بغداد: وصف وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الخلاف الحالي مع تركيا بشأن متمردي حزب العمال الكردستاني بانه خطير، ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" اعتباره أن الخطط التركية لشن عمل عسكري شمال العراق تمثل تهديدا لسيادة العراق ووحدة أراضيه. مضيفا أن الشعب والحكومة العر اقية متحدين في مواجهة هذه التهديدات. كما أكد صعوبة تنفيذ طلب أنقرة من بغداد باعتقال قادة حزب العمال الكردستاني وتسليمهم لتركيا. وأوضح أن المتمردين الأكراد يختبئون بسلاحهم وعتادهم الكثيف في مناطق جبلية وعرة خارج سيطرة الحكومة العراقية. وجاءت تصريحات زيباري عقب فشل محادثات وفد عراقي في أنقرة الجمعة الماضية، وسعى العراقيون لإقناع أنقرة بالتخلي عن خيار العمل العسكري. لكن الحكومة التركية رفضت مقترحاتهم التي تضمنت تعزيز المواقع الحدودية للجيش العراقي لمنع تسلل المقاتلين الأكراد، وتشكيل لجنة ثلاثية تركية عراقية أمريكية لتنسيق جهود مكافحة المتمردين، وفي طهران قال وزير الخارجية التركي علي باباجان إن بلاده ستلجأ لجميع الوسائل الدبلوماسية والعسكرية للتصدي لمتمردي حزب العمال الكردستاني. وأضاف باباجان في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني منوشهر متكي أن صبر تركيا نفد تجاه المتمردين الأكراد وأن لديها وسائل مختلفة للتصدي لهم، إلا ان باباجان لم يحدد طبيعة هذه الخيارات، وتأتي محادثات الوزير التركي في طهران في إطار تحركات دبلوماسية مكثفة لبلاده بشأن موضوع المقاتلين الأكراد. وأضاف باباجان أن تركيا تولي أهمية كبيرة لمحاربة ما وصفه بالإرهاب وأيضا لوحدة أراضي العراق، ووجه الوزير التركي الشكر لإيران لمساعدتها بلاده في التصدي للمتمردين الأكراد، وقال إن محادثاته مع متكي تناولت استمرار هذا التعاون الذي لم يحدد أيضا طبيعته. من جهته اتفق متكي مع الوزير التركي في وصف حزب العمال الكردستاني بأنه منظمة إرهابية، وتعهد الوزير الإيراني بتعاون بلاده مع تركيا في التصدي للحزب لكنها أشار إلى أن بلاده تفضل الوسائل الدبلوماسية، وقد أجرى باباجان أيضا محادثات مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وكان الرئيس الإيراني أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره التركي عبد الله جول الذي أبلغه بأن الحلول الدبلوماسية بدأت تنفد. وفي بغداد أعلن بيان للحكومة العراقية ان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أجرى اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء العراقي نور المالكي اتفقا فيه على ضرورة التوصل لتسوية دبلوماسية و أن العمل العسكري ليس الخيار الوحيد لحل الأزمة، وفي إطار الجهود الدبلوماسية أيضا تصل وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى أنقرة الخميس المقبل لإجراء محادثات تهدف أيضا لإقناع تركيا بالتخلي عن الخيار العسكري.