شرم الشيخ تستعد لاستقبال وفود أكثر من 70 دولة للمشاركة في مؤتمر إعادة إعمار غزة آثار العدوان الإسرائيلي على غزة محيط: بدأ العد التنازلى لمؤتمر إعادة الاعمار غزة بشرم الشيخ الاثنين ، حيث تشارك الدبلوماسية المصرية مع الإعلام المصري على قدم وساق في العمل والإعداد الجيد لترتيبات عقد المؤتمر الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة بمشاركة أكثر من سبعين دولة من دول العالم بوفود رفيعة المستوى ووزراء خارجية عرب وأوروبيين بعد غد الإثنين. وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد أعلن في قمة شرم الشيخ التي عقدت في الثامن عشر من هذا الشهر عزم مصر على استضافة مؤتمر دولي لحشد الجهود اللازمة للمساعدة في إعادة إعمار قطاع غزة وإعادة من أجل رفع الكرب والغمة عن الشعب الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع. كما أطلقت الأممالمتحدة منذ ثلاثة أسابيع نداء خاصا يطالب بجمع تمويل يقدر بنحو 613 مليون دولار لتنفيذ عمليات الإغاثة الطارئة في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة، من أجل تنفيذ الإصلاحات في المجالات الحيوية مثل مياه الشرب والصرف الصحي وتوفير السلع الأساسية، خاصة الطعام. استعدادت مصرية في هذه الأثناء، يجرى العمل على مدار الساعة بالتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى بكل الوسائل لتأمين أفضل ضيافة مصرية للمشاركين فى المؤتمر وتقديم التسهيلات للصحفيين ورجال الإعلام وممثلي وكالات الأنباءالعالمية وشبكات التليفزيون العربية والمحلية والدولية كما اعدت الهيئة العامة للاستعلامات مركزا صحفيا عالميا بمطار القاهرة الدولي لدخول وإستقبال كافة رجال الإعلام والصحفيين من جميع أنحاء العالم وتقديم كافةالتسهيلات وإقامة مركز صحفي دولي لاستقبال ستمائة صحفى وإعلامى ومراسل. وانتهت الهيئة من الإستعدادات بالتنسيق مع قطاعات الإعلام المصري للترتيب لنقل البث المباشر للجلسة الإفتتاحية للمؤتمر الدولي بشرم الشيخ , بالاضافة الى كتيبات تصدر حول كل ما يصدر عن المؤتمر من تصريحات وبيانات إعلامية . وزودت جميع القاعات أحدث أجهزة الكمبيوتر وخطوط الانترنت والإتصالات التليفونية المحلية والدولية والفاكس وشاشات العرض حتى يخرج المؤتمر بصورة تليق بمصر وقيادتها السياسية التي تحظى بإحترام العالم أجمع . أوروبا تتعهد ب 554 مليون دولار مبارك و ساركوزي في نفس السياق، قالت المفوضية الأوروبية أمس إنها تتعهد بتقديم 436 مليون يورو (نحو 554 مليون دولار) لدعم الشعب الفلسطيني خلال العام الجاري (2009)، وأضافت في بيان وزعه وفدها بالعاصمة المصرية القاهرة أمس أن هذه الأموال سيتم تخصيصها للمعونات الإنسانية، وأنه سيتم تخصيص جزء من المساعدات لإزالة آثار المباني المهدمة في قطاع غزة على مدار العام ودعم الأطفال المتضررين من العدوان الإسرائيلي هناك. ودعت المفوضة الأوروبية إلى ضرورة فتح كافة المعابر في القطاع بلا أي شروط من أجل ضمان تسهيل دخول المعونات والاحتياجات الإنسانية والبضائع التجارية، مؤكدة على أهمية انعقاد مؤتمر شرم الشيخ الذي سترأسه كل من مصر وفرنسا والنرويج ويشارك فيه ممثلون عن الرباعية الدولية (أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وخافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي) ووزير خارجية التشيك الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبي، إضافة لعدد كبير من الدول والجهات المانحة. كما يشارك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في المؤتمر بصفته أحد رؤساء المؤتمر، الى جانب الرئيس المصري حسني مبارك وذلك امتدادا لما سمي "المبادرة الفرنسية المصرية المشتركة" التي ساهمت في وضع حد للحرب الإسرائيلية على غزة وفتحت الباب أمام القرار الدولي رقم 1703. واستبقت باريس توجه الرئيس ووزير خارجيته برنار كوشنير الى شرم الشيخ ببيان غرضه مساعدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مساعيه الهادفة الى تحقيق المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأكدت باريس مجددا "استعدادها للعمل مع حكومة وحدة وطنية تعكس مواقفها وأفعالها مبادئ مسار السلام وغايتها الوصول الى دولة فلسطينية مستقلة، ذات سيادة، ديمقراطية وقابلة للحياة وتعيش بسلام وأمن الى جانب إسرائيل". وقالت مصادر رسمية رفيعة المستوى لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إن باريس "لا تطلب من منظمة حماس سوى القول إنها تقبل مبادرة السلام العربية" وذلك في مسعى فرنسي واضح لتحاشي العودة الى المرحلة التي تلت وصول حماس الى السلطة عقب انتخابات عام 2006 وتسهيل اجتياز حماس ل "عقبة" الاعتراف المباشر بإسرائيل. وكان الموقف الفرنسي السابق يلتزم موقف اللجنة الرباعية التي فرضت على حماس ثلاثة شروط للتعامل معها، وهي الاعتراف بإسرائيل ووقف العنف والاعتراف بالاتفاقيات الموقعة بينها وبين منظمة التحرير الفلسطينية. وقالت الخارجية الفرنسية إن باريس تريد، في شرم الشيخ، التركيز على أربعة أهداف سياسية هي: اعتبار فتح المعابر مع غزة أولى الأولويات، دعم جهود الوساطة المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية التي يمكن أن تظهر عبر حكومة وحدة غرضها إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية باعتبار أن هذه الوحدة ضرورية لأن "لا اتفاق سلام مع جزء من الشعب الفلسطيني ولا دولة فلسطينية قابلة للحياة من غير غزة"، دعم أبو مازن وجعل السلطة الفلسطينية في قلب عملية إعادة الإعمار، وأخيرا إعادة إطلاق مسار السلام سريعا. وبحسب الوزير كوشنير، فإنه يتعين أن يكون عام 2009 عام قيام الدولة الفلسطينية بعد أن خاب أمل الفلسطينيين بإقامتها في العام الماضي وفق الوعد الأمريكي.