محيط : لليوم الثالث على التوالي، واصل طيران الاحتلال الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة مستبيحًا دماء الأطفال والنساء والشيوخ، وضاربًا بعرض الحائط كل المناشدات الإنسانية والقانون الدولي. ومن جانبه, أكد "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان" استشهاد وإصابة 22 طفلاً فلسطينيًا خلال 24 ساعة الماضية، حيث استُشهدت خمس طفلات "شقيقات" بمخيم جباليا شمال القطاع وهن نائمات داخل منزلهن، فضلاً عن ثلاثة أشقاء أطفال بمخيم رفح وطفلة تاسعة من مدينة غزة. وبهذا يرتفع عدد القتلى من الأطفال خلال الأيام الثلاثة من العدوان المتواصل على القطاع إلى 31 طفل وأكثر من 140 جريح، وذلك من أصل 280 قتيل، معظمهم من المدنيين العزل، بينهم 9 نساء والأطفال المذكورين. كما قصفت الطائرات الحربية الصهيونية مسجد "عماد عقل" المكون من ثلاثة طوابق في بلوك 4 بمخيم جباليا مما أسفر ذلك عن تدمير المسجد بالكامل، وتدمير منزل مجاور يعود للمواطن أنور خليل بعلوشة، المسقوف بالاسبستوس، وانهياره على رؤوس قاطنيه، مسبباً مقتل خمسة من طفلاته. وأعرب المركز عن إدانته لتلك الجرائم التي تأتي وفقاً لسلسلة متواصلة من جرائم الحرب الإسرائيلية بالأراضي المحتلة، والتي تعكس مدى استهتار تلك القوات بأرواح المواطنين الفلسطينيين، معتبراً أنها أعمال انتقامية وعقاب جماعي لساكني غزة خلافاً للمادة الثالثة والثلاثين من اتفاقية "جنيف" الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين بوقت الحرب. وحمل إسرائيل المسئولية الكاملة عن حماية المدنيين الفلسطينيين في جميع الظروف والأحوال، ووفقاً لقواعد القانون الدولي فإن وجود مقاومة مسلحة لا يبرر على أي نحو كان استخدام تلك القوة المفرطة بشكل غير متناسب، وأنه ينبغي التمييز دائماً بين المدنيين وغير المدنيين. ودعا المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف تلك الجرائم، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية. وأشار إلى أن سلطات الاحتلال الحربي تفرط في استخدامها للقوة المسلحة المميتة في جميع أنحاء القطاع الذي يمتاز بأعلى كثافة سكانية بالعالم، حيث تطلق تلك السلطات عبر الجو والبحر عشرات الصواريخ من الوزن الثقيل على المنازل السكنية والمنشات المدنية والمساجد المتواجدة داخل الأحياء المكتظة.