علقت صحيفة "نيويورك تايمز" على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" بخصوص الموافقة الساحقة على الدستور المصري بنتيجة بلغت 98.1 % من أصوات الناخبين. وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها أمس السبت، إن الإجماع على الموافقة من قبل الناخبين كان شيئا متوقعا، لأن الحكومة قمعت بالفعل أي معارضة للميثاق قبل بدء حملة الاستفتاء، بما في ذلك إطلاق حملات موسعة من الاعتقالات، أيضا حظر جماعة الإخوان المسلمين وهي جماعة المعارضة الرئيسية التي دعت لمقاطعة الاستفتاء، حسب قولها. وأضافت الصحيفة أن تصريحات "كيري" ولهجته ابتعدت كثيرا عن نغمة النقد اللاذع الذي ظهرت في تصريحاته سابقا في شهر أغسطس الماضي، حينما قال إن قيادات الجيش نجحت بالفعل في استعادة الديمقراطية عندما أطاحوا بالرئيس المعزول محمد مرسي بناء على رغبة جماهيرية. ورأت الصحيفة أن نظرية المؤامرة بدأت تنمو بين صفوف المعارضين للجماعات الإسلامية حول وجود تمويل سري أمريكي للرئيس المعزول وجماعته، ولكن قرار الكونجرس الأسبوع الماضي بتمهيد الطريق أمام استمرار تدفق ما يقرب من 1.3 مليار دولار سنويا من المساعدات العسكرية إلى القاهرة أبعد الشبهات كثيرا عن دعم واشنطن للجماعة والمعزول. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات الحكومة المصرية حول أن التصويت الكاسح بالموافقة على الدستور عزز من موقف الجيش السابق حينما منحه الشعب المصري تفويضا بالقضاء على المعزول وجماعته. وأكدت الصحيفة أن بيان الرئاسة أمس يحمل دلائل إلى إجراء انتخابات رئاسية قبل الانتخابات البرلمانية، ورأت أن هذا الأمر يمهد الطريق بشكل أكبر أمام الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي بتعزيز سلطته والترشح للرئاسة وخاصة قبل الانتخابات البرلمانية التي قد تبرز الانقسامات بين أنصاره والمعارضين أو حتى السماح للمعارضين بالفوز بمقاعد في الانتخابات البرلمانية.