الرياض: قال الشيخ عبد المحسن بن ناصر العبيكان عضو مجلس الشورى والمستشار بوزارة العدل السعودية أن الله قال في محكم التنزيل (ما جعل عليكم في الدين من حرج)وقال (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) وقوله (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) ويقول النبي صلى الله علية وسلم (إذا أمرتكم بأمر فاتوا منه ما استطعتم ) فهذه النصوص تدل على يسر الشريعة ولهذا أخذت قواعد من هذه النصوص كقاعدة المشقة تجلب التيسير وكلما ضاق الأمر اتسع وغيرها من القواعد التي تبين أن الشريعة الإسلامية ترفع الحرج عن الأمة لكن قول افعل ولا حرج هذا مقيد بزمان ومكان وأعمال محدودة تقدم بعضها على بعض. ولا يجوز الاستدلال بهذا الحديث بغير ما ورد بشأنه فالذي يستدل بحديث افعل ولا حرج في جميع الأمور هذا يفتح باب التلاعب بالدين ..والأعمال التي أوجبها الشارع ليس فيها حرج أصلا لان الله قال ما جعل عليكم في الدين من حرج فالذي يقول أن الواجبات فيها حرج ولذلك يريد أن ييسر على الأمة فيسقط الواجبات هذا تلاعب بالدين بل الواجب أن ييسر على الأمة فيما ليس فيه دليل على الوجوب فلذلك الدين فيه يسر وسهولة وليس فيه مشقة أبدا وما جاء في النصوص من وجوب الواجبات فهو متضمن للرفع الحرج . والحج أموره كبقية الأمور إنما افعل ولا حرج هذا مقيد بإعمال يوم العيد وهى رمي جمرة العقبة وطواف الإفاضة والحلق أو التقصير وذبح الهدي فإذا قدم بعضها على بعض فلا حرج ولا يجوز الاستدلال بهذا الحديث في غير هذا العمل . وأشار الدكتور هشام الزير أستاذ الفقه المقارن وعميد القبول والتسجيل بجامعة الطائف أن الله سبحانه وتعالى أعطانا قاعدة وهى قولة (ما جعل عليكم في الدين من حرج ولكن يريد أن يطهركم وليتم نعمته عليكم ) ففي أعمال الحج مثلا أن الحاج علية أن يبيت في منى ولكن لم يجد له مكان للمبيت ففي هذه الحالة يسقط عنة المبيت رفعا للحرج . وبالنسبة للواجبات والأركان المجمع عليها فلا احد يتعرض إليها ولا احد يقول بترك رمي جمرة العقبة لرفع الحرج في ذلك وغيرة لكن تأتي في بعض المسائل الفقهية التي لها أصول عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل قضية المبيت بمزدلفة فبعض الفقهاء يرى الاكتفاء بجزء من الوقت والأخر يرى إلى منتصف الليل ,وأضاف أن الدين مبني على التيسير فإذا وجد الإنسان أمرين احدهما اقرب إلى التيسير والآخر اقرب للتعسير فنقول له ينبغي أن تسلك الأمر الميسر لك .?