أعلنت مصادر طبية عن جرح 40 ناشطا من أعضاء قافلة "شريان الحياة 3" مساء الثلاثاء (5-1-2010)، في مدينة العريش إثر اشتباكات وقعت بين الشرطة المصرية وناشطين يشاركون في قافلة "شريان الحياة" التي تحمل مساعدات غذائي وطبية إلى قطاع غزة. وقال ناشطون ان 40 من أصل 520 ناشطا كانوا يتظاهرون ضد قرار مصر نقل قسم من شاحناتهم عبر المعابر الصهيونية الى غزة، قد جرحوا. واستعملت قوات الأمن المصرية خراطيم الرمال المذابة فى المياه لإرغام الناشطين على العودة الى داخل ميناء العريش بعد ان تظاهروا أمامه احتجاجا على إجبار عدد من شاحناتهم على الانتقال الى قطاع غزة عبر المعابر الصهيونية. وصرح زاهر البيراوي الناطق الإعلامي باسم القافلة، في تصريحات صحفية، إن السلطات الأمنية المصرية استخدمتالقوة المفرطة ضد المتضامنين الدوليين، مشيرا إلى أن هناك عشرات الإصابات؛ بينهمثلاثة على الأقل من أعضاء الوفد الأردني، في حين لحقت أضرار بالغة بأكثر من عشرسيارات محملة بالمساعدات وقال البيراوي: "إن السلطاتالمصرية ترتكب مذبحة بحق المتضامنين الدوليين"، مؤكدا أن القوات الأمنية المصريةاقتحمت ميناء العريش وبدأت بضرب المتضامنين بالعصي وقذفتهم بمطر من الحجارة، علىحد تعبيره. وأشار إلى أن السلطات المصريةأحضرت سيارات مليئةً بكميات كبيرة من الحجارة لقذف المتضامنين، وقال: "هذه مجزرةلم يشهد التاريخ مثيلا لها من قبل". وناشد البيراوي كل أحرار العالمأن يقفوا وقفة رجل واحد لمنع ما يحصل ضد قافلة "شريان الحياة" في الجانب المصري،داعيا في الوقت ذاته السلطات المصرية إلى أن "تكف عن هذا الجنون". ولفت إلى أن المنظمين كانوا قد عقدوا خلالساعات النهار اجتماعا مع مفاوض من الجانب المصري، إلا أنه ترك الاجتماع بصورة مفاجئة وانسحب منه دون أن يبلغ الحضور بأي شيء، مشيرا إلى أنه كان من بين المجتمعين عشرة نواب أتراك، بالإضافة إلى قائد القافلة جورج جالاوي. وأشار إلى أن المتضامنين شعروابأن هناك "مؤامرة"، خاصة بعدما شاهدوا البوليس المصري وهو يطوق الميناء من كل الجهات بقوات بلغت أكثر من ألف عنصر أمني، ثم سرعان ما اندلعت اشتباكاتبالمكان، وتحول الميناء إلى ما يشبه "ساحة المعركة". وأكد مشاركون في القافلة أنالهجوم المصري على المتضامنين بدأ بشكل مفاجئ إثر اعتصامٍ نفذه المتضامنون علىبوابة الميناء بعدما أعلنت السلطات المصرية رفضها السماح بدخول أكثر من 50 سيارةتحمل أدوية وأجهزة طبية إلى قطاع غزة. إصابات خطيرة وقال علي أبو السكر أحد أعضاءالقافلة من "اللجنة الدولية لفك الحصار" إن القوات المصرية هاجمت المتضامنين وضربتعرض الحائط بكل القيم والأخلاق، لافتا إلى أن القوات المصرية استخدمت الرمل المذاببالماء والحجارة والهراوات والقنابل المسيلة للدموع ضد المتضامنين. وأكد أن هناك عشرات الإصابات؛بعضها خطير، لافتا إلى أن الإصابات من جنسيات مختلفة، ومنهم أتراك وأردنيون،بالإضافة إلى اعتقال سبعة ناشطين. وأوضح أن السلطات المصرية لاتريد إدخال أهم