بغداد : كشفت مصادر عراقية مطلعة عن مخاوف من عملية عسكرية واسعة قد تنفذها القوات العراقية بدعم الاحتلال الأمريكي في مدينة الصدر التي يعيش فيها أكثر من مليوني شخص . ونقلت جريدة "القدس العربي" عن شهود عيان أن الجنود العراقيين طالبوا السكان الخروج من احيائهم ، وذلك عبر مكبرات الصوت فيما واصلت القوات الامريكية قصفها الجوي للمدينة . وتقع اشتباكات مسلحة بين قوات اميركية وعراقية من جهة وميليشيا جيش المهدي التابع للتيار الصدري منذ نهاية مارس / آذار الماضي في مدينة الصدر معقل التيار الصدري شرق بغداد. في سياق متصل ، أعلن ناطق باسم التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشاب مقتدى الصدر أن ممثلين عن التيار وعن الائتلاف الشيعي الحاكم يجرون مفاوضات لبحث انهاء الازمة ووقف الاشتباكات التي تقع في مدينة الصدر. ونقلت جريدة "الشرق الأوسط "عن صلاح العبيدي الناطق باسم التيار الصدري قوله "وفدا من الائتلاف العراقي عقد أمس الجمعة مفاوضات مع التيار الصدري لبحث الأسس التي يمكن من خلالها التوصل الى حلول لإنهاء الأزمة" رافضا الكشف عن مزيد من التفاصيل. وأشار العبيدي الى ان الجلسة تمثل الجولة الثانية من المباحثات التي تجري في بغداد بين الطرفين ، مشددًا على أن "المباحثات ستكون بمثابة البداية الحقيقية على طريق انهاء الازمة". وأعلن العبيدي في وقت سابق عن قيام الائتلاف العراقي بتشكيل لجنة تضم الشيخ خالد العطية النائب الاول لرئيس مجلس النواب، وهادي العامري رئيس منظمة بدر المرتبطة بالمجلس الأعلى الاسلامي العراقي، وعلي الأديب النائب عن حزب الدعوة ومحمد السهلاني العضو عن الائتلاف الموحد. وقام التيار الصدري بتشكيل لجنة مؤلفة من النائب نصار الربيعي الناطق باسم الكتلة الصدرية في مجلس النواب والعبيدي والنائب محمد الكريماوي، وفقا للمصدر. من جانبه، أكد سامي العسكري عضو البرلمان العراقي والقيادي في الائتلاف العراقي الموحد، أن مبادرة الائتلاف حول الحل لفك الحصار عن مدينة الصدر هي بالاصل مبادرة حكومية طرحت قبل ايام ودعمها الائتلاف العراقي والتحالف الكردستاني. وأشار العسكري إلى ان رفع الحصار عن مدينة الصدر يأتي من خلال تسليم الاسلحة الثقلية والخفيفة للمسلحين في المدينة وتسليم المطلوبين، مؤكدا أن الحل السياسي بالنسبة لجيش المهدي يأتي ايضا من خلال رسالة الرئيس العراقي جلال الطلباني بعدم اشتراك أي مكون سياسي إذا كان يملك ميليشيات، والحل هو حل جيش المهدي منوها بأن "بعض الأطراف في التيار الصدري يتعاطفون او انهم يقبلون بهذه المقترحات ولكن الحل ليس بيدهم لأن القرار بيد السيد مقتدى الصدر وهو ليس في العراق الآن، ولذلك فان المفاوضات تبدو مؤجلة لحين اتخاذ قرار من قبل السيد مقتدى الصدر".