بغداد: وقع انفجار كبير وسط العاصمة العراقية بغداد صباح اليوم الإثنين، بعد دقائق من وصول نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني في زيارة مفاجئة إلى العراق لم يتم الإعلان عنها. وقد سمع دوي الانفجار الذي هز وسط بغداد، حوالى التاسعة صباحا (السادسة بتوقيت جرينتش) بعد وقت قصير من الاعلان عن بدء زيارة النائب تشيني ، ولم ترد تفاصيل إضافية حول الانفجار وأسبابه . وتهدف زيارة تشيني إلى التأكيد على تحسن الوضع الأمني على الأرض وتشجيع التقدم السياسي عشية الذكرى الخامسة لاجتياح العراق. ومن المتوقع أن يلتقي تشيني قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس وسفير الولاياتالمتحدة ريان كروكر، وكذلك رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومسئولين عراقيين آخرين. وتفيد التقارير الصحفية بأنه من المقرر أن يبدأ نائب الرئيس الأمريكي جولة لتسعة ايام في الشرق الاوسط تشمل سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية واسرائيل والضفة الغربية بهدف احياء عملية السلام على المسار الاسرائيلي الفلسطيني، وكذلك تركيا. وتشكل ملفات الأمن في العراق وأفغانستان والملف النووي الإيراني، والأوضاع في الأراضي الفلسطينية ولبنان, إضافة إلى ارتفاع أسعار النفط أبرز محور محادثاته مع القادة. وقد استبعدت صحيفة "شينخوا ديلى تليجراف" الصينية أن تسفر جولة ديك تشيني عن إحراز تقدم جوهري في الشرق الأوسط. ولفتت الصحيفة فى تعليق نشرته اليوم الى أن جولة تشيني تأتي بعد حوالي شهرين من زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الى المنطقة ، وبعد أقل من أسبوعين على زيارة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ، فيما تأتي عشية الذكرى الخامسة للحرب ضد العراق. وإرتأت الصحيفه الصينية أن الأهداف الرئيسية للجولة تتمثل في دفع محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية الى الأمام والسعي لكسب دعم للعراق بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة للحرب عليه وحشد تأييد دول المنطقة للانضمام الى الولاياتالمتحده في جهودها الرامية لكبح جماح النفوذ الايراني ولاجبارها على التخلي عن برامجها النووية. وذكرت الصحيفه أن عموم جماهير دول المنطقة غير متفائلة بإحراز أي تقدم مهم في أي من الأهداف الثلاثة خاصة وأن جولة تشيني تأتي وسط نزاعات متفاقمة بين إسرائيل والفلسطينيين وحمامات دم في العراق وطبول تقرع مدوية تنذر بحرب جديدة فى المنطقة . ونسبت الى "جون الترمان" مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية - ومقره واشنطن - قوله "إن الحالة العامة بين الفلسطينيين والاسرائيليين شهدت تدهورا بشكل لا يصدق في الأسابيع الستة الماضية منذ زيارة الرئيس بوش الى هناك". أما فيما يتعلق بمحاولة كسب دعم العراق في الذكرى السنوية الخامسة للحرب عليه بقيادة الولاياتالمتحدة، فقد ذكرت الصحيفة أن مسئولين أمريكيين بدأوا بالفعل مفاوضات مع نظرائهم العراقيين حول الترتيبات الرسمية لعلاقة طويلة الأمد في المجالات السياسية والاقتصادية والامنية بين الطرفين. وتأتي زيارة تشيني غداة وصول السناتور جون ماكين مرشح الجمهوريين الى الانتخابات الرئاسية الامريكية في زيارة مفاجئة للعراق ، وذلك قبل يومين من موعد جولته إلى الشرق الأوسط وأوروبا في محاولة لترسيخ صورته كرجل دولة . ويسعى ماكين إلى الوقوف بنفسه على أثر استراتيجية زيادة القوات الامريكية في العراق، وهو الاقتراح الذي أيده بقوة وتتوقف عليه طموحاته في الوصول إلى البيت الأبيض. ونقلت جريدة "الشرق الأوسط" عن محللين :" الزيارة تعتبر بمثابة إعداد خارجي لماكين وايضا خطوة تهدف إلى دعم موقفه لدى الناخبين الامريكيين على الصعيد الخارجي".