السيارات التي تحمل أدوية ومعدات طبية قطاع غزة، في سلوك غيرمفهومٍ، لافتا إلى أن القوات المصرية رشقت بشكل متعمد العديد من السياراتوأعطبتها؛ ما يعكس مستوى الحقد والإصرار على عدم إيصال هذه المساعدات إلىالمحاصرين في قطاع غزة. ووصف رئيس الوفد الأردني وائل السقا ما جرى ب"المهزلة"، مؤكدا أن ما بين 10 – 15 ناشطا قد أصيبوا بجروح خطيرة ويحتاجون إلى نقل سريع إلى المستشفيات. وذكر أنه جرت محاولاتلعلاج الجرحى في ساحة الميناء ومسجده، فيما كانت القوات المصرية تحاصر المتضامين. وقال: "لا بد أن تتدخل جهات مسئولة لوقف هذه المهزلة وهذه الاعتداءات التي تطال ممثلين من 40 دولة من مختلفدول العالم". وظهرت مشاهد على الفضائيات للمتضامين وهم يتعرضون لقمع القوات المصرية؛ حيث سالت دماء المتضامنين بعد ضربهمعلى رؤوسهم وأيديهم، وشوهدت القنابل المسيلة للدموع وهي تسقط عليهم. وقال أحد المتضامنين إنه لم يكن يتخيل -حتى في الأحلام- أن يتعرض للضرب من القوات المصرية لمجرد أنه يتضامن مع قطاع غزة، وأضاف: "يا علماء الأمة وجماهيرها.. الآن الصورة واضحة.. مصر تحاصرغزة". وسمحت السلطات المصرية ل 139 شاحنة فقط بالمرور عبر معبر رفح الفاصل بين مصر وقطاع غزة، في حين طلبت من الشاحنات الأخرى البالغة 59 شاحنة بالمرور عبر معبر العوجا الفاصل بين مصر والكيان الصهيونى. وكان المسئولون عن القافلة يريدون دخول مصر عبر مرفأ نويبع على البحر الأحمر من مرفأ العقبة الأردني إلا ان السلطات المصرية رفضت ذلك وأصرت على دخولهم عبر مرفأ العريش.
من جهتها أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن اعتداء الأمن المصري على متضامني قافلة "شريان الحياة 3" في ميناء العريش وإصابة العشرات منهم بجروح، هو اعتداء علىسيادة 40 دولة عربية وإسلامية وأوروبية تمثلها القافلة.
مشاركة فى الحصار وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة "حماس" في تصريح صحفى أدلى به فجر اليوم الأربعاء (6-1) لوسائل إعلام إن هذا الاعتداء وإراقة دماء المتضامنين يؤكد أن القضية تتعلق بحصار قطاع غزة والمشاركة في حصاره، ومنع أي محاولة لكسر هذا الحصار، وأنه ليس هناك أي نوايا مصرية لرفع هذا الحصار أو حتى إيصال أي مساعدات لمليون ونصف مليون فلسطيني محاصرين في قطاع غزة. ووصف برهوم الاعتداء على المتضامنين بأنه عبارة عن تلذذ بعذابات أهالي قطاع غزة، كما هو تلذذ بتعذيب من يريد أن يتضامن مع غزة ويعمل على فك الحصار عنها ومحاولة التخفيف من معاناتها. وشدد على أن ما جرى من اعتداء أسفر عن إصابة العشرات بعضهم في حالة الخطر، هو تصرف همجي وغير أخلاقي وغير إنساني من المسئولين عن هذا التصرف. حسب قوله. وقال المتحدث باسم "حماس": "هذه القافلة جاءت بهدف إنساني وأخلاقي نبيل، والاعتداء عليها بهذا الشكل عمل لا إنساني وغير مبرر"، مشددا على أن منع القافلة من الوصول لغزة، وعرقلة وصولها، ومحاولة الاستيلاء عليها سيبقى يشكل فضيحة ووصمة عار تلاحق المسئولين عنها.
لحظة أليمة وأضاف "من المستغرب والمستهجن أن يسرح ويمرح الصهاينة في أرض الكنانة مصر ويسكرون ويخمرون ويرقصون في قلب القاهرة بحراسة الأمن المصري، في حين يحاصر أهل غزة ويمنعون من السفر ويمنع حتى من يتضامن معهم أو يريد المساعدة في كسر الحصار عنهم". وشدد على أن مشهد الدماء التي سالت من المتضامنين والمشاهد التي عرضتها الفضائيات للاعتداء على المتضامنين يمثل لحظة أليمة وجرح غائر، فما كان أحد يتصور أن هذه الدماء تسيل بأيدي الأمن المصري. وقال :"هذا مشهد مذل وفاضح، ويجب على القيادة المصرية أن تقول كلمتها، وعلى المؤسسات الحقوقية والإنسانية أن يكون لها موقف لأن هذا الاعتداء استهدف متضامنين وأحرار جاءوا من أربعين دولة تعاطفا مع غزة".
وساطة تركية وكشف نائب رئيس "اللجنة الدوليةلفك الحصار عن غزة" محمد صوالحة أن عددا من أعضاء البرلمان التركي يقومون بوساطة بين قيادة قافلة "شريان الحياة 3" والسلطات المصرية لتجاوز الخلاف الذي نشب بسبب نقضالسلطات المصرية الاتفاق الذي أبرمته معهم في ميناء العقبة، ويسمح بدخول القافلةوالمتضامنين، والذي نتجت منه الاشتباكات المتبادلة وقيام الأمن المصري بالاعتداء الوحشيعلى المتضامنين وخلف عشرات المصابين. وقال صوالحة، في اتصالٍ هاتفي بقناة "القدس" الفضائية صباح الأربعاء (6-1): "إن السلطات المصرية نقضت الاتفاق الذيأبرمته معهم في ميناء العقبة وتقدمت إليهم بعرضٍ يسمح بدخول نحو 139 سيارة ويمنعدخول نحو 59 سيارة، ويسمح بدخول كل المتضامنين، وأشار إلى أن قيادة القافلة تدرسالعرض بتفاصيله المختلفة في محاولة لتجاوز المشكلة التي حصلت مساء أمس، والتي قالإن الأمن المصري هو من بادر برمي الحجارة على المتضامنين في القافل". وأكد صوالحة أن الأمور هدأت بينالمتضامنين وقوات الأمن المصرية، وتم إفساح المجال للوساطة التركية للوصول إلى حلمع الجانب المصري. وبين صوالحة أن المعوقات التيتضعها الحكومة المصرية أمام القافلة بعد أن قطعت آلاف الأميال وخسرت آلاف الدولارات؛ تركتآثارا نفسية سلبية في المتضامنين، وما زاد الأمر سوءً إلغاء مصر اتفاق العقبةبينها وبين القافلة رغم أنه تم بعد أربعة أيام من المفاوضات. وقال صوالحة: "لن ننسق معالجانب الصهيوني، ولدينا فكرة أن تكمل تركيا وساطتها وتتولى هي إدخال السيارات محل الخلاف". وتضم القافلة 250 شاحنة ومركبةوسيارة إسعاف تحمل مساعدات إنسانية وطبية وأغذية، و460 شخصًا من 17 دولة أوروبيةوعربية يترأسها النائب البريطاني جورج جالاوي.
شهيد وأربعة مصابين وعلى صعيد متصل استشهد مقاوم وأصيب عدد من المقاومين في قصف صهيوني استهدف مجموعة من ألوية الناصر صلاح الدين مساء الثلاثاء (5-1-2010)، في منطقة القرارة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
وذكرت مصادر طبية فى غزة أن طائرة استطلاع قصفت مجموعة المقاومين، وأن القصف أوقع شهيدا من الألوية هو "جهاد عبد الرحيم السميري"، وأربع إصابات دون أن تتضح طبيعة إصاباتهم.
وأكد معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة إن القصف أوقع إصابات، وأن الطواقم الطبية قامت بنقل الإصابات إلى المستشفيات.
ونعت ألوية الناصر صلاح الدين الشهيد السميري، مشيرة إلى أن القصف الصهيوني استهدف نقطة رباط تابعة لها.