غزة: هاجمت حركة "حماس" الفلسطينية تعامل السلطات المصرية مع قافلة "شريان الحياة3" التي تحمل متضامنين أوروبيين ومساعدات لقطاع غزة المحاصر. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة اليوم الأربعاء: " إن تَصرف مصر مع المتضامنين مع شعب غزة المُحاصر تَصرف غير أخلاقي ولا إنساني ولا ينسجم مع تطلعات أهالي غزة تجاه القيادة والشعب المصري". وكانت قوات الأمن المصري اشتبكت مع المشاركين بالقافلة الذين تظاهروا بميناء العريش البحري احتجاجا على منع السلطات المصرية عبور بعض حافلاتهم من معبر رفح إلى قطاع غزة ومحاولة إجبارهم على عبورها من منفذ خاضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، وأدت الاشتباكات إلى جرح العشرات من المتضامنين ورجال الشرطة. وأضاف برهوم في اتصال هاتفي مع قناة "الجزيرة" الاخبارية : "إن الشعب الفلسطيني كان ينتظر من الأمن المصري قيامه بنفس التصرف الذي قام به الأمن التركي والأوروبي والسوري تجاه القافلة من عون لمساعدتها في فك الحصار على القطاع في ذكرى الحرب الهمجية التي قام بها الكيان الصهيوني على قطاع غزة". وتابع: "إن قيام الأمن المصري بسفك دماء الناشطين الفرنسيين في ميدان التحرير وسفك دماء الناشطين في العريش يتفق مع تطلعات الكيان الصهيوني الذي يريد المزيد من الحصار للشعب الفلسطيني". واستطرد: " إن بناء الجدار الفولاذي (الذي تبنيه مصر على حدود غزة) وإيقاف القوافل الإنسانية التي يجب دعمها هو أمر مشين للقيادة المصرية ويعبر عن توجه غير أخلاقي ولا إنساني وغير محترم تجاه أحد أهم القضايا التي يتعلق بها الشعب المصري". وأوضح أن هذه التصريحات لا تقلل من دور مصر الهام في العديد من الملفات الفلسطينية الساخنة. وكان برهوم قال في وقت سابق "إن اعتداء الأمن المصري على متضامني القافلة هو اعتداء على سيادة 40 دولة عربية وإسلامية وأوروبية تمثلها القافلة". وقال: "هذه القافلة جاءت بهدف إنساني وأخلاقي نبيل، والاعتداء عليها بهذا الشكل عمل لا إنساني وغير مبرر، مضيفاً أن منع القافلة من الوصول لغزة وعرقلة وصولها ومحاولة الاستيلاء عليها سيبقى يشكل فضيحة ووصمة عار تلاحق المسؤولين عنها". وتابع: "من المستغرب والمستهجن أن يسرح ويمرح الصهاينة في أرض الكنانة مصر ويسكرون ويخمرون ويرقصون في قلب القاهرة بحراسة الأمن المصري، (في إشارة للمشاركين اليهود في عيد مولد أبو حصيرة) في حين يحاصر أهل غزة ويمنعون من السفر ويمنع حتى من يتضامن معهم أو يريد المساعدة في كسر الحصار عنهم". ويشار الى أن الناشطين الذين يبلغ عددهم نحو 500 شخص، وبينهم النائب البريطاني جورج غالاوي، كسروا السياج الفاصل عند مدخل مرفأ العريش وتجمعوا احتجاجا على قرار السلطات المصرية منع عدد من الشاحنات، التي يبلغ عددها 198 شاحنة محملة بالأغذية والمواد الطبية، من الانتقال مباشرة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح. وقام الناشطون باقفال مدخلي المرفأ بسياراتهم ومنعوا مئات عناصر الشرطة الذين انتشروا في المكان من الوصول إلى المرفأ، كما أطلقوا هتافات تطالب برفع الحصار عن قطاع غزة. وسمحت السلطات المصرية ل139 آلية فقط بالمرور عبر معبر رفح الفاصل بين مصر وقطاع غزة، في حين طلبت من الشاحنات الاخرى، البالغة 59 شاحنة، بالمرور عبر معبر العوجا الفاصل بين مصر وإسرائيل. وكانت قافلة الشاحنات وصلت الاثنين الى العريش قادمة بحرا من سوريا بعد أن توقفت أياما عدة في الأردن. وكان المسؤولون عن القافلة يريدون دخول مصر عبر مرفأ نويبع على البحر الاحمر من مرفأ العقبة الاردني الا أن القاهرة رفضت ذلك وأصرت على دخولهم عبر مرفأ العريش.