بغداد : كشفت مصادر مطلعة أن العراق يقف على أعتاب حرب جديدة أطرافها الشيعة مع اقتراب موعد انتخابات المحافظات في أكتوبر/تشرين الأول ، وبعد اشتباكات البصرة التي دارت بين القوات الحكومة وعناصر جيش المهدي. ونقلت جريدة "القدس العربي" عن المصادر أن المواجهات الأخيرة التي انتهت بمبادرة من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر كشفت عمق الخلافات بين شيعة العراق ، كما إنها وضعت البلاد على أبواب مرحلة جديدة في دائرة العنف. وقال مصطفي علاني وهو محلل بمركز بحوث الخليج :" شهر العسل بين شيعة العراق لن يدوم طويلا لا سيما وان موعد الانتخابات المحافظات التي تجرى بحلول اكتوبر/تشرين الاول يقترب". ومن المتوقع أن يخوض المجلس الاعلي الاسلامي العراقي وهو أكبر حزب شيعي في الحكومة وحليف لحزب الدعوة الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي معركة الانتخابات المحلية في مدينة البصرة بمواجهة التيار الصدري وحزب الفضيلة الذي يسيطر علي صناعة النفط المحلية. وكشفت صحيفة "اندبندنت اون صاندي" البريطانية إن التيار الصدري يعتمد في معركته الانتخابية علي الفقراء الشيعة فيما يعتمد منافسوه من جماعة الحكيم علي الملالي والمرجعيات وملاك العقارات والتجار. وقالت الصحيفة إن الحكومة العراقية تعرف ان الصدريين سيفوزون في الانتخابات ولهذا قامت باستهدافهم ، الا ان قرار ارسال 15 الف جندي عراقي للمدينة انهي هدنة استمرت 9 اشهر اعلن عنها مقتدي الصدر، حيث انتشر العنف من البصرة لمعظم مدن الجنوب اضافة لبغداد التي يسيطر الصدريون علي نصفها. ومن جانبه، قال حازم النعيمي وهو محلل سياسي :"المواجهة لم تنته بعد وانها مجرد هدنة والانتخابات المحلية ستفجر المعركة مرة اخري". وتوجه المالكي الي البصرة يوم الثلاثاء الماضي ليشرف بنفسه علي العملية العسكرية التي قال انها تستهدف تطهير المدينة التي يغيب عنها القانون والتي تسيطر عليها عصابات اجرامية وميليشيات متحالفة مع احزاب شيعية مختلفة. وأشاد مسؤولون امريكيون وبريطانيون بالعملية باعتبارها دليلا علي القوة المتنامية للجيش العراقي لكن بحلول مطلع الاسبوع تعثرت بدرجة كبيرة بعد ان فشلت القوات العراقية في اخراج المسلحين من معاقلهم. وأضطر الأمر وزير الدفاع العراقي إلي الاعتراف بأنه رغم الاجراءات الكثيرة التي اتخذت للتحضير للعملية الا ان قواته لم تكن مستعدة لمثل هذه المقاومة الشرسة. وتدخلت القوات الامريكية والبريطانية وشنت هجمات بالطائرات والمدفعية لدعم القوات العراقية.