افتتح الفنان مصطفي حسين نقيب التشكيليين معرض الفنانة هبة خورشيد بقاعة محمد ناجي بأتيلية القاهرة تحت عنوان "كلام أحلام", حضر حفل الافتتاح كمال الجويلي رئيس الجمعية المصرية للنقاد, والناقد سيد هويدي مدير مركز سعد زغلول, كما حضر نخبة كبيرة من الاعلامين والمتذوقين. محيط رهام محمود رغم ارتيادها القارات الخمس وتشبعها برؤية حضارات الشرق والغرب إلا أن الروح المصرية مازالت تتغلغل فيها وتنعكس على لوحاتها التي تقترب بشكل ما من الواقعية السحرية. تعرض الفنانة هبة نحو ستة وعشرون لوحة زيتية, تجمعها عناصر متعددة اخضعتها لرؤيتها الذاتية المرتبطة بالخيال والحلم وشفافية التعبير, ويلاحظ المتلقي تنوعا في اسلوب التعبير لدى الفنانة يتراوح بين التعبيرية المتمثلة في تحوير النسب, والإنطباعية في ألوانها الوردية الرقيقة التي تنوعت بدرجاتها الهادئة المختلفة, إلى جانب التبسيط الذي يقترب من التلقائية العفوية, كما يشيع في كل أعمالها ذلك التماسك الواضح في حبكة التكوين وهارمونية العلاقات داخل العمل الفني. تمحورت اغلب اللوحات في مشاهد الحياة اليومية, والأماكن التاريخية, وحياة الريف, والمناظر الطبيعية. ففي تلك اللوحات نراها تعبر عن المرأة في حالات مختلفة كالإنتظار, أو الاستمتاع برؤية منظر طبيعي, أو في وقفة تأمل, كما تسير حالمة في أجواء الطبيعة, وفي مشهد سحري تظهر امرأة جالسة بأقصى اليسار امامها شجرة جرداء, بينما الخلفية مليئة بالأشجار بدرجات لونية ضبابية باهتة كأنهم يسبحون في الخيال. انقسم المعرض إلى مجموعتين, ودخلت الفنانة مرحلة جديدة ابيض واسود تمثلت في عشر لوحات, حيث نرى الزهور غير ملونة بألوانها المبهجة بل ارادت الفنانة تصويرها بالأبيض والأسود تعبيرا عن إحساسها بالزهور التي فقدت ألوانها ورائحتها واصبحت منظرا يشاهده الإنسان فقط. كما عبرت الفنانة عن العلاقة بين الرجل والمرأة, فصورت مشهدا للأسرة يضم الأم والأب والأبناء داخل البيت, ورجل وامرأة في وضع إنتظار إلتقاط صورتهما, كما يتناجيان في لوحة أخرى تبدو أعلاها مساحة وردية رمزا للحب. وفي المناظر البحرية تظهر خبرة الفنانة في الإلتزام بالنسب الكلاسيكية في المشهد في شكله الأفقي, بحيث نلاحظ في إحدى اللوحات قاعدة الثلث والثلثين بين امامية اللوحة وخلفيتها, بينما يخترق الشراع الأبيض صاعدا من الماء إلى عنان السماء. احست الفنانة بالحنين للمنظر الذي نفتقده, فهي عاشقة للطبيعة والحياة الأسرية, فقد عبرت عنهما بخيال جامح, متمسكة بذاتها المصرية الشعبية الأصيلة, معبرة عن الوجدان الإنساني بإحساس مرهف وبريشة صادقة.