بغداد : رأت الصحافة الأمريكية أن العراق وجه صفعة قوية للرئيس الأمريكي جورج بوش أمام إدارته ، خاصة بعد تصريحات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي قال فيها إن الاتفاقية الأمنية مع واشنطن وصلت لطريق مسدود ، وإعلان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تشكيل مجموعات خاصة لقتال الاحتلال، لتثبت أن سياسته فشلت في هذا البلد القابع تحت مرارة الاحتلال منذ خمس سنوات . وقالت الصحافة الأمريكية إن إدارة بوش تعرضت ل"نكستين"، بسبب الرفض العراقي الواسع للاتفاقية الأمنية ، حيث أوضحت صحيفتا "واشنطن بوست" و"لوس انجلوس تايمز" أن السياسة الأمريكية الحالية في العراق تعرضت إلى نكسة قوية ، عندما رفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي علنًا، شروط بوش الرئيسية التي تحكم مستقبل الوجود الأمريكي في البلد المحتل. وكان المالكي قد ذكر، في تصريحات صحيفة خلال زيارته إلى الاردن أن المفاوضات التي تجريها حكومته مع الولاياتالمتحدة حول الاتفاقية الاستراتيجية وصلت إلى طريق مسدود بسبب المطالب الأمريكية التي "تنتهك السيادة العراقية" . وقال المالكي: "المعاهدة لا تعدو كونها مسودة أفكار رفضها بالإجماع مجلس رسم السياسات العراقي" ، مضيفًا أن "الأفكار العراقية مرفوضة أمريكيا والأفكار الأمريكية مرفوضة عراقيا. وصلنا إلى طريق مسدود، وحين درسنا الاتفاقية وجدنا أنها تخل خللا كبيرا بسيادة العراق". إلا أن بوش من أجل تحسين وجهه سارع بالتأكيد أن الاتفاقية ستوقع في موعدها نهاية يونيو / حزيران الجاري ، وهو ما وضعه في موقف محرج أمام الشعب الأمريكي الذي أصبح مقتنع بأن بوش يريد أن يورط خلفه في الرئاسة في مستنقع الأخطاء بالعراق . وقالت صحيفة " نيويورك تايمز" إن هناك حاجة أمريكية لترك التفاوض بشأن العراق مع الإدارة الأمريكية القادمة ورحيل بوش مطلع عام 2009 . وأعربت الصحيفة -التي دعت الكونجرس والشعب الأمريكي إلى رفضها – عن اعتقادها بأن الاتفاقية الأمنية التي يجري التفاوض بشأنها ترمي لإلزام الرئيس الأمريكي المقبل بمتابعة سياسة بوش الراهنة في العراق. وأضافت :" من الغرابة أن بوش، بدفعه بهذا الاتجاه بشدة، قد يحقق ما بدا محالا: وهو توحيد الجماعات العراقية الاثنية والسياسية المتفرقة". وكانت الصفعة الثانية التي تلقها الرئيس بوش من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والذي أعلن تخصيص قوة من جيش المهدي لمقاومة القوات الامريكية، في خطوة ينهي فيها الهدنة وعملية تجميد جيش المهدي وتحويل المقاومة من السلمية إلى المسلحة . ويرى أغلب المراقبون أن تجميد جيش المهدي لنتشاطه كان السبب في تراجع عدد قتلى القوات الأمريكية في العراق ، مما قلل من الضغوط الشعبية على بوش ، خاصبة بعد تخطي عدد القتلى الأمريكان في العراق حاجز ال4000 منذ الغزو.