أنقرة : يوقع العراق وتركيا اليوم الخميس اتفاقا لمكافحة الارهاب ينص على التصدي لمسلحي حزب العمال الكردستاني المتمركزين في كردستان العراق. وكانت تركيا قد حذرت الحكومة العراقية من امكانية توغل القوات التركية الى داخل الاراضي العراقية لمطاردة عناصر الحزب ما لم تقم الحكومة العراقية بالتصدي لنشاطات الحزب داخل العراق حسب قول الحكومة التركية. وقد افضت المباحثات التي اجراها وزير الداخلية العراقي جواد كاظم البولاني مع نظيره التركي بشير أتالاي في أنقرة إلى التوصل إلى الاتفاق الأمني الذي لم تتضح كل تفاصليه. وحسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن الاتفاق سيمكن القوات التركية من القيام بما سمي "بالمطاردة الساخنة" أو القيام بعمليات عسكرية محدودة لمطاردة عناصر الحزب داخل الاراضي العراقية لكن بعد الحصول على تصريح مسبق من الحكومة العراقية. وصرح البولاني ان الاتفاق الامني "يشمل جملة من القضايا من بينها تبادل المشتبهين وتفعيل التعاون الامني بين الجانبين". واضاف البولاني "ان اعداء الشعب التركي والديمقراطية التركية هم اعداء الشعب العراقي والديمقراطية في العراق". وافادت تقارير بأن الجانبين سيقيمان مكاتب اتصالات على حدود الدولتين من أجل دعم جهودهما ضد عناصر حزب التي لجأت إلى كردستان العراق. وكان رئيس وزراء العراق نوري المالكي ونظيره التركي رجب طيب اردوغان قد وقعا في اغسطس/ آب الماضي مذكرة تفاهم حول التعاون الأمني هي التي أفضت إلى الاتفاق الحالي. وتقول تركيا أن آلاف المقاتلين من حزب العمال الكردستاني يستخدمون شمال العراق كقاعدة خلفية لشن عمليات على أراضيها. وتتهم تركيا سلطة اقليم كردستان العراق بالتغاضي عن انشطة حزب ودعم مقاتليه بالعتاد والذخيرة. وكانت تركيا قد هددت مرارا بضرب قواعد الحزب في العراق إذا فشل العراق والولايات المتحدة في احتواء انشطة عناصر الحزب الذي كثف هجماته العام الجاري ضد تركيا. وقد قتل عشرات الاف الأشخاص في أعمال العنف، بينهم 80 جنديا تركيا قتلوا هذه السنة. يخوض الحزب صراعا مسلحا ضد الحكومة التركية منذ عام 1984 وهناك شكوك بمدى قدرة الحكومة المركزية في بغداد ، والتي لا تملك فعليا أي سلطة على اقليم كردستان الذي يتمتع بالحكم الذاتي، على اقناع أكراد العراق بالعمل ضد حزب العمال الكردستاني. ويخوض حزب العمال الكردستاني صراعا مسلحا ضد الحكومة التركية منذ 1984 من اجل الحصول على الاعتراف الرسمي بحقوق الاكراد القومية في تركيا بينما كانت تركيا ترفض حتى وقت قريب حتى الاعتراف بوجود اكراد في تركيا وكانت تصفهم باتراك الجبال. ويعتبر الاكراد ثاني قومية في تركيا بعد الاتراك ويناهز عددهم حوالي 15 مليون نسمة ويتركزون في الجنوب الشرقي من تركيا. وتسيطر الاحزاب الكردية في تركيا على المجالس المحلية في اكثرية المدن ذات الاغلبية الكردية، كما فاز في الانتخابات البرلمانية الاخيرة اكثر من 20 مرشحا عن الاحزاب الكردية التركية.