رام الله : تعيش الأسيرات في سجون الاحتلال الاسرائيلي أوضاعا مأساوية ويتعرضن لظروف اعتقال وتحقيق منافية لكافة الأعراف والقوانين الدولية. وقالت مؤسسة "مانديلا" لرعاية شؤون الأسرى والمعتقلين، امس الاثنين في بيان لها أن رئيستها المحامية بثينة دقماق تمكنت من زيارة سجن "تلموند" والالتقاء بمجموعة من الأسيرات والإطلاع على همومهن ومشاكلهن ومعاناتهن اليومية منذ لحظة الاعتقال ، وما يواجهنه من تعذيب جسدي ونفسي أثناء التحقيق وحتى يوم الإفراج، إضافة إلى المعاملة السيئة التي يلاقينها من قبل إدارة السجن، والإهمال الطبي . وقابلت دقماق الأسيرة المعتقلة كفاح القطش من سكان البيرة، التي اعتقلت بتاريخ 1 اغسطس / اب الماضي وحولت للاعتقال الإداري لمدة 4 شهور، حيث أفادت بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقلها من منزلها الساعة الواحدة والنصف فجرا وتم نقلها إلى مركز تحقيق سجن المسكوبية. وأضافت الأسيرة القطش أنها أبلغت من قبل الجنود لحظة اعتقالها بأنهم على علم بمرضها وأنهم حصلوا على إذن من المحكمة لاعتقالها، حيث تعاني من عدم وصول الدم إلى الأطراف وأجريت لها عملية بتر أصابع اليد اليسرى بسبب ضيق في الشرايين. وذكرت أنها مكثت في تحقيق المسكوبية مدة يومين ثم نقلت إلى سجن تلموند لمدة أسبوع في غرفة لوحدها، وهناك هددت بالإضراب في حال بقائها في هذا القسم، وإثر ذلك تم نقلها إلى قسم 11 مع الأسيرات الأمنيات. ومن ضمن من يعانين اوضاعا صعبة المعتقلة المحامية شيرين العيساوي من سكان بلدة العيسوية المعتقلة منذ تاريخ 22 ابريل / نيسان الماضي وما زالت موقوفة بانتظار المحاكمة، وأفادت بأنه جرى تحويلها أكثر من 30 مرة إلى المحكمة من بداية اعتقالها. وتطرقت الأسيرة العيساوي لمعاناة التنقل إلى المحاكم، موضحة أن سلطات الاحتلال تقوم بنقلها مع سجينات مدنيات ما يشكل خطرا بالغا على حياتها، وأنها تعرضت عدة مرات لمحاولة من السجينات الجنائيات للاعتداء عليها بالإضافة إلى توجيه الشتائم والكلمات السيئة لها. المعتقلة لنان أبو غلمة من بيت فوريك حولت للاعتقال الإداري لمدة 6 شهور، وتم إنزال شهر لها وبقي الحكم 5 شهور إداري ، وقالت أبو غلمة أنه تم اعتقالها من منزل أختها في بورين مع اعتقال ثمانية من أفراد أسرتها، وبدأ التحقيق الميداني معهم في بيت أختها ومن ثم تم نقلها إلى معسكر حوارة في جيب عسكري وسيارة ثانية نقلت أختها تغريد التي اعتقلت في نفس الحملة. وعبرت دقماق عن قلقها الشديد من سياسة إدارة السجون بحق الأسيرات، وشددت على ضرورة توفير متابعة مستمرة لهن وإثارة الممارسات التعسفية التي تفرض عليهن والتي تفاقم معاناتهن.