القاهرة: اختتم المسئولون المصريون أمس الجمعة مباحثاتهم في القاهرة مع وفد حركة حماس بشأن تطورات القضية الفلسطينية وأزمة المعابر والحدود والخلاف الداخلي مع حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي اجرى في وقت متزامن محادثات مع نظيره المصري حسني مبارك. وذكرت وكالة "سما" الفلسطينية ان المباحثات شملت كذلك حادث تفجير الجدار الحدودي بين مصر وغزة، وعلاقة حماس مع السلطة الفلسطينية، وحركة فتح. ونقلت الوكالة عن مصدر مصري أن حماس طلبت خلال جلسات الحوار على مدى يومين في القاهرة أن يكون لها دور في إدارة المعبر، وأبدت مصر بعض التفهم للمطلب، ووعدت بنقله للسلطة الفلسطينية، على أن تعد مصر ورقة للحوار حولها بعد استماعها لرؤية فتح وردها، خاصة بعدما استعد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة، للتراجع عن الحسم العسكري الذي نفذته حماس في قطاع غزة حال تراجع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، عن المراسيم التي أصدرها لا سيما في ما يتعلق بإقالة حكومة الوحدة برئاسة إسماعيل هنية، وكذلك بدء الحوار مع فتح حول مجمل الوضع الفلسطيني، على أساس مرجعيات اتفاق القاهرة 2005، ووثيقة الأسرى 2006، واتفاق مكة 2007 . وحسب المصادر فإن الجانب المصري تمسك بأن تتم إدارة معبر رفح بعيدا عن الصراع بين فتح وحماس، ووفقاً لاتفاق المعابر الموقع عام 2005 ، وألا يتم تصدير المشاكل الداخلية الفلسطينية للساحة المصرية. وعلق مسئول كبير في السلطة على مطالب حماس قائلاً:" لا يمكن لأي أحد أن يغير الاتفاق الخماسي، ولا نقبل نحن كسلطة بتغيير هذا الاتفاق لأن تغييره الآن يؤكد ان غزة أصبحت محررة وهي ليس كذلك، وإذا وافقنا على وجهة نظر حماس فإن هذا يصب في صالح إسرائيل لأنها تريد أن ترفع يدها عن القطاع وتصدر مشاكله للمصريين ونحن لا نقبل بذلك". وقال المسئول:" إذا التزمت حماس باتفاقية المعابر، فسيعتبر ذلك مؤشرا ربما يفتح الأبواب للعودة عن الانقلاب وعودة الشرعية"، واضاف المصدر :" إن موقف مصر متطابق كاملا مع موقف السلطة بشأن المعابر ودفع عملية السلام ومواصلة المفاوضات للتوصل لاتفاق نهائي". وحذر من أن مصر والسلطة ستحمّلان حماس المسئولية الكاملة عن الحصار المفروض على غزة إذا لم تقبل باتفاقية المعابر. تفهم مصري ******** وقالت مصادر مصرية مقربة من الجلسات:" إن بعض التفهم المصري الذي قوبلت به مطالب حماس في القاهرة، يستند إلى أن حماس تملك شرعية الانتخابات" مشيرة إلى أن أبو مازن سبق ان وافق على دور لحماس باعتبارها شريكا في السلطة حال تراجعها عن سيطرتها على قطاع غزة. ونقل موقع قناة "العالم" الإخباري عن عضو الوفد المشارك في المحادثات محمد نصر إن الوفد أبلغ المسئولين المصريين أن حماس لا تمانع مشاركة عناصر رئاسة السلطة الفلسطينية من ذوي الخبرة في إدارة المعابر وفي السيطرة الأمنية ووجود مراقبين أوروبيين ولکن "شرط ألا يقيموا في كيان الاحتلال الإسرائيلي کما کانت الحال سابقا". ودعت حركة حماس الحكومة المصرية الى الابقاء على الحدود مفتوحة مع غزة عبر معبر رفح. القاهرة توبخ حماس ************ وقالت صحيفة "الشرق الاوسط" إن وفد حماس إلى القاهرة تلقى "توبيخاً" من مسؤولين مصريين، وأن الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية أبلغهم بغضب الرئيس حسني مبارك الشديد مما حدث على الحدود، كما أبلغهم رسالة صارمة جدا مفادها "لا مجال للعبث بسيادة مصر وأمنها" مشدداً على "عدم جواز تكرار ما حدث". كما علمت الصحيفة أن وفد حماس لم يلق في زيارته الحالية لمصر ما اعتاد ان يراه من ترحيب، بما في ذلك مشعل الذي كان يعامَل "معاملة ضيف دولة"، وكذلك لم يتمكن وفد حماس من الاتصال مع جماعة الإخوان المسلمين أو سواهم، أو الاتصال بأجهزة الإعلام. بينما قال أحمد يوسف، مستشار رئيس الوزراء المقال:" ان الدكتور محمود الزهار قدم اعتذاراً للحكومة المصرية عن إساءات بعض الأطراف، وأن المصريين قدروا هذا الاعتذار.. هذه أخطاء فردية.. هذه الأمور لن تتكرر، وهناك تعزيزات لشرطة حماس على الحدود، نحن نقدر لمصر هذا الموقف النبيل". اتفاق من أربع نقاط ************ ونقلت صحيفة "القدس العربي" من مصادر مطلعة في العاصمة المصرية ان الجانب المصري توصل في لقاءاته مع الرئيس الفلسطيني علي تفاهم من اربع نقاط اساسية هي: اولا: لن يكون اتفاق معابر جديد والاتفاق الوحيد الذي سيسري هو اتفاق المعابر الدولي الاخير ولن يتم تعديله. ثانيا: توجد سلطة فلسطينية واحدة لا سلطتين. ثالثا: ابتداء من يوم الاحد القادم سيتم فرض الامن والقانون بشكل تام علي الحدود مع غزة، وسيتوقف تجاوز الحدود وسيتم اتخاذ اجراءات صارمة بحق من يخالف القانون المصري. رابعا: لا حوار الا بعد انتهاء الانقلاب وقال المصدر ان الجانب المصري نقل هذا الموقف لوفد حماس الذي ترأسه خالد مشعل ، الا ان قيادة حماس لم توافق عليه، وكانت حماس قد طالبت بان تكون هي الجانب الفلسطيني المعتمد رسميا في السيطرة علي المعابر، الا ان حماس اقترحت باجتماعها مع عمر سليمان ان تكون الادارة مشتركة بين حماس والرئاسة الفلسطينية بشرط الغاء الاتفاق الدولي السابق حول المعابر.