محمد الشحات الجندى: تحريضه للشعب ضد الجيش والشرطة خطيئة كمال حبيب: دعم التيار الإصلاحي فى الماضى .. وتبنى مواقف سيد قطب الآن مصطفى عبد الرازق: تحول لفقيه السلطة ولم يعد يحرك الشارع العربي مواقفه مثيرة للجدل، فقد طالب أنصاره بقتال جنود الجيش وأفراد الشرطة، "القرضاوى ما له وما عليه" كان هذا محل النقاش فى إحدى الندوات التى نظمها معرض الكتاب ضمن نشاط كاتب وكتاب، حيث تم مناقشة كتاب بعنوان "المفتى العالمي.. ظاهرة القرضاوي.. فقيه السلطة والربيع العربي"، من تأليف بتينا جراف ، جاكوب بيترسن، وترجمة دينا حسن، وقد شارك فى المناقشة د. محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية، وكمال حبيب الباحث فى الشئون الإسلامية وأدار الندوة الكاتب الصحفى مصطفى عبد الرازق. فى البداية قال مصطفى عبد الرازق: نناقش كتاب بالغ الأهمية حول الشيخ يوسف القرضاوى سواء بشأن إسهاماته أو مواقفه المثيرة للجدل فى الفترة الأخيرة، والتى يراها البعض أنها هبطت به كشيخ وجعلته محال جدل فى الشارع المصرى والعربى وذلك على خلفية حالة الاستقطاب التى ظهرت عقب ثورة 30 يونيو. وأوضح أن الكتاب تم تأليفه منذ أربع سنوات وكان معد للنشر ولكن الظروف حالت دون ذلك وقتها.. ويثير الكتاب عدة تساؤلات منها: هل نغفل إسهامات القرضاوي الفكرية بعد مواقفه الأخيرة؟. وأشار إلى أن القرضاوى أصبح فقيه السلطة وهو ما جعله يفقد ثقة الشارع فبعد أن كان لديه القدرة على تحريك الشارع العربي، أصبح الآن مواقفه لا تجد صدى لدى الشارع المصرى . من جانبه قال الدكتور محمد الشحات الجندى أستاذ الشريعة الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الكتاب بقلم كتاب أجانب وترجم عن طريق مركز دراسات الإسلام والغرب، لأن شخصية القرضاوي أثارت جدلاً كثيرا، لأنه رجل ذو شخصية متعددة الجوانب فهو أكاديمى وعمل كداعية وله كثير من الفتاوى كما أنه ناشط سياسي. لذلك فهو "ظاهرة"، فقد ترك بصمته فى مجال الدعوة والفكر الإسلامي، والدليل أن الغربيين أنفسهم تناولوا شخصيته بالدراسة، والدليل هو الكتاب الذي نناقشه اليوم.، لكن الكتاب يناقش القرضاوي كداعية ومفتي بعيداً عن السياسة. وتابع: الكتاب ينتهى إلى أن أبرز جوانب شخصية القرضاوى هو براعته كرجل إفتاء، فهو لا نظير له على حد وصف الكتاب، حتى يقال أنه أكثر شهرة فى القرن العشرين بالنسبة للإفتاء، لذلك سُمي " المفتى العالمي." واستطرد قائلا: القرضاوى تكلم عن أمور كثيرة ربما ابتعد البعض عن التعرض لها فى الإفتاء كحكم الإسلام فى الغناء والموسيقى والفن وفى مشاركة المرأة سياسيا واجتماعيا. وتساءل الجندى هل يكون انحياز القرضاوى لجماعة على حساب الانحياز العقائدي؟ بأن يخرج المجتمع المصرى من دائرة الإيمان وهو أمر محظور أن يكفر أحد وهذا يخرج عن الوسطية التى كان يلتزم بها القرضاوى طوال عمره الفكري، ولذلك يهاجمه البعض ويجرده من كل ما تركه فى مكتبة التراث الإسلامي. وأوضح الجندى أن الموقف السياسى للقرضاوى تغلب عليه فى الفترة الأخيرة بعكس الماضى، ضاربا المثل بموقف القرضاوى من فلسطين عندما تم استخدام سيارات مفخخة ضد إسرائيل كعمليات انتحارية، ووقتها قال القرضاوى أن الفدائيين الفلسطينيين هم من الشهداء وكان أول من أعلن هذا، كما كان له دور مع الأقليات المسلمة فى الغرب وبناء عليه منعته أمريكا من الدخول لأراضيها، وكذلك بريطانيا، حيث اعتبره الغرب من الإرهابيين، خاصة لمواقفه ضد إسرائيل. وقال الجندي، وإذا تحدثنا عن مواقفه السياسية تجاه دول الربيع العربى وخاصة مصر فهي مرفوضة شكلا ومضمونا، فكيف يدعو المصريين لمحاربة الجيش والشرطة. ولفت إلى أن العلاقة الوطيدة بين القرضاوي والإخوان، عرضت عليه الجماعة أن يصبح مرشداً، بعد حسن الهضيبي، لقدرته على الترويج لأفكارهم. كما أوضح الجندى أن القرضاوى يستخدم منبر مسجد عمر بن الخطاب بقطر في الدعاي للإخوان، ونسى قوله تعالى "وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحد". من جانبه قال كمال حبيب الباحث المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية أن الكتاب رؤية غربية لظاهرة الشيخ القرضاوى كمفتى تجاوز حدود مذهب أو دولة أو جماعة حيث أصبح مفتيا عالميا، ولكنه كتب على عجلة حيث لم يطالع أصحاب الكتاب المراجع واعتمدوا على كتاب عن حياة القرضاوي. وأضاف ان الكتاب يتضمن بحث ل"حسام تمام" وهو البحث الأهم فى الكتاب لأنه كان عضوا بالإخوان وقد كتب عن علاقة الشيخ القرضاوى وجماعة الإخوان. وأوضح حبيب أن القرضاوى من مواليد 1926 وهو من الغربية ودخل جماعة الإخوان في الخمسينات وسجن فى عهد جمال عبد الناصر واهتم بمشكلة الفقر وكيفية حلها، وهو فقيه، وقادر على الإفتاء ولدية أكثر من 100 مؤلف ودرس اللغة العربية على أصولها والقواعد والفكر والعقيدة لذلك نحن أمام شخص متمكن. وأشار حبيب إلى أن مواقف القرضاوى تثير الجدل حيث كان فى الماضى داعم للتيار الإصلاحي فى الإخوان، والآن يتبنى مواقف سيد قطب، رغم أنه صاحب نظرية "التبشير في الدعوة والتيسير فى الفكر"، وهو عكس فكر سيد قطب . ودعا حبيب إلى النظر إلى الحالة النفسية للفقيه وقت إصداره للفتوى، كما يجب النظر إلى عمره، مشيرا إلى أن هناك أحوال تصيب الفقيه وبالتالى قد تؤثر حالته النفسية على فتواه واعتقد ان وجود القرضاوى فى قطر منذ عام 1961 أوجد بيئة نفسية معينة لتوجيه فتواه وأفكاره وتوجهاته. واعتبر حبيب أن ما يصدره القرضاوى فى الأمور السياسية يعد رأى أو بيان وليس فتوى لأنه موقف سياسى يعبر عنه الفقيه، ولذلك يجب أن يعامل كأى مواطن قد يكون محق فى رأيه أو مخطئ، لافتا إلى أن هناك فرق بين الاجتهاد الفكرى والسياسي. وقال حبيب أن انتماء الشيخ القرضاوى للإخوان يجعل فتواه مجروحة، لافتا إلى أن كتب القرضاوي الأخيرة لم يكتبها بنفسه، وأغلب الظن أن تلاميذه هم من يقومون بتجميع المادة العلمية وهو من يجيز نشرها نظرا لانشغاله ب"طوفان" الفتاوى. وأكد حبيب أن العلماء الربانيين يضعوا بينهم وبين السلطة مساحة حتى لا تؤثر عليهم وتقودهم لتضليل الناس، لذلك علاقة الدين بالدولة تحتاج لجهد كبير لفصلها.