احتفلت الكويت الثلاثاء في قصر بيان بحضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بمراسم رفع العلم. وشهد الحفل ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وكبار الشيوخ ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد والشيخ ناصر المحمد ورئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك والشيخ ناصر صباح الأحمد وزير شئون الديوان الأميري والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد والوزراء والمستشارون وكبار المسئولين بالدولة وكبار القادة بالجيش والشرطة والحرس الوطني. ووصل موكب الأمير إلى مكان الحفل حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من قبل أبنائه من منتسبي الجيش والشرطة والحرس الوطني والإدارة العامة للإطفاء متزامنا مع إطلاق المدفعية 21 طلقة ترحيبية إيذانا بوصوله. وبعد ذلك بدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم قام برفع علم الدولة. وتحيي الكويت اليوم الذكرى الثامنة لتولي أمير البلاد مقاليد الحكم مواصلا العمل من أجل الكويت وشعبها وجعلها دولة عصرية مزودة بالعلم والمعرفة ملؤها التعاون والمحبة بين أهلها والمساواة في الحقوق والواجبات. ففي ال 29 من شهر يناير عام 2006 ضجت قاعة عبدالله السالم في مجلس الأمة بالتصفيق الحار لسمو الشيخ صباح الأحمد لدى دخوله القاعة التي شهدت جلسة خاصة أدى خلالها اليمين الدستورية أميرا للكويت وفقا لنص المادة (60) من الدستور الصادر في 11 نوفمبر 1962. وعقب أداء القسم ألقى الأمير كلمة وعد فيها الشعب الكويتي بحمل الأمانة وتولي المسئولية والتأكيد على العمل من أجل الكويت وشعبها داعيا سموه الجميع إلى العمل من أجل جعل الكويت دولة عصرية حديثة مزودة بالعلم والمعرفة يسودها التعاون والإخاء والمحبة ويتمتع أهلها بالمساواة في الحقوق والواجبات مع التشديد على المحافظة على الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير. كما أكد أن القائد لا يمكنه أن ينجح إلا بتعاون شعبه معه تعاونا حقيقيا مناشدا المواطنين أن يجعلوا مصلحة الوطن قبل مصلحتهم وأن يتجاهلوا منافعهم الذاتية في سبيل منفعة الجميع وأن يحترموا القانون والنظام ويحرصوا على مصلحة الوطن وممتلكاته وانجازاته. ويعتبر الأمير منذ أكثر من 57 عاما أحد أبرز الشخصيات الكويتية, وتربع على قمة الدبلوماسية الكويتية منذ نهاية شهر يناير عام 1963 حيث تشهد سجلات الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن كلمة الكويت التي تنطق بسياستها ومواقفها إزاء القضايا الإقليمية والدولية كانت في معظم الأحوال من نصيبه. كما يبرز سمو الشيخ صباح الأحمد من بين الرجال الذين أسهموا في صنع تاريخ وطنهم فهو بلا جدال رجل السياسة الخارجية الكويتية وعميد الدبلوماسيين على مستوى العالم للمدة الطويلة التي قضاها وزيرا للخارجية وللخبرة المتميزة التي عرف بها بين أقرانه من الدبلوماسيين. وكان الأمير قد بدأ حياته السياسية الأولى وتمرسه في الشأن العام في 19 يوليو عام 1954 عندما أصدر الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح رحمه الله أمرا أميريا بتعيينه عضوا في اللجنة التنفيذية العليا التي عهدت إليها مهمة تنظيم مصالح ودوائر الحكومة الرئيسية ووضع خطط عملها ومتابعة تنفيذها. وفي فبراير عام 1959 تم تعيين الشيخ صباح الأحمد رئيسا لدائرتي المطبوعات والشؤون الاجتماعية, وحين قرر الشيخ عبدالله السالم رحمه الله وضع دستور للكويت أصبح الشيخ صباح عضوا في المجلس التأسيسي الذي عهدت إليه مهمة وضع دستور دولة الكويت مطلع عام 1962. واثر تحول الدوائر الحكومية إلى وزارات مسئولة بموجب الدستور تولى الشيخ صباح الأحمد الكثير من الحقائب الوزارية أولها حقيبة وزارة الإرشاد والأنباء عام 1962 ثم حقيبة وزارة الخارجية عام 1963. وقبل أن يتولى المناصب الحكومية على اختلافها كان الشيخ صباح الأحمد قد بدأ العمل في بعض الأنشطة الاجتماعية استطاع خلالها اكتساب خبرات كانت مفيدة له عندما انتقل إلى العمل الحكومي ومن أبرز تلك الأنشطة رعايته لنادي المعلمين ومشاركته أعضاء النادي في ندواتهم التي كانوا يقيمونها بين فترة وأخرى منها ترؤسه في فبراير عام 1952 ندوة بعنوان (شئون التعليم في الكويت).