكلها الطبيعي, ولكنها ظهرت ممتزجة بحسه ورؤيته الخاصة معبره عن أنامله الراقية. وحينما نتجول بالمعرض نشاهد عائلة محمد عبلة الذي اتخذها موضوعا لأعماله في الآونة الأخيرة, فنرى ريشة الفنان تجسد العائلة البسيطة لتظهر جمال روحها, شاهدنا الأب يجلس منفردا, والأم عندما تحتضن أطفالها, الأبناء كلا منهم على حدة, كما تتواجد الأسرة بأكملها في لوحات, ويغيب أحد أفرادها في لوحات أخرى, لكنهم ظهروا جميعا مستعدون في وضع التقاط صورة, فالفنان منشغل بإظهار ما تحويه نفوس تلك الأشخاص مهتما بالنسب بعيدا عن التفاصيل الدقيقة. كما جاءت تجربة الفنان عصام معروف جديدة ومميزة حيث اهتم باللون الذي ظهر مسطحا في أعماله التي أخذت طابعا أوروبيا, فعندما تقع أعيننا على أعماله سرعان ما تجذبنا إليها لندخل تلك العالم الأوروبي ونتعرف على أشخاصه والأزياء التي يرتدوها, مدى بساطتها ورقيها في الوقت نفسه, لم يفرط معروف في استخدام اللون فقد أستخدم لونا واحدا في التعامل مع بورتريهاته شديد الصلة بالخلفية الأحادية اللون أيضا, وهذا ما اتبعه في لوحات الأحذية التي ظهرت كبيرة وملفته بحجم اللوحة, متناوله من زوايا مختلفة. بينما تأتي خزفيات مندور في إتقان شديد, فقد ظهر الإناء الخزفي في أشكال مختلفة ومتنوعة, سطوحها ناعمة وملساء, تذكرنا بالفخار المصري القديم الشديد البساطة والصعوبة في نفس الوقت, كما استخدم الفنان الألوان البنية في طلاءها.