نفت وزارة الدفاع البريطانية وجود أي اتفاق سري أو تسوية مع الجيش المهدى منعت قواتها من دخول البصرة وقالت إن القوات البريطانية قدمت " مجموعة متنوعة من المساعدات العسكرية" للعملية العراقية. وكانت انباء قد وردت حول أبرام القوات البريطانية اتفاقا سريا مع جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر لمنع الجنود البريطانيين في العراق من مساعدة حلفائهم الأمريكيين والعراقيين خلال معارك جرت في مدينة البصرة. وذكرت صحيفة تايمز أن القوات البريطانية اضطرت إلى مراقبة الأحداث لمدة أسبوع في شهر مارس/ آذار في الوقت الذي خاضت فيه القوات الأمريكية والعراقية معارك ضد المتشددين في مدينة البصرة الجنوبية بسبب الاتفاق الذي أبرم مع الحركة الشيعية التي يتزعمها مقتدى الصدر. وقالت صحيفة "تايمز" إنه بموجب الاتفاق مع جيش المهدي الذي قالت إنه يستهدف تشجيع الحركة الشيعية على العودة إلى الساحة السياسية لم يكن بوسع أي جندي بريطاني دخول البصرة دون تصريح من وزير الدفاع ديس براون. ونقلت الصحيفة عن اللفتنانت كولونيل تشاك وسترن وهو ضابط كبير من مشاة البحرية الأمريكية يقدم المشورة للجيش العراقي قوله "لم أكن سعيدا بهذا الاتفاق، وأضاف "الكل افترض أنه بسبب إبرام هذا الاتفاق لن يدخل أحد البصرة وإبرام اتفاق مع الأشرار هو بشكل عام فكرة سيئة." لكن بيان وزارة الدفاع قال "القيد الوحيد على مشاركتنا كان اهتمام رئيس الوزراء المالكي بأن ينظر سكان البصرة إلى العملية على أنها بقيادة عراقية." كما نقلت الصحيفة عن مصدر كبير بوزارة الدفاع البريطانية قوله إن هذا الاتفاق أضر بشدة بسمعة بريطانيا في العراق. وقالت وزارة الدفاع إنه بينما أيدت دائما جهود العراقيين للمصالحة مع المسلحين "فإن القول بأن هذا يعرقل الدعم البريطاني للعملية إنما هو هراء، ولقيت القوات العراقية مقاومة قوية عندما أمرها رئيس الوزراء نوري المالكي بدخول البصرة لمحاربة المتشددين. وقدمت القوات الأمريكية دعما للجيش العراقي لكن بريطانيا استبعدت نشر قوات في البصرة في الأيام الأولى من العملية. وانسحبت القوات البريطانية من وسط مدينة البصرة في سبتمبر/ أيلول وتراجعت إلى مطار البصرة وسلمت السيطرة الأمنية على محافظة البصرة الغنية بالنفط إلى العراق في ديسمبر/ كانون الأول. (رويترز